امرأة تفجر نفسها في قلب العاصمة التونسية

الداخلية التونسية تؤكد أن امرأة فجرت نفسها قرب المسرح البلدي في قلب العاصمة التونسية في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي الذي يشهد حركة دائمة وازدحاما شديدا وعلى بعد مسافة قصيرة من مبنى وزارة الداخلية.
الإرهاب يطل برأسه في العاصمة التونسية
تونس شهدت فترة من الاستقرار الأمني  لكن خطر الإرهاب لم يفارقها
اصابة 8 أمنيين ومدني واحد حسب المعلومات الأولية
الهجوم تم بقنبلة يدوية الصنع

تونس - قالت وزارة الداخلية التونسية اليوم الاثنين إن تسعة أشخاص بينهم ثمانية أمنيين أصيبوا عندما فجرت امرأة نفسها في حادث وصفه متحدث باسم الوزارة بأنه "تفجير إرهابي" في وسط العاصمة تونس اليوم الاثنين.

وتدعى منفذة الهجوم منى قبلة من منطقة سيدي علوان بمحافظة المهدية عزباء من مواليد 1 نوفمبر/تشرين الثاني 1988 وغير معروفة لدى المصالح الأمنية استخدمت حزاما ناسفا من صنع تقليدي.

وذكرت اذاعة محلية خاصة أن قوات الأمن التي انتقلت بكثافة إلى شارع الحبيب بورقيبة والأزقة والشوارع القريبة منه، اعتقلت شخصا آخر في محيط موقع الهجوم، فيما لاتزال تفاصيل الاعتداء غامضة باستثناء الكشف عن هوية منفذته وهي غير معروفة بتطرفها لدى الأجهزة الأمنية.

وسمع  دوي الانفجار في شارع الحبيب بورقيبة بوسط العاصمة التونسية قرب المسرح البلدي والمركز التجاري البلمريوم على بعد عشرات الأمتار من مبنى وزارة الداخلية والسفارة الفرنسية في تونس وحيث تتمركز دوريات قارة للشرطة.

ويأتي هذا الهجوم مباشرة بعد انتهاء مسيرة عائلة شاب تونسي قتل مؤخرا برصاص الديوانة (الجمارك).

وكانت المعلومات الأولية قد اشارت إلى أن التفجير تم بقنبلة يدوية الصنع قبل أن تعلن مصادر أمنية أنه تم بحزام ناسف يدوي الصنع وقد اصيب فيه ثمانية أمنيين ومدني واحد، فيما تشير التقارير إلى أن التفجير لم يكن قويا، بينما أظهرت صور جثة منفذة الهجوم وقد طوقت قوات الأمن موقع الاعتداء، وسط حالة من الذعر شهدها الشارع الرئيسي بالعاصمة.

ويشكل الاعتداء الذي وصفته الداخلية التونسية بأنه "ارهابي"، رسالة مفادها أن الإرهاب مازال يتربص بتونس في الوقت الذي يحذّر فيه محللون من حالة الاسترخاء الأمني.

وكانت تونس قد شهدت في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 أسوأ اعتداء ارهابي في العاصمة التونسية وعلى بعد بضع مئات الأمتار عن شارع الحبيب بورقيبة، استهدف حينها حافلة للأمن الرئاسي حين فجّر انتحاري نفسه مخلفا 22 قتيلا من عناصر حرس الرئاسة.

الشرطة تطوق موقع الهجوم
الشرطة تطوق موقع الهجوم

كما يأتي الاعتداء الأخير عقب فترة هدوء شهدتها تونس منذ آخر أعنف الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها مدينة بن قردان بالجنوب التونسي في فجر السابع من مارس/اذار 2016 وهو الاعتداء الذي قتل فيه 13 من قوات الأمن والجيش وسبعة مدنيين فيما تمكنت القوات التونسية من قتل 55 إرهابيا.

وأحبطت السلطات التونسية العديد من الاعتداءات الإرهابية بتفكيك عشرات الخلايا، فيما تتحصن مجموعات إرهابية في الجبال خاصة في محافظة القصرين بالقرب من الحدود الجزائرية.

وأنذر الهجوم بامكانية حدوث اعتداءات أخرى خاصة في ظل الظرف السياسي الذي تمر به تونس وعلى ضوء انشغال الأحزاب بما فيها المشاركة في الائتلاف الحاكم في الاستعداد لانتخابات 2019.

جثة منفذة الهجوم في العاصمة التونسية
جثة منفذة الهجوم في العاصمة التونسية

وقال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في أول تعليق على العملية الإرهابية التي وصفتها مصادر أمنية بأنها فاشلة "واجهني الخبر المؤلم بمجرد نزولي من الطائرة في برلين هو في الحقيقة فاجعة.. ظننا أننا قضينا على الإرهاب وفي الحقيقة إنشاء الله ما يقضيش علينا هو (إنشاء الله لا يقضي هو علينا) لأن المناخ السياسي في تونس سيئ".

وتابع '' المناخ السياسي في تونس اليوم سيء في الحقيقة ونحن منشغلون بالكراسي وبمن هو الحزب الذي سيفوز لتذكرنا أحداث اليوم بمشاكل تونس الحقيقة وهي أن يكون الشعب التونسي بخير وأن تتم الاستجابة لجميع مطالبه المشروعة".

وأضاف ''من يملك مفهوم الدولة مطالب اليوم بمباشرة تحقيق هذه المطالب قبل غيرها ''.

واعتبر أنّ العملية الانتحارية كانت بمثابة رسالة موجّهة للدولة وللسلطة وهيبتها، مضيفا أن "من يدفع الضريبة دائما هم الأمنيون ولابد للدولة أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار والتوصل إلى فهم الأسباب''.

ودعا الرئيس التونسي المسؤولين في الدولة والسياسيين إلى تحمّل مسؤوليتهم واستخلاص العبرة مما حدث.

وقال وزير الداخلية التونسي هشام الفراتي "أطمئن كل المواطنين بأن الوزارة بمختلف وحداتها ما تزال تواصل التصدي للإرهاب".

وفيما وصف العملية الانتحارية بأنها "عملية إرهابية منفردة بدائية''، قال رئيس الحكومة يوسف الشاهد خلال زيارة الأمنيين المصابين الذين نقلوا إلى المستشفى العسكري، إنّ مكافحة الإرهاب دائما قائمة وإنّه ما انفك يذكر بذلك في جميع حواراته.

وأشاد الشاهد بمجهودات الوحدات الأمنية والعسكرية في حربها على الإرهاب، داعيا إياهم للمزيد من اليقظة والحيطة في الفترة القادمة .

وقال ''الحرب على الإرهاب ليست مسؤولية المؤسستين الأمنية والعسكرية فقط بل مسؤولية كل التونسيين الذين يجب أن يتوحّدوا ويبتعدوا عن كل ما يفرّقهم خاصة في هذه الفترة''. وتابع ''نحن سنقضي على الإرهاب ولن يهنأ لنا بال إلاّ بالقضاء عليه في جميع ربوع تونس"، مؤكدا في تصريح لإذاعة موزاييك المحلية الخاصة أنّ معظم الإصابات خفيفة ما عدا حالتين تجاوزتا مرحلة الخطر، مضيفا أن ثمة منهم من غادر المستشفيات.