باتيلي يدعو المجتمع الدولي إلى لعب دور لتسريع انتخابات ليبيا

المبعوث الأممي إلى ليبيا ووزير الخارجية الروسي يشددان خلال لقاء في موسكو على ضرورة تنسيق الجهود الدولية لإجراء الانتخابات الليبية خلال العام الحالي
لافروف يجدد دعم روسيا لأنشطة باتيلي
محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي يؤكد ضرورة إنهاء المراحل الانتقالية

طرابلس - شدد المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي على ضرورة أن يؤدي المجتمع الدولي دورا حاسما لإجراء انتخابات في ليبيا خلال العام الحالي، فيما يتواصل تعثر الجهود الأممية لتحقيق توافق بين الفرقاء الليبيين حول قاعدة دستورية تجري بناء عليها الانتخابات. 

وقال باتيلي عبر حسابه على تويتر "التقيتُ يوم الخميس في موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وناقشنا الوضع الراهن في ليبيا والتحديات التي تواجه استعادة العملية الانتخابية"، مضيفا "اتفقنا خلال اللقاء على أنه ينبغي للمجتمع الدولي أن يؤدي دورا حاسما في مساعدة الشعب الليبي على تحقيق هدفه المتمثل في إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية شاملة في عام 2023".
ونقلت وزارة الخارجية الروسية في بيان تأكيد الطرفين خلال اللقاء "أهمية تنسيق الجهود الدولية الهادفة إلى تجاوز الصراع الذي طال أمده، مع الدور القيادي للأمم المتحدة"، فيما شدد الجانبان على "تنفيذ ذلك في إطار عملية شاملة تنطوي على مشاركة جميع القوى السياسية الرئيسية في البلاد".
وجدد لافروف دعم روسيا لأنشطة باتيلي والتزامها بالتعاون الوثيق مع بعثة الأمم المتحدة في ليبيا التي يرأسها، مشددا على أنه "لا بديل عن تحقيق تسوية عادلة وطويلة الأجل ومقبولة في إطار العملية السياسية التي يقودها وينفذها الليبيون أنفسهم".  

ومنذ مطلع 2022 تغرق ليبيا في أزمة سياسية نتيجة صراع بين حكومتين، الأولى كلفها مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، والثانية معترف بها من الأمم المتحدة وهي حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تكلف من قبل برلمان جديد منتخب.

وكان باتيلي قد حذر الفرقاء الليبيين من مغبة عدم التوافق مشيرا إلى إمكانية اللجوء إلى "آليات بديلة" تفضي إلى إقصاء مجلسي النواب والدولة من الوضع السياسي القائم.
ودعا رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة اليوم الجمعة إلى تتويج الثورة بإنجاز المصالحة وتوحيد البلاد، وفق بيانين نُشِرا في صفحتيهما الرسميتين على "فيسبوك" بمناسبة الذكرى 12 للثورة الليبية.
وأعرب المنفي عن الإصرار على "تحقيق التداول السلمي للسلطة وإنهاء المراحل الانتقالية عبر انتخابات عادلة وحرة ونزيهة"، معتبرا أن "تتويج الثورة يكون بإنجاز المصالحة الوطنية الشاملة ولمّ الشمل وتوحيد الكلمة والتسامح، لتحقيق الاستقرار الدائم والرخاء المنشود".
من جانبه قال الدبيبة إن "الثورة جاءت لتصحيح المسار لا للانتقام الأعمى وتدمير الوطن والاتجاه نحو التنمية والعدالة"، مضيفا "بوصلتنا ليبيا واحدة موحّدة، ولن تكون هبة لأجنبي ولا لقمة سائغة للتقسيم، أو ترِكة لتيارات تسعى للبقاء في كراسيها".
وشدد على أنه "آن الأوان لتحكيم صوت العقل لنباشر من اليوم في بناء غدٍ أكثر إشراقًا، والثورة ستبقى نقطة انطلاق الوطن الذي كادت تفسده الحروب والصراعات السياسية"
وأردف أن حكومته "قدّمت نموذجًا للعمل الوطني من أجل بناء ليبيا واستقرارها، فالكل على قلب رجل واحد، سواء من هم مع فبراير أم كانوا ضدها"
وفي 11 فبراير/شباط الجاري أكد المنفي في تغريدة على تويتر خلال زيارة أجراها لمدينة بنغازي أن إنجاز قوانين انتخابية توافقية قبل نهاية أبريل/نيسان المقبل ضروري لإجراء الانتخابات قبل نهاية العام 2023.

وتحتفل ليبيا السبت بالذكرى 12 لثورة 17 فبراير/شباط التي أطاحت بحكم الزعيم الراحل معمر القذافي في العام 2011 لكنها منذ ذلك الوقت لم تعرف الاستقرار السياسي خاصة في العام الأخير نتيجة صراع بين حكومتين.