اليمين المتطرف يحقق مكاسب جديدة في البرلمان الأوروبي

كتلة القوميين المنتخبة حديثا تضاعف قوتها لتصل الى 73 نائبا في المجلس المؤلف من 751 مقعدا وتصبح خامس اكبر كتلة بعد الخضر مباشرة.

بروكسل - أفاد أعضاء في البرلمان الأوروبي الخميس أن كتلة القوميين في البرلمان الأوروبي المنتخب حديثا سوف تتضاعف قوتها لتصل الى 73 نائبا في المجلس المؤلف من 751 مقعدا.

وأصبح حزب "الهوية والديمقراطية" المعروف سابقا باسم "أوروبا الأمم والحريات" خامس أكبر كتلة في البرلمان بعد الخضر مباشرة.

وقالت مارين لوبن رئيسة حزب التجمع الوطني الفرنسي في مؤتمر صحفي في بروكسل "هذه المجموعة هي من الآن فصاعدا أول قوة قومية في البرلمان الأوروبي".

وتأتي هذه الزيادة في مقاعد اليمين بعد النجاح الذي حققه الشعبويون والمشككون بأوروبا في الانتخابات الأوروبية التي أجريت في مايو/أيار، دون تمكنهم من إحداث اختراق كبير كانت تخشاه المؤسسة السياسية الأوروبية.

وقال النائب الأوروبي تييري ماريني من حزب التجمع الوطني الفرنسي في تغريدة أن عدد نواب حزب "الهوية والديموقراطية" يبلغ الآن 73 نائبا من 9 دول، مقابل 36 نائبا في البرلمان المنتهية ولايته.

والكتلة التي تضم أيضا حزب الرابطة الايطالي المناهض للهجرة وحزب فلامز بيلانغ البلجيكي وحزب الحرية النمساوي ستبدأ نشاطها في البرلمان الجديد في 2 تموز/يوليو.

ولم تنجح الكتلة في اجتذاب 29 نائبا منتخبا من حزب "بريكست" الذي يرأسه نايجل فاراج.

ويعزز تصدّر حزب البريكست بزعامة نايجل فاراج للانتخابات في المملكة المتحدة احتمال خروج البلاد من الإتحاد الأوروبي بلا اتفاق، ويزيد في الوقت نفسه من الضغوط على المحافظين الذين تراجعوا إلى المرتبة الخامسة.

وعاقب الناخبون بشدة حزب المحافظين بزعامة رئيسة الوزراء تيريزا ماي، فتراجع إلى المرتبة الخامسة بحصوله على نحو 9 بالمئة فقط من الأصوات بحسب نتائج شبه نهائية.

رئيس حزب بريكست نايجل فاراج
حزب بريكست تمكن من الحصول على 29 مقعد

أما الكتل الكبرى المتصدرة فهي حزب الشعب الأوروبي (179 مقعدا) والاشتراكيون والديمقراطيون (153 مقعدا) وجددوا أوروبا التي تضم مؤيدي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (106 مقاعد) والخضر (75 مقعدا).

ولم يعد بإمكان المحافظين المسيحيين الديمقراطيين في حزب الشعب الأوروبي والاشتراكيين الديمقراطيين في كتلة الاشتراكيين والديمقراطيين أن يشكلوا معا غالبية، لكنهما يبقيان أكبر كتلتين في المجلس.

ولن تتمكن الكتلتان من إعادة تشكيل "التحالف الكبير" الذي أتاح لهما سابقا بناء توافقات حول نصوص تشريعية وتقاسم المناصب القيادية.

ويمكن أن يحتل حزب الهوية والديموقراطية المركز الرابع مكان الخضر في حال إعادة توزيع المقاعد بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ورغم ان الأحزاب الكبيرة التي تهيمن عادة على البرلمان الأوروبي منيت بخسائر كبرى خلال انتخابات الأحد 26 مايو/ايار لكن تم في الوقت نفسه احتواء تقدم الشعبويين اليمينيين فيما كان دعاة حماية البيئة مفاجأة الانتخابات، وسجل الوسطيون الليبراليون تقدما واضحا.

وسيؤثر تقدم اليمين المتطرف والقوميون في إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وبولندا على الساحة السياسية في الداخل، لكنه من الصعب أن ينجح في إحداث تغيير جذري في توازن القوى مع المؤيدين للاتحاد الأوروبي داخل المجلس.

وقد دعي 427 مليون ناخب أوروبي إلى التصويت لانتخاب 751 نائبا في البرلمان الأوروبي في مايو/ايار لولاية مدتها خمس سنوات في ما وصف بأنه أكبر انتخابات عابرة للحدود الوطنية في العالم، حيث يلعب الناخبون دورا حاسما في صياغة القوانين الأوروبية.