
الوفاق ترغم على نقل الرحلات الجوية من طرابلس إلى مصراتة
طرابلس - قال المطار الوحيد العامل في العاصمة الليبية طرابلس في وقت متأخر الثلاثاء إنه حول جميع الرحلات الجوية إلى مدينة مصراتة بسبب القصف في المنطقة بعد تصاعد القتال في الأيام الأخيرة.
وزاد إطلاق الصواريخ والقصف باتجاه المطار في أواخر الأسبوع الماضي بعد فشل جهود الأمم المتحدة لجمع الأطراف المتحاربة في جنيف في تحقيق أي تقدم. وأعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص غسان سلامة استقالته الاثنين.
وأحدث موجة من أعمال العنف التي تشهدها ليبيا منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي بدأت العام الماضي عندما أطلق القائد العسكري خليفة حفتر المتمركز في شرق البلاد حملة لانتزاع السيطرة على العاصمة.
وأدى إطلاق الصواريخ إلى إغلاق مطار معيتيقة مرارا في الأيام الأخيرة وتم تعليق الرحلات الجوية معظم أوقات الثلاثاء، وقال مصدر عسكري في الجيش الوطني الليبي إنه تم استهداف المنشآت التركية هناك.
وتورطت تركيا في انتهاك الاتفاقيات الدولية بارسال مرتزقة من سوريا اضافة الى ذخائر واسلحة لدعم حكومة فائز السراج في مواجهة الجيش الوطني اليبي في وقت تصاعدت فيه الادانات الدولية للخروقات التركية.
وسعى الجيش الليبي الى استهداف مخازن الاسلحة التركية والطائرات المسيرة سواء في المطارات والموانئ الواقعة تحت سيطرة حكومة الوفاق.
من جانبها قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إن إجمالي خسائرها نتيجة غلق الحقول النفطية وخطوط إمدادات نحو الموانيء بلغ 2.6 مليار دولار، وسط تصاعد أزمة وفرة مشتقات الوقود والسيولة المالية للحكومة في البلاد.
وأفادت المؤسسة في بيان، مساء الثلاثاء، بأن الخسائر تغطي الفترة الممتدة بين 17 يناير/كانون الثاني الماضي، تاريخ بدء الأزمة، وحتى 2 مارس/ آذار الجاري.
وفي 17 يناير/كانون الثاني، أغلق الجيش الليبي ميناء الزويتينة وذلك لمنع تمويل الجماعات المتشددة المرتبطة بحكومة الوفاق قبل أن يقفلوا لاحقا موانئ وحقولا أخرى؛ ما دفع بمؤسسة النفط لإعلان حالة "القوة القاهرة" فيها.

وأوردت المؤسسة، في بيانها، أن متوسط الإنتاج اليومي من النفط الخام يبلغ، حاليا، 123.24 ألف برميل. فيما كان متوسط الإنتاج قبل الأزمة 1.2 مليون برميل يوميا.
وعبرت عن قلقها الشديد من نقص محتمل في الوقود خلال الأيام القادمة، بعد فقدان أغلب الإنتاج المحلي وإيقاف عمل مصفاة الزاوية وعدم توفر الميزانيات الكافية للاستيراد.
ويشرف الجيش الليبي على تأمين الحقول والموانئ النفطية في المنطقة الوسطى (الهلال النفطي) وميناء الحريقة النفطي بمدينة طبرق بالقرب من الحدود المصرية، فيما تدير تلك المنشآت مؤسسة النفط التابعة لحكومة "الوفاق.
بالتزامن مع التطورات الميدانية قالت الأمم المتحدة، الثلاثاء، إنها تتحرك "بأسرع ما يمكن" لاختيار مبعوث أممي جديد إلى ليبيا خلفا لغسان سلامة، الذي أعلن استقالته من منصبه الإثنين.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "استيفان دوغريك" بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.
وأوضح المتحدث أن "مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يشعر بقلق عميق إزاء تصاعد القتال حول طرابلس منذ نهاية فبراير/شباط الماضي".
وتابع دوغريك: "ندعو جميع الأطراف إلى التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين وحماية البنية التحتية المدنية، وتجنب استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان بالنظر إلى آثارها العشوائية المحتملة".
وردا على سؤال بشأن الشخصيات المحتملة لتولي مهمة المبعوث الأممي خلفا لسلامة، قال المتحدث الأممي: "نحن نريد أن نتحرك في هذا الاتجاه بأسرع ما يمكن حتى نتجنب حدوث فجوة في قيادة البعثة الأممية في ليبيا، ولكن للأسف التحديات قائمة فالقتال يتواصل والمستشفيات والمدارس يتم استهدافها".