بارزاني يطلب الدعم بدل الإدانات بعد الهجوم على حقل الغاز في كردستان

هجوم بطائرة مسيرة على أحد أكبر حقول الغاز في الإقليم أدى إلى تعليق مؤقت للإنتاج وانقطاع كبير في التيار الكهربائي.

بغداد – اعتبر رئيس حكومة كردستان العراق مسرور بارزاني أن الإدانات لم تعد كافية لوقف الهجمات، مطالبا الدول "الصديقة بإجراءات لحماية الإقليم وشعبه" بعد تعرض أحد أكبر حقول الغاز في الإقليم إلى هجوم بطائرة مسيرة ما أدى إلى تعليق مؤقت للإنتاج، وانقطاع كبير في التيار الكهربائي في شمال البلاد، فيما لقي الهجوم إدانة واسعة داخل العراق وخارجها.

 وقالت شركة دانة غاز الإماراتية للطاقة التي تشغل الحقل إن الهجوم ألحق أضرارا بخزان للغاز المسال لكنه لم يتسبب في إصابات بشرية.  وأكدت الشركة أنه "تم تعليق الإنتاج مؤقتا حتى تم إخماد الحريق ولا إصابات". وتابعت "يتخذ موظفو العمليات جميع التدابير اللازمة لاستئناف العمليات في أقرب وقت ممكن، وهو أمر متوقع قريبا".

وأفادت وزارة الكهرباء في كردستان إن الهجوم أدى إلى تقليص إنتاج الكهرباء بنحو 2800 ميجاوات. وبينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الطائرة المسيرة التي قصفت حقل خور مور للغاز في منطقة السليمانية بشمال العراق ليلا.

وأدانت السفيرة الأميركية لدى العراق ألينا رومانوفسكي الهجوم قائلة إنه “يعرض ملايين لانقطاع الكهرباء في فصل الشتاء”.

واعتبر رئيس حكومة اقليم كوردستان مسرور بارزاني ان التصريحات والإدانات بشأن ما يتعرض له اقليم كردستان، لن تضع حداً لـ"هجمات الأعداء".
وقال بارزاني في بيان إن "الهجمات المختلفة التي يتعرض لها إقليم كردستان هي محاولات من قبل الأعداء والخونة لتقويض كيان الإقليم، ويعتقدون أن مع هذه الهجمات والضغوط المستمرة ستنهار كردستان". وأضاف "نشكر تضامن وموقف الدول الصديقة التي طالما أدانت هذه الهجمات، إلا أن التصريحات والإدانات لن تضع حداً لهذه المؤامرات والاعتداءات ولن تمنع تكرارها مرة أخرى".

وأشار إلى أنه "من المهم أن تتخذ الحكومة العراقية خطوات عملية لإنهاء التهديد الذي يشكله الخارجون عن القانون، ويجب عليها حماية أمن العراق بأكمله، بما في ذلك إقليم كردستان". ودعا الدول الصديقة إلى اتخاذ "الإجراءات الجادة وتقديم المساعدة الميدانية لنا لحماية أمن شعبنا والأمن الاقتصادي والاستقرار السياسي في إقليم كردستان".

وجاء حديث بارزاني بعد تغريدة السفيرة الأميركية، وبيان قيادة العمليات المشتركة العراقية، التي وصفت استهداف حقل غاز كورمور في السليمانية بـ"العمل التخريبي". وذكر البيان "في الوقت الذي تسعى الحكومة العراقية لتطوير البنى التحتية للبلاد وتوفير العيش الكريم للمواطنين وحفظ الاقتصاد الوطني، أقدمت عناصر تخريبية على استهداف حقل غاز كورمور جنوبي محافظة السليمانية بقصف بطائرة مسيرة، وإصابة أحد خزانات حفظ السوائل (الغاز) ضمن مرافق هذه الشركة من دون وقوع إصابات بشرية، مما أدى الى توقف العمليات الإنتاجية بشكل مؤقت للسيطرة على النيران التي تم إطفاؤها لاحقاً بالكامل".

وأضافت القيادة أنه "على إثر هذا الاعتداء الغاشم وجه القائد العام للقوات المسلحة بإجراء تحقيق لمعرفة ملابسات هذا الحادث على أن ينجز خلال 48 ساعة".

كما شدد رئيس الوزراء محمد الشياع السوداني على اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق الجهة التي أقدمت على هذا الفعل الإجرامي الذي يهدد مشاريع الطاقة في إقليم كردستان العراق والمحافظات الأخرى".

وختمت القيادة المشتركة بيانها بالقول إن "هكذا أعمال تخريبية متعمدة تحاول استهداف اقتصاد الشعب العراقي من قبل هذه الفئة التي ستنال جزاءها العادل".

ويمتلك كونسورتيوم اللؤلؤة المكون من شركة دانة غاز الإماراتية للطاقة ووحدتها التابعة نفط الهلال حقوق استغلال حقلي خور مور وجمجمال، وهما من أكبر حقول الغاز في العراق.

ويشهد العراق هجمات شبه يومية بطائرات مسيرة وصواريخ تشنها جماعات مسلحة منذ نشوب الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول، استهدف معظمها قواعد تضم قوات تابعة للتحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة. وأعلنت جماعة المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عنها، وهي مظلة تضم فصائل متشددة موالية لإيران.

والخميس، قال جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان بشمال العراق إن الدفاعات الجوية أسقطت طائرة مسيرة ملغومة استهدفت قوات أميركية في قاعدة بالقرب من مطار أربيل.

وكان الحرس الثوري الإيراني قد نفذ هجوم بالصواريخ الباليستية، قبل أسبوع على الإقليم زاعما أنه استهدف "مقر تجسس" إسرائيليا في كردستان العراق، وتسبب الهجوم في مقتل أربعة أشخاص وإصابة ستة آخرين، بحسب مجلس أمن إقليم كردستان. ونددت الحكومة العراقية بالهجمات ووصفتها بأنها انتهاك لسيادته.