ايران تتنصل من كل القيود في تخصيب اليورانيوم

طهران تعلن أنها ستخصب اليونيوم وفقا لاحتياجاتها وتضع اللمسات الأخيرة على خطوتها التالية لتقليص التزاماتها النووية في ظل تفاقم التوتر بين طهران وواشنطن أكثر من أي وقت مضى على خلفية مقتل سليماني.
الاتفاق النووي مهدد بالانهيار في ظل احتدام التوتر بين أميركا وإيران
طهران: لا يمكن التراجع عن تقليص الالتزامات النووية إلا إذا رفعت واشنطن العقوبات

طهران - جددت إيران الأحد تهديداتها بشأن خفض التزاماتها حيال الاتفاق النووي، حيث أكدت أنها ستخصب اليورانيوم "بلا قيود" وفقا لاحتياجاتها التقنية.

ويأتي إعلان إيران عن قرار جديد يتناقض مع الاتفاق النووي في ظل وصول التوتر مع واشنطن إلى أوجه واتجاه علاقة الطرفين نحو تصعيد ينذر بدخولهما في حرب مفتوحة، على خلفية تصفية القوات الأميركية للجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.

ونقل التلفزيون الإيراني عن بيان حكومي قوله، إن "طهران لن تلتزم بأي قيود تضمنها الاتفاق على عدد أجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها لتخصيب اليورانيوم وهو ما يعني أنه لن تكون هناك قيود على قدرتها على التخصيب. وسيعتمد الأمر من الآن على احتياجات إيران التقنية".

وأضاف البيان أن خطوات إيران يمكن التراجع عنها إذا رفعت واشنطن العقوبات المفروضة على طهران، في وقت أعلنت الجمهورية الإسلامية عن خطوة جديدة للتنصل من الاتفاق النووي.

وفي وقت سابق من الأحد أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن إيران ستعلن الأحد قرارها المتعلق بالخطوة الجديدة من خطتها الخاصة بالتخلي عن التزامات إضافية في الاتفاق النووي.

وتحدث موسوي في مؤتمر صحفي عن اجتماع مهم الليلة حول الخطوة الخامسة من تقليص التزامات بشأن الاتفاق النووي المبرم عام 2015، الذي يلزم إيران بأن لا تتجاوز في تخصيب اليورانيوم نسبة 3.6 بالمئة.

وقال في تصريحات نقلتها وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء، "الليلة سيكون هناك اجتماع مهم للغاية للبت في خطوتنا النووية التالية وتنفيذ الاتفاق، بالنظر إلى التهديدات الأخيرة من قبل واشنطن، يجب التأكيد على أنه في السياسة كل التطورات والتهديدات مرتبطة ببعضها البعض".

وأضاف أن القرار بهذا الصدد اتخذ في وقت سابق، لكن "نظراً للظروف" الناتجة عن مقتل رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني في العراق الجمعة بضربة أميركية، "سيتم إجراء بعض التعديلات على القرار المتخذ".

ويتعلق القرار بـ"المرحلة الخامسة" من خطة تخلي إيران عن التزامات في الملف النووي بدأت تنفيذها في مايو/أيار 2019.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي
الخارجية الإيرانية: طهران تبحث تقليصا جديدا لالتزاماتها النووية

ويعود للمجلس الأعلى للأمن القومي في طهران اتخاذ القرارات المتعلقة بتخلي إيران عن التزاماتها في إطار الاتفاق المبرم بينها وبين مجموعة خمسة زائد واحد (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا).

ولم يشر موسوي إلى محتوى هذا القرار “المتخذ”، أو إلى موعد صدور القرار النهائي رسمياً.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب هدد طهران السبت من أنّ بلاده حدّدت 52 موقعاً في إيران ستضربها "بسرعة كبيرة وبقوّة كبيرة"، إذا هاجمت الجمهوريّة الإسلاميّة أهدافاً أو أفراداً أميركيّين، موضحا أن بعض تلك المواقع هي "على مستوى عال جدّاً ومهمّة لإيران والثقافة الإيرانيّة"، مؤكدا أن "الولايات المتحدة لا تريد مزيداً من التهديدات".

وقُتل سليماني الذي كان مكلفا العمليات الخارجية للحرس الثوري في الخارج ومهندس الإستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط، بطائرة أميركية مسيرة أمام مطار بغداد الدولي.

وتوعّدت طهران الجمعة الولايات المتحدة بـ"ردّ قاس" في "الزمان والمكان المناسبين" على قتل سليماني الذي أثار قتله مخاوف دولية من اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط.

ورد ترامب السبت على تهديدات إيران ووكلائها في المنطقة باستهداف مصالح أميركية، قائلا في تغريدة "إذا قاموا بهجوم آخر وأنصحهم بشدة بألا يفعلوا ذلك، فسنضربهم بشكل أقوى مما ضربوا يوما من قبل".

لكن الجيش الإيراني أكد في تصريحات رسمية الأحد عقب تهديد الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة لا تملك "الشجاعة" للقيام بذلك.

وبدأت إيران منذ مايو/أيار 2019 في تجاوز الحدود التي فرضها الاتفاق النووي على قدراتها النووية، ردا على ضغوط الولايات المتحدة على طهران للتفاوض بشأن فرض قيود على برنامجها للصواريخ الباليستية ودعمها لقوى تحارب بالوكالة عنها في الشرق الأوسط.

وسبق أن هددت إيران بأنها ستبدأ في المرحلة الخامسة من تقليص التزاماتها النووية في خطوة استفزازية جديد، في ظل تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن أكثر من أي وقت مضى بعد تصفية سليماني.

واتفاق فيينا مهدد بالانهيار منذ أن انسحبت الولايات المتحدة منه أحاديا في عام 2018، وأعادت فرض عقوبات على طهران، ما أغرق الاقتصاد الإيراني في حالة انكماش حاد، فيما دعت باريس طهران السبت إلى المحافظة على الاتفاق رغم قتل سليماني.