اليونان تندد بالتصعيد التركي 'الخطير' في المتوسط

أنقرة تعلن خطوة استفزازية أخرى بقرار إجراء عمليات تنقيب في منطقة متنازع عليها في شرق المتوسط، بما يؤجج التوتر مع أثينا.
أثينا تعتبر تحركات تركيا في المتوسط تهديدا لأمن المنطقة
أثينا تدعو أنقرة لوقف انتهاكاتها في مياه المتوسط
اليونان تعلن استعدادها للدفاع عن سيادتها أمام الابتزاز التركي
ألمانيا تنتقد أنشطة أنقرة في المتوسط

أثينا - دعت اليونان الاثنين تركيا إلى التوقف عن التحركات "غير القانونية" في شرق المتوسط، معتبرة إياها "تصعيدا خطيرا" يهدد الامن والسلم في المنطقة، منددة بما وصفته استفزازا تركيا وانتهاكا للسيادة اليونانية.

وقالت وزارة الخارجية اليونانية إن "أثينا حثت تركيا الاثنين على وقف الأعمال غير القانونية في شرق البحر المتوسط وإن هذه الأنشطة استفزازية وتقوض السلم والأمن في المنطقة".

كانت البحرية التركية قد أصدرت إخطارا جاء فيه أن السفينة التركية 'أوروتش رايس' ستجري مسحا زلزاليا في منطقة متنازع عليها بشرق البحر المتوسط خلال الأسبوعين المقبلين.

وقال بيان وزارة الخارجية اليونانية "لن تقبل اليونان بالابتزاز وستدافع عن حقوقها السيادية".

وأعلنت تركيا الاثنين أنها أرسلت سفينة لإجراء عمليات تنقيب عن المحروقات في منطقة متنازع عليها في شرق المتوسط غنية بالغاز الطبيعي، مخاطرة بتأجيج التوتر مع اليونان المجاورة.

وقال وزير الطاقة فاتح دونمز على تويتر "وصلت سفينة المسح الزلزالي ('أوروتش رايس') إلى المكان الذي ستقوم فيه بعملها في البحر الأبيض المتوسط".

وأضاف دونمز "ستواصل تركيا نشاطاتها في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود من أجل ضمان استقلالها في مجال الطاقة".

بدورها انتقدت الحكومة الألمانية تركيا بسبب إعلانها القيام بمسح زلزالي للتنقيب عن الغاز الطبيعي جنوب جزيرة ميجيستي (كاستلوريزو) اليونانية شرقي البحر المتوسط.

وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية الاثنين، إن أنقرة تعمل بهذا على استمرار تدهور العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، "وفي هذا الصدد، فإن المزيد من المسح الزلزالي في هذا الوقت هو بالتأكيد الإشارة الخطأ".

وأضاف المتحدث أن الحكومة الألمانية تدعو تركيا واليونان إلى حل المشاكل بينهما بالحوار.

تركيا لا تبالي بالتحذيرات الدولية لتحقيق أطماعها في مياه المتوسط
تركيا لا تبالي بالتحذيرات الدولية لتحقيق أطماعها في مياه المتوسط

وكان هدوء طفيف قد ساد العلاقات بين أنقرة وأثينا نهاية يوليو/تموز الماضي بعد وساطة من المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، وكانت الدولتان المنتميتان إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) قد وافقتا على فتح حوار بخصوص قضايا الطاقة في شرق المتوسط، لكن تركيا عمدت مجددا إلى اتخاذ خطوة أحادية من شأنها أن تزيد الخلاف مع اليونان.

والأحد اعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن "الحدود البحرية يجب أن ترسم عبر الحوار والمفاوضات، وليس عبر التحركات الأحادية وتعبئة القوات البحرية".

وقال بوريل الأحد أن تحركات البحرية التركية في المتوسط بعد توقيع اتفاق بحري بين مصر واليونان "تبعث على القلق الشديد، مضيفا أنها "ستؤدي إلى زيادة الخلاف وانعدام الثقة".

وأكد المسؤول الأوروبي أنه "يجب حلّ الخلافات وفق القانون الدولي"، مشددا على أن "الاتحاد الأوروبي ملتزم بالمساهمة في حلّ الخلافات والتباينات في هذه المنطقة ذات الأهمية الأمنية الحيوية".

وتستمر تركيا في ممارسة انتهاكات جسيمة بالتنقيب عن المحروقات بالمياه الدولية في شرق المتوسط، ما يثير قلقا دوليا من التحركات التركية والعربدة في تحدي المجتمع الدولية وتجاوز القوانين.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة الماضي استئناف التنقيب عن المحروقات في المنطقة المتنازع عليها شرق المتوسط، غداة توقيع اتفاق بحري بين أثينا والقاهرة شجبته أنقرة.

وتعتبر اليونان تنقيب تركيا عن الغاز جنوب جزرها المتوسطية عملا غير مشروع بدعوى أن هذه المنطقة تنتمي إلى المنطقة الاقتصادية الخالصة لها، كما أدان الاتحاد الأوروبي (الذي تنتمي إليه اليونان) الأعمال التركية وطالب أنقرة بتعليق هذه الأعمال.

في المقابل، ترى تركيا أن جزيرة مثل كريت لها مياه إقليمية لكنها لا تملك منطقة اقتصادية خالصة.

وقد وقعت اليونان مؤخرا اتفاقية مع مصر اعترفت فيها الأخيرة بالمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر اليونانية.