انتخابات تمثيلية ليهود المغرب لأول مرة في نصف قرن

العاهل المغربي يطلب من وزارة الداخلية ضمان تجديد الهيئات الممثلة لليهود من خلال انتخابات دورية في المملكة التي تضم واحدة من أقدم الجاليات اليهودية في العالم.
القانون المنظم لانتخابات اليهود يعود الى 1945
أهمية المكون اليهودي منصوص عليها في الدستور
وجود اليهود في المغرب يعود لأكثر من ألفي عام

الرباط - أعلن المغرب مساء الجمعة عن تنظيم انتخابات لاختيار ممثلين لليهود المغاربة لأول مرة منذ نصف قرن في المملكة التي تضم أكبر عدد من اليهود في شمال افريقيا.
ويؤكد المغرب في دستوره على اهمية الوجود اليهودي في المملكة باعتباره من دعائم وحدة البلاد الى جانب المكونات الثقافية الأخرى.
وقال بيان لوزارة الداخلية إن العاهل المغربي الملك محمد السادس أعطى تعليماته لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت لتنظيم "انتخابات الهيئات التمثيلية للجماعات اليهودية المغربية التي لم تجر منذ سنة 1969".
وأفاد البيان الذي لم يحدد موعدا لتلك الانتخابات أن العاهل المغربي طالب وزير الداخلية بأن "يحرص مستقبلا على ضمان احترام تجديد هذه الهيئات بشكل دوري" طبقا لمقتضيات القانون المنظم لها.
والقانون المنظم لهذه الانتخابات يعود إلى قرار إعادة تنظيم لجان الجماعات اليهودية الذي صدر بأمر ملكي في مايو/أيار 1945.
وتعنى هذه اللجان بتدبير العلاقات بين اليهود المغاربة والدفاع عن مصالحهم بعدد من المؤسسات الحكومية في البلاد.
ويعترف الدستور المغربي الذي اقر عام 2011 بالمكون اليهودي كجزء من ثقافة المملكة. ووردت في ديباجته ان "وحدة البلاد تغذيها وتثريها روافده الافريقية والاندلسية واليهودية والمتوسطية".
والوجود اليهودي قديم جدا في المغرب حيث يعود لاكثر من الفي عام عززته موجات من اللاجئين وخصوصا من الاندلس بعد سيطرة الكاثوليك على اسبانيا اواخر القرن الخامس عشر.
وخلال الحرب العالمية الثانية، عارض الملك محمد الخامس القوانين المعادية لليهود التي اقرتها حكومة فيشي، رافضا المشاركة في الاجراءات التي رفضها، واعلن نفسه "حاميا لهم".
وابان الخمسينات، كان هناك قرابة 300 الف مواطن مغربي من اليهود. لكن الصراع العربي الاسرائيلي والدعوات للهجرة الى اسرائيل والمغادرة الى فرنسا وكندا خصوصا عملت على خفض الاعداد. 
ومع ذلك، لا يزال يهود المغرب اكبر طائفة يهودية في شمال افريقيا. ويعيش حاليا في المغرب خمسة الاف يهودي، منهم الفان يقطنون في الدار البيضاء.
وتضم الدار البيضاء أول متحف في العالم العربي يحتوي على مقتنيات خاصة وشهادات عن الحياة اليومية لليهود المغاربة.
وما زالت كنس يهودية قائمة في المدن المغربية الكبرى مثل الدار البيضاء، اضافة الى مدرستين يهوديتين يرتادهما طلاب يهود ومسلمون.
ويبلغ عدد اليهود من اصل مغربي المنتشرين في العالم حوالي مليون شخص.