انفجار بناقلة إيرانية يسبب تسربا للنفط في البحر الأحمر

خبراء يحققون على متن السفينة لم يستبعدوا فرضية تعرض الناقلة لهجوم في حين يؤكد التلفزيون الإيراني الرسمي تعرضها للاستهداف بصاروخين.
الناقلة الإيرانية تتجه صوب ميناء لارك الإيراني في الخليج

طهران - تسبب انفجار في اندلاع حريق على متن ناقلة نفط إيرانية قرب ميناء جدة السعودي الجمعة، وفق ما ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني.
وكانت الناقلة التابعة لشركة ناقلات النفط الوطنية الايرانية على بعد 100 كلم قبالة السواحل السعودية عند اندلاع الحريق ما تسبب بتسرب النفط في البحر الأحمر، وفق التلفزيون. واضافت وكالة إسنا شبه الرسمية للأنباء أن خبراء يحققون على متن السفينة لم يستبعدوا فرضية "هجوم إرهابي".
وذكرت وكالة نور الإيرانية للأنباء الجمعة أن طاقم الناقلة الإيرانية التي وقع بها انفجار وشبت فيها النيران في البحر الأحمر بخير وأن الوضع تحت السيطرة.
وقالت الوكالة المقربة من الحرس الثوري الإيراني "لم يصب أي فرد في الطاقم جراء الانفجار... الوضع تحت السيطرة".

وقال التلفزيون الإيراني الرسمي إن صاروخين أصابا ناقلة النفط سينوبا المملوكة لإيران مما أشعل بها النيران أثناء مرورها قبالة ميناء جدة السعودي.
وقال التلفزيون نقلا عن شركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية "أصاب صاروخان السفينة المملوكة لإيران قرب مدينة جدة الساحلية بالمملكة العربية السعودية".

وأظهرت بيانات رفينيتيف للشحن الجمعة إن الناقلة الإيرانية تتجه صوب ميناء لارك الإيراني في الخليج.

وأشارت أحدث البيانات إلى أن ناقلة النفط سابيتي "تتحرك باستخدام المحرك" وأنها تتجه إلى جزيرة لارك قبالة الساحل الإيراني.

وكانت ايران تورطت في عمليات تفجيرية استهدفت ناقلات نفط في الخليج كما تورطت في احتجاز ناقلات نفط وذلك في تصعيد للتوتر مع الولايات المتحدة الأميركية بعد رفضها الالتزام بالاتفاق النووي لسنة 2015.

طهران تورطت في استهداف ناقلات النفط في الخليج
طهران تورطت في استهداف ناقلات النفط في الخليج

واطلقت ايران سراح ناقلة النفط التي تحمل العلم البريطاني " استينا امبيرو" في سبتمبرب/ايلول بعد احتجازها مدة شهرين.
وكانت إيران احتجزت الناقلة في مضيق هرمز واقتادتها إلى ميناء بندر عباس مع أفراد الطاقم ال23. وفي الرابع من سبتمبر/أيلول أفرج عن أربعة منهم.
وحرضت ايران حلفائها على استهداف المصالح السعودية وتورطت في استهداف منشئات النفط التابعة لارامكو في ايلول/سبتمبر ما تسبب في اضرار جسيمة.
وقام الحوثيون بتحريض من ايران باستهداف السعودية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة وسط تنديد دولي كبير.
ويرى مراقبون ان ايران تتحمل المسؤولية الكاملة في التوتر المتصاعد في منطقة الخليج نظرا لدعمها للعمليات الارهابية التي تستهدف الدول الخليجية.
ودائما ما توجه ايران التهديدات لدول الخليج وفي مقدمتها السعودية كان اخرها تصريح وزير الخاريجة الايراني محمد جواد ظريف الذي اشار في مقال نشر صحيفة الراي الكويتية الخميس " إما أن تنعم دول الخليج جميعها بالأمن أو ينحرم منه الجميع".
وقال ظريف في مقاله إنه يمكن تحقيق الأمن للخليج عبر الحوار بين دول المنطقة، ومنها السعودية، وبدون تدخل من قوى خارجية.
وليست هذه المرة الأولى التي تُسوق فيها إيران لخطاب التعاون والحوار في الوقت الذي دفعت فيه بشدة لتوتير الوضع حيث دعت ايران في اب/اغسطس الدول الخليجية للتعاون والحوار لحماية أمن المنطقة بعيدا عن أي تدخل أجنبي، في دعوة تبدو موجهة للاستهلاك الإعلامي ومحاولة للهروب إلى الأمام في مواجهة الضغوط الدولية، فيما تعكس في الوقت ذاته ضيق الخيارات أمام النظام الإيراني.
ولا تملك إيران هامشا واسعا من المناورة للخروج من مأزقها، وقد استنفدت تقريبا كل الخيارات المتاحة أمامها سواء للالتفاف على العقوبات الأميركية او فيما يتعلق بتوتر علاقاتها مع دول المنطقة.
وحاولت طهران مرارا فتح باب للحوار مع المملكة العربية السعودية وذلك لتخفيف حدة التوتر والعمل على مواجهة العقوبات الاميركية لكن المواقف السعودية دائما ما تكون صارمة في رفض اية حوار مادامت لم تستجب طهران للقرارات الدولية وتخلت عن سياساتها في تهديد المنطقة عبر استهداف ممرات النفط والمنشئات النفطية او عبر دعم المجموعات المتمردة في اليمن ولبنان وسوريا والعراق.

ايران دائما ما تحرض حلفائها على استهداف المنشئات النفطية السعودية
ايران دائما ما تحرض حلفائها على استهداف المنشئات النفطية السعودية

ورفض وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير في تدوينة له على تويتر الاسبوع الماضي تصريح الرئيس الايراني حسن روحاني حول بعث الرياض رسائل له عبر دول اخرى.
وجدد الجبير موقف السعودية من التجاوزات الإيرانية قائلا "موقف المملكة أعيده هنا لعلهم يسمعون: أوقفوا دعمكم للإرهاب، و سياسات الفوضى والتدمير، والتدخل في شؤون الدول العربية الداخلية، و تطوير أسلحة الدمار الشامل، وبرنامج الصواريخ الباليستية، تصرفوا كدولة طبيعية وليس كدولة مارقة راعية للإرهاب."
ورغم الحديث الايراني عن حوار لم تظهر طهران أي مرونة لتهدئة التوتر في المنطقة بل صعّدت من تهديداتها لأمن الملاحة البحرية وانتهكت الاتفاق النووي بتقليص بعض من التزاماتها ولوحت بالمزيد، مواصلة في الوقت ذاته دعم وتسليح المتمردين الحوثيين الذين يشنون هجمات على أهداف في المملكة بصواريخ وطائرات إيرانية الصنع.
وعلى الجبهة السياسية تحاول إيران تسويق نفسها كجهة تدفع للحوار سبيلا لإنهاء الأزمة في محاولة لمغالطة الرأي العام العالمي والإيهام بأنها تجنح للسلام.
لكن الوقائع تشير إلى عكس ما تسوق له طهران وتكشف بوضوح مناوراتها لكسب الوقت في خضم التوتر المتصاعد في المنطقة.
وتراهن القيادة الإيرانية على طول النفس في معركة ليّ الأذرع التي تخوضها في المنطقة مستغلة التحذيرات الدولية من انزلاق التصعيد الكلامي إلى مواجهة عسكرية فعلية كارثية على الأمن الإقليمي والدولي وعلى الاقتصاد العالمي.
وتدرك إيران أن مفتاح التهدئة بيدها هي ويبقى رهين توقفها نهائيا عن دعم وتمويل وتنفيذ أنشطة مزعزعة للاستقرار في المنطقة والتدخل في شؤون الدول الأخرى.
ويؤكد متابعون لتطورات ملف التوترات الأخيرة في الخليج، أن التصريحات الإيرانية مجرد ذر رماد في العيون ومحاولة للقفز على مسببات الأزمة.
والعلاقات السعودية الإيرانية مقطوعة منذ يناير/كانون الثاني 2016 وذلك بعد اعتداءات محتجين إيرانيين على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد على خلفية إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر بتهم تتعلق بالإرهاب. ولم تتحرك السلطات الإيرانية حينها لحماية البعثات الدبلوماسية السعودية على أراضيها.