ايران متفائلة والروايات متضاربة بشأن محادثات فيينا

رئيس الوفد الإيراني يتوقع رفع العقوبات الأميركية عن قطاعي النفط والبنوك في حين لا ترى بقية الأطراف انفراجة قريبة.
واشنطن: المحادثات في مكان غير واضح
الأوروبيون: لم نصل بعد إلى تفاهم على معظم النقاط الحاسمة
موسكو: نحتاج بضعة اسابيع لتحقيق اختراق

فيينا - نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن كبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات النووية قوله السبت إن طهران تتوقع رفع العقوبات الأميركية عن قطاعي النفط والبنوك وغيرهما من القطاعات وعن معظم الأفراد والمؤسسات وذلك بناء على ما تم الاتفاق عليه في محادثات فيينا حتى الآن.
وقدمت روسيا والقوى الأوروبية روايات متضاربة السبت بشأن نتائج أحدث جولة في المحادثات الهادفة إلى إعادة إيران والولايات المتحدة إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي المبرم في عام 2015 وذلك بعد إرجاء المحادثات لمدة ستة أيام.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية عن عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني قوله "العقوبات على قطاع الطاقة الإيراني الذي يشمل النفط والغاز، أو تلك (العقوبات المفروضة) على صناعة السيارات والقطاع المالي والمصارف والموانئ، ينبغي رفعها كلها بناء على ما تم الاتفاق عليه حتى الآن".
ولم يوضح عراقجي أي آليات سترفع بها العقوبات ولم يوضح أيضا كيفية التزام إيران بمطالب واشنطن والعودة إلى التزاماتها في الاتفاق النووي.
وقال عراقجي "سنتفاوض إلى أن تتقارب مواقف الطرفين أكثر ويتم تلبية مطالبنا. إذا تمت تلبية المطالب فسيجري إعلان اتفاق وإن لم تُلب بالطبع لن يكون هناك اتفاق".
وردا على طلب للتعقيب، أشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى بيانات سابقة منها تصريح مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الجمعة الذي قال إن المحادثات تقف "في مكان غير واضح".
وقال سوليفان "لمسنا رغبة من كل الأطراف، ومنهم الإيرانيون، في الحديث بجدية عن تخفيف العقوبات، وعن العودة إلى الاتفاق النووي. لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت (الرغبة) ستسفر في نهاية المطاف عن اتفاق في فيينا".
وأشارت الخارجية الأميركية أيضا إلى تصريح المتحدث باسمها نيد برايس الخميس حين قال إن أطراف المحادثات لا تزال بعيدة عن أي انفراجة وإن أمامها طريقا طويلا على الأرجح.
ويسعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى العودة إلى الاتفاق بعدما انسحبت منه بلاده عام 2018 تحت إدارة سلفه دونالد ترامب وقررت إعادة فرض عقوبات على إيران. وردت طهران في العام التالي بخرق العديد من القيود التي فرضها الاتفاق على أنشطتها النووية.
وبدأت المحادثات الشهر الماضي في فيينا حيث يلتقي باقي أطراف الاتفاق النووي، وهي إيران وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، في فندق بينما يقيم الوفد الأميركي في فندق آخر. ورفضت إيران إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة.
وقال دبلوماسيون كبار من فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان "أمامنا الكثير من العمل ولم يتبق سوى القليل من الوقت. كنا نأمل في المزيد من التقدم هذا الأسبوع".
وقال مسؤولون إنهم يأملون في التوصل إلى اتفاق قبل 21 مايو/أيار وهو موعد انتهاء أجل اتفاق بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن استمرار مراقبة بعض الأنشطة النووية الإيرانية.
وقال الدبلوماسيون "لم نصل بعد إلى تفاهم على معظم النقاط الحاسمة" مضيفين أن النجاح لا يزال ممكنا لكنه غير مضمون.
وقال ميخائيل أوليانوف السفير الروسي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية للصحفيين عقب اجتماع الأطراف المتبقية بالاتفاق النووي في ختام الجولة الثالثة من المحادثات "لا نتوقع انفراجة في الأيام المقبلة" مضيفا أن المحادثات ستستأنف الجمعة.
وأضاف أوليانوف الذي يعد أحد أكثر الأصوات تفاؤلا في المحادثات "نحتاج ببساطة إلى مواصلة العمل الدبلوماسي اليومي، وكل المؤشرات تقودنا إلى توقع نتيجة نهائية ستكون ناجحة وسريعة خلال بضعة أسابيع".
وكان توقف المحادثات متوقعا على نطاق واسع بعدما قال دبلوماسيون إن مسؤولين من عدة دول سيشاركون أيضا في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في لندن الذي يبدأ الاثنين وينتهي يوم الأربعاء.
وقال عراقجي في تصريحاته "يوجد أفراد ومؤسسات خضعوا لعقوبات محددة والقائمة (الأميركية) طويلة. المحادثات بشأن هذه القائمة لا تزال جارية" مضيفا أنه بناء على ما جرى التوصل إليه حتى الآن فإن العقوبات ستُرفع عن معظم القائمة.