انفجار يستهدف تجمعا مؤيدا لرئيس الوزراء الأثيوبي

سقوط قتلى وجرحى في انفجار عقب خطاب لأبي أحمد في خطوة يرجح أنها نفذت من أطراف لا تنظر بعين الرضا لإصلاحات رئيس الوزراء الأثيوبي داخليا وإقليميا.

أديس أبابا – قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إن "بضعة أفراد" قتلوا وأصيب آخرون في انفجار أثناء تجمع سياسي حضره آلاف في العاصمة أديس أبابا السبت.

وتم تنظيم التجمع في العاصمة تأييدا لرئيس الوزراء الجديد البالغ من العمر 41 عاما والذي بدأ سلسلة إصلاحات جذرية منذ توليه المنصب في أبريل نيسان.

وفي كلمة تلفزيونية عقب الانفجار الذي وقع بعد دقائق من انتهائه من إلقاء خطاب في ميدان ميسكل بالعاصمة، قال أبي "أصيب عدد قليل من الإثيوبيين. وهناك عدد قليل فقدوا أرواحهم".

وقال أبي إن ما حدث "محاولة غير ناجحة لقوى لا تريد أن ترى إثيوبيا متحدة".

وكان ابيي قد أنهى للتو أمام عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تجمعوا في ساحة ميسكيل، خطابه عندما وقع انفجار صغير أدى إلى اندفاع الحشد باتجاه المنصة.

رئيس الوزراء الأثيوبي
إصرار على الإصلاح

وهو أول خطاب يلقيه رئيس الحكومة في العاصمة منذ تعيينه في نيسان/ابريل الماضي. وقد ألقى خطبا عديدة في مناطق أخرى. ويرتدي هذا الخطاب طابعا رمزيا لحملته من اجل الإصلاحات.

ومنذ أن تولى مهامه على رأس الحكومة في أثيوبيا، أجرى ابيي تغييرات كبيرة في البلاد حيث أفرج عن عدد كبير من المعارضين واتخذ إجراءات لتحرير الاقتصاد.

وكان ابيي تولى رئاسة الحكومة خلفا لهايلي ميريام ديسيلين الذي استقال وسط موجة من الاحتجاجات بقيادة اكبر مجموعتين عرقيتين في البلاد.

وقال سيوم تيشومي عضو اللجنة المنظمة للتجمع "كانت قنبلة يدوية. حاول أحدهم إلقاءها على المنصة التي يوجد فيها رئيس الوزراء". وأضاف "رأيت نحو خمسة مصابين بعد الانفجار".

وفاجأ أبي الإثيوبيين هذا الشهر عندما قال إنه مستعد لتنفيذ اتفاق سلام أبرمته بلاده مع إريتريا عام 2000 لإنهاء حرب استمرت لعامين. واعترى الاتفاق الجمود مما أسفر عن حشد عسكري ضخم من الجانبين.

الجماهير المؤيدة لرئيس الوزراء
تأييد كبير

ويبدو أن هناك جملة من الأطراف تتقاسم المنافسة على تثبيت أقدامها في منطقة القرن الإفريقي لا تستسيغ جهود رئيس الوزراء الأثيوبي الجديد من اجل تبيت الأمن والحد من الصراعات بين بلدان المنطقة، ولهذا تحاول خلق توترات داخلية وأعمال من شأنها تعطيل المسار الذي بدأه هذا الرجل.

ويذكر أنه وبسبب الأهمية الإستراتيجية التي يشكلها القرن الأفريقي الحساسة فقد أصبح نقطة جذب وتركيز واهتمام أطراف دولية وإقليمية عديدة تتصارع على مواطن الثروة والنفوذ ومراكز القوة والحضور.

وما يعزز أهمية هذه المنطقة الإستراتيجية كونها تمثل منطقة اتصال مع شبه الجزيرة العربية الغنية بالنفط، فالموانئ وحاملات النفط والغاز والاتجار بالبضائع والأسلحة وعبور الأشخاص كلها تعبر اليوم من هناك أو تنطلق من هناك، ما جعل منها نقطة جذب دولية.

وسعت دول عربية عديدة السنوات الأخيرة لتقوية حضورها في تلك المنطقة نظرا للأهمية الاقتصادية والإستراتيجية لتلك المنطقة باعتبارها مجال حيوي لمرور نفطها عبر المنافذ البحرية التي تتحكم فيها دول هذه المنطقة.

ولكن الاندفاع لهذه المنطقة لم يقتصر على الدول العربية بل امتد للعديد من الدول الكبرى في العالم على غرار الولايات المتحدة الصين والهند واليابان وتركيا وإيران وإسرائيل التي تسعى كلها لتقوية نفوذها بهذه المنطقة.

الهجوم في أثيوبيا
ارتباكة

ووسط هذا التنافس تتضارب مصالح هذه الأطراف بين من يسعى لاستمرار الفوضى لممارسة تجارة السلاح والاتجار بالبشر، وبين من يريد أن يعم الاستقرار لتوسيع الاستثمارات خاصة المتعلقة بتوسيع الموانئ في منطقة إستراتيجية جدا.

وبعد الانفجار اجتاح عشرات الأشخاص المنصة وبدؤوا يرشقون الشرطة بكل ما وقعت عليه أيديهم وهم يهتفون "تسقط تسقط يواني" كما يسمي المتظاهرون الحكومة.

وقال صحافي إن صدامات بدأت بين الحضور بعد ذلك وتم رشق الصحافيين بالحجارة ما اضطرهم للاحتماء. وامتنعت الشرطة عن التدخل مكتفية بالبقاء في مواقعها.

وبعد هذه المواجهات بدا أن الهدوء يعود لكن عشرات الأشخاص واصلوا الغناء والتعبير عن استيائهم من السلطات، بينما حاول منظمو التجمع بصعوبة استعادة السيطرة على الوضع.