اليمن يبدأ الهجوم الأخير لتحرير الحديدة

القتال يشتد ضراوة في احياء الحديدة في حين تتحرك القوات الحكومية لقطع طرق الإمداد عن الحوثيين في المدينة الاستراتيجية.

عدن (اليمن) - قالت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا إن قواتها المدعومة من السعودية شنت الجمعة عملية واسعة النطاق لبسط سيطرتها الكاملة على مدينة الحديدة الساحلية.
وحصدت المعارك الدائرة في مدينة الحديدة في غرب اليمن بين القوات الموالية للحكومة والمتمرّدين الحوثيين الذين يحاولون وقف تقدّمها 132 قتيلاً خلال 24 ساعة، غالبيتهم من الحوثيين، في مؤشّر على اشتداد ضراوة القتال الذي بات ينذر بحرب شوارع.
وذكرت الحكومة اليمنية التي يقع مقرها في مدينة عدن الجنوبية ان "التحالف العربي أطلق اليوم الجمعة عملية عسكرية جديدة واسعة النطاق لتحرير ما تبقى من مدينة الحديدة من ميليشيا الحوثي الانقلابية".
وأضافت ان "العملية العسكرية بدأت وتقدمت قوات الجيش الوطني باتجاه شمال وغرب مدينة الحديدة ومن كل المحاور وبإسناد من قبل التحالف العربي".
وتابعت أن العملية العسكرية "كانت مباغتة لم تتوقعها الميليشيات الانقلابية. مدينة الحديدة تشهد في هذه الأثناء معارك عنيفة وسط تقدم كبير لقوات الجيش الوطني".
وأصبحت الحديدة ساحة معركة مهمة في الحرب المستمرة منذ قرابة أربع سنوات بين التحالف بقيادة السعودية والحوثيين الموالين لإيران والذين يسيطرون على العاصمة صنعاء. ويسيطر الحوثيون على الحديدة منذ 2014.

العملية العسكرية كانت مباغتة لم تتوقعها الميليشيات الانقلابية

وبعد ساعات من إعلان الحكومة عن الهجوم الجديد قال سكان إن الحوثيين انسحبوا من مستشفى في الضواحي الشرقية للمدينة حيث تركز القتال في الأيام الماضية لكنهم لا يزالون في المنطقة.
وذكرت جماعات حقوقية أن الحوثيين داهموا مستشفى 22 مايو في وقت سابق هذا الأسبوع ونشروا مسلحين على أسطحها. وعبرت الجماعات الحقوقية عن قلقها على مصير الطاقم الطبي والمرضى.
وقتل منذ اشتداد المواجهات في الحديدة في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر نحو 382 مقاتلاً غالبيتهم من المتمرّدين، بينهم 132 في الساعات الـ24 الاخيرة، حسبما أفادت مصادر طبية في محافظة الحديدة.
وبعد أسبوع من المعارك العنيفة، وصلت القوات الموالية للحكومة الخميس، لأول مرة، إلى أول الاحياء السكنية من جهة الشرق على الطريق الرئيسي الذي يربط وسط الحديدة بالعاصمة صنعاء، الخاضعة كذلك لسيطرة المتمردين.
كما أنّها تقدّمت لنحو ثلاثة كيلومترات على الطريق البحري في جنوب غرب المدينة، وكذلك عند الاطراف الشمالية الشرقية للحديدة في محاولة للتقّدم شمالًا بهدف محاصرة المدينة بشكل كامل وقطع كافة طرق الإمداد عن المتمردين.
وذكر مسؤولون أنّ الحوثيين أطلقوا صاروخاً باتّجاه جنوب المدينة حيث تتمركز القوات الحكومية ما أدّى الى إصابة عدد من المقاتلين الحكوميين بجروح. وتحدّثت المصادر نفسها عن اشتباكات متقطّعة تدور بين الطرفين.

القوات الحكومية في الضواحي الشرقية وعلى طريق الساحل
القوات الحكومية في الضواحي الشرقية وعلى طريق الساحل

وقال مسؤولون في القوات الموالية للحكومة إنّ المتمرّدين حفروا خنادق وزرعوا ألغاما على الطرق. وذكروا أنّ المتمردين نشروا كذلك قنّاصة على أسطح المباني وخلف لوحات إعلانية ضخمة.
وكانت القوات الحكومية علّقت عملية استعادة الحديدة في تموز/يوليو إفساحا في المجال أمام محادثات سياسية، قبل أن تعلن في منتصف أيلول/سبتمبر استئنافها بعد فشل مساعي عقد مفاوضات في جنيف بسبب غياب المتمرّدين.
واشتدّت المواجهات الاسبوع الماضي بالتزامن مع تأكيد الحكومة اليمنية استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام، وذلك غداة إعلان مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أنّه سيعمل على عقد مفاوضات في غضون شهر، بعيد مطالبة واشنطن بوقف لاطلاق النار وإعادة اطلاق المسار السياسي.
لكن غريفيث ألمح في مقابلة مع قناة "الحرّة" الفضائية الأربعاء إلى أنّ عقد محادثات جديدة قد يتطلّب مدة زمنية أطول، موضحاً أنّه يعمل "من أجل عقد جولة مشاورات جديدة قبل نهاية العام".
وتدخل عبر ميناء الحديدة غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة الى ملايين السكان.