اليونان تعيد تنشيط دبلوماسيتها في ليبيا لمواجهة النفوذ التركي

وزير الخارجية اليوناني يصل ليبيا على رأس وفد دبلوماسي رفيع لإعادة فتح سفارة بلاده في بنغازي، فيما دعا لإخراج المرتزقة وانسحاب القوات الأجنبية، مؤكدا رفض بلاده لاتفاقيات غير قانونية أبرمتها أنقرة مع حكومة الوفاق.

بنغازي - وصل وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، إلى مدينة بنغازي الاثنين على رأس وفد دبلوماسي، يضم سفير دولة اليونان في ليبيا والقنصل، حيث طالب بإخراج المرتزقة وانسحاب القوات الأجنبية من بينها التركية وأعلن إعادة فتح سفارة بلاده في ليبيا.

والتقى  ديندياس بنائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية حسين عطية بمقر رئاسة الوزراء بالمدينة والتي أعلن وزير الخارجية اليوناني من خلال هذا اللقاء عودة افتتاح القنصلية اليونانية في بنغازي .

وقال  وزير الخارجية اليوناني في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع مع نائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية  "نشكركم على موقفكم من توقيع المذكرة التي تم التوقيع عليه من المجلس الرئاسي السابق ونشيد بموقف البرلمان الليبي بعدم اعتمادها"، في إشارة الى الاتفاق الليبي التركي بخصوص الحدود البحرية بين البلدين.

وأضاف ديندياس انه سعيد جدا بافتتاح القنصلية في بنغازي والتي ستعمل بمثابة جسر للتعاون بين اليونان وليبيا ويتطلع الى توقيع الاتفاقية اليونانية الليبية التي توقف العمل بها عام 2010 بخصوص ترسيم الحدود البحرية بين البلدين .

ورحب نائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية حسين عطية بزيارة وزير الخارجية اليوناني، معربا عن تقديره لما اسماه الدور الايجابي لدولة اليونان تجاه  الشعب الليبي في الازمة الليبية.

وأضاف عطية ان ليبيا تسعى الى توطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية مع اليونان ، وأيضا في ملفات مكافحة الارهاب والهجرة غير الشرعية ومسألة ترسيم الحدود البحرية.

ويأتي قرار إعادة فتح السفارة اليونانية في ليبيا في وقت تسعى فيها أثينا إلى مزاحمة تركيا في منطقة المتوسط في ظل توتر تركي يوناني مستمر بسبب أنشطة التنقيب في مياه شرق المتوسط.

ودعا ديندياس الاثنين القوات الأجنبية الى مغادرة الأراضي الليبية "في أقرب وقت"، مشددا على ضرورة منح الشعب الليبي الفرصة لتقرير مصيره بنفسه.

قال ديندياس في مؤتمر صحافي مشترك مع القطراني في بنغازي (شرق) "نكرر أن الحل يتمثل في دعم السيادة الليبية ومغادرة جميع القوات الأجنبية، وأن يتم ذلك في أقرب وقت"، مضيفا "يجب تمكين الشعب الليبي وحده من تقرير مصيره".

وتشكلت السلطة التنفيذية الجديدة وهي حكومة موحدة ومجلس رئاسي، ضمن مسار حوار سياسي رعته الأمم المتحدة بداية من فبراير/شباط 2020 وحتى نيل ثقة البرلمان في مارس/آذار.

وعلى الرغم من انتهاء القتال بين طرفي النزاع منتصف العام الماضي، وصمود اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن ليبيا لا تزال تقوضها صراعات نفوذ ووجود قوات أجنبية ومرتزقة أغلبها موالية لتركيا، وتكرر السلطات الجديدة والأمم المتحدة وقوى دوليّة المطالبة بانسحابهم "الفوري".

ويبلغ عدد القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا نحو 20 ألفاً، بحسب الأمم المتحدة. كما أشار وزير الخارجية اليوناني إلى اتفاقيات مشتركة مع ليبيا، وأكد استعداد أثينا لتفعيلها وإبرام أخرى جديدة.

وأوضح "كنا قريبين عام 2010 من التوقيع مع ليبيا على اتفاقية مشتركة حول ترسيم الحدود البحرية،ولم يتبقى سوى القليل للانتهاء من هذه الاتفاقية".

وابدى استعداد اليونان "لإبرام اتفاقيات جديدة للرفع من مستوى التعاون مع ليبيا".

كما جدد موقف بلاده الرافض لما وصفها بـ"الاتفاقيات غير القانونية التي أبرمتها الحكومة السابقة مع تركيا"، في إشارة الى حكومة الوفاق السابقة برئاسة فايز السراج.