انعطافة في السياسات الأميركية تجاه الشرق الأوسط

بلينكن يطالب إيران بالعودة للاتفاق النووي قبل أن تعود أميركا ويعلن مراجعة صفقات عسكرية مع دول الخليج في تغير واضح عن سياسات الادارة السابقة.
بلينكن أكد على مراجعة عاجلة جدا لقرار إدراج الحوثيين على لائحة الارهاب
تمت مراجعة صفقات ذخيرة دقيقة للسعودية ومقاتلات من طراز اف-35 للإمارات

واشنطن - أعلنت الولايات المتحدة بقيادة جو بايدن الأربعاء عن تغيير شامل للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط تتضمن "مراجعة" صفقات عسكرية مع دول الخليج واستئناف الحوار مع إيران "سيستغرق بعض الوقت".
ويبدو مستقبل الاتفاق النووي الإيراني الذي سحب دونالد ترامب منه واشنطن سيكون واحدة من أكثر الأولويات إلحاحا على الساحة الدولية.
لكن وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن وبعد يوم على توله منصبه، خفف من الاندفاع. وقال في أول مؤتمر صحافي له إن "الرئيس بايدن أوضح أنه إذا أوفت إيران مجددا بكل التزاماتها" باتفاق 2015 "فإن الولايات المتحدة ستفعل الأمر نفسه".
وأضاف أن إيران "توقفت عن الوفاء بالتزاماتها على جبهات عدة. سيستغرق الأمر بعض الوقت إذا اتخذت هذا القرار، للعودة إلى المسار الصحيح، وسيستغرق الأمر وقتا حتى نتمكن من تقييم ما إذا كانت تفي بالتزاماتها. ما زلنا بعيدين جدا عن ذلك. هذا اقل ما يمكن قوله".
لكن المفاوضات ستكون شاقة على الأرجح لأن إيران تطلب العكس، مطالبة واشنطن بالقيام بالخطوة الأولى عبر رفع العقوبات الأميركية قبل أي شيء آخر. ولم يوضح أنتوني بلينكن الطريقة التي ينوي فيها حل هذه المشكلة. وقد التقى الأربعاء نظراءه الفرنسي والبريطاني والألماني المتمسكين جدا بالاتفاق الإيراني.
ويفترض أن يمنع الاتفاق الذي أبرم في 2015، إيران من امتلاك قنبلة ذرية.
لكن في 2018، أغلق الرئيس الجمهوري السابق الباب معتبرا أن الاتفاق لا يكفي لوقف "الأنشطة المزعزعة للاستقرار" للجمهورية الإسلامية في الشرق الأوسط. وفي هذا الإطار أعاد فرض كل العقوبات الأميركية ثم شددها، على إيران التي تراجعت بدورها تدريجيا عن القيود المفروضة على برنامجها النووي.
لكن بايدن يرى أنه يجب إنقاذ هذا الاتفاق قبل كل شيء لتجنب ظهور إيران نووية.
أسوأ أزمة إنسانية

ادارة بايدن رحبت باتفاقيات السلام بين دول عربية واسرائيل
ادارة بايدن رحبت باتفاقيات السلام بين دول عربية واسرائيل

وأكد بلينكن مجددا أنه "بعد ذلك سنستخدم ذلك كنقطة انطلاق لنبني مع حلفائنا، ما أسميناه اتفاقا أكثر ديمومة ومتانة، للتعامل مع العديد من القضايا الأخرى التي تطرح إشكالية كبيرة في العلاقة مع إيران"، من دون أن يضيف أي تفاصيل. لكن بلينكن قال "لكننا بعيدون عن ذلك".
في الوقت نفسه، أطلقت وزارة الخارجية مراجعة للقرارات الأخيرة المثيرة للجدل للحكومة السابقة.
وقررت واشنطن تعليق مبيعات الأسلحة "الجارية" حتى "إعادة التدقيق فيها" للتأكد من أنها تحقق "أهدافها الاستراتيجية"، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء. وبين هذه الصفقات التي جمدت ذخيرة دقيقة للسعودية وخصوصا مقاتلات من طراز اف-35 للإمارات العربية المتحدة.
وتقود الرياض بدعم من أبوظبي تحالفا عسكريا مع الحكومة اليمنية في الصراع بينها وبين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين تورطوا في شن هجمات على المملكة.
ورغم ان بلينكن اكد ان ادارة بايدن تتضامن مع الرياض في مقابل الهجمات الصاروخية التي تستهدفها لكنه في المقابل أكد على مراجعة "عاجلة جدا" لقرار إدراج الحوثيين على اللائحة الأميركية "للمنظمات الإرهابية" لأنه يهدد بعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق واسعة يسيطر عليها المتمردون.
ويشكل تعليق بيع الإمارات طائرات "اف-35" تطورا رمزيا لأنه تقرر في الخريف بعد سنوات من الرفض.
ورحب بلينكن بهذا التطبيع التاريخي للعلاقات مع الدولة العبرية وبين الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، لكنه أشار إلى أنه بدأ بالفعل "النظر" في "الالتزامات" التي قطعتها واشنطن بخصوص هذه الاتفاقات، من أجل التوصل إلى "فهم شامل" لها.
وتعتبر هذه السياسات مغايرة تماما لسياسات الادارة السابقة التي ركزت اساسا على تشديد العقوبات على ايران وكبح جماح ميليشياتها ومنح دعم مطلق لدول الخليج في مواجهة المخاطر التي تتهددها.