باكستان تنفي طلب السعودية القيام بوساطة بينها وبين إيران

إسلام آباد تصف التقارير الأجنبية حول طلب الوساطة بانها مجرد مزاعم لا صحة لها.

إسلام آباد - نفت الخارجية الباكستانية في بيان نشرته في موقعها الرسمي الجمعة ما تم تداوله من قيام رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بوساطة بين المملكة العربية السعودية وطهران.
وقالت الخارجية الباكستانية "انه لا صحة للتقارير المتداولة في بعض وسائل الإعلام الأجنبية تفيد بان السلطات السعودية قامت بإرسال خطاب او رسالة لإيصالها الى السلطات الإيرانية لفتح حوار.
واكد البيان ان السعودية لم تطلب من باكستان القيام بوساطة مع إيران مشيرا بان التقارير حول بعث رسالة او خطاب ليست سوى مزاعم.
وكان وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير نفى الاسبوع الماضي إعلان إيران عن إرسال المملكة رسائل لرئيسها حسن روحاني من خلال دول أخرى واصفا ذلك بانه "أمر غير دقيق".
واوضح الجبير في تدوينة على تويتر " ان "ما حدث هو أن دولا شقيقة سعت للتهدئة، وأبلغناهم بأن موقف المملكة يسعى دائما للأمن والاستقرار في المنطقة".
وتحمل الرياض طهران مسؤولية هجمات تعرضت لها خاصة منشآتها النفطية في 14 سبتمبر/أيلول، وهو اتهام تنفيه طهران. وذكر متحدث حكومي إيراني الاسبوغ الماضي أن السعودية بعثت برسائل إلى الرئيس الإيراني عبر زعماء دول أخرى، لكنه لم يحدد محتواها.
وجدد الجبير موقف السعودية من التجاوزات الإيرانية قائلا "موقف المملكة أعيده هنا لعلهم يسمعون: أوقفوا دعمكم للإرهاب، و سياسات الفوضى والتدمير، والتدخل في شؤون الدول العربية الداخلية، و تطوير أسلحة الدمار الشامل، وبرنامج الصواريخ الباليستية، تصرفوا كدولة طبيعية وليس كدولة مارقة راعية للإرهاب."

الهجمات الايرانية على السعودية
لا حديث عن وساطات او حوارات مع ايران في ظل تهديداتها للمنطقة

وتورط النظام الايراني في عمليات عسكرية استهدفت المملكة العربية السعودية اضافة الى استهداف ناقلات النفط في مضيق هرمز ومنطقة الخليج.
وتتهم الولايات المتحدة والسعودية وأوروبا إيران، بتهديد أمن منطقة الشرق الأوسط، باستخدام وكلائها في سوريا ولبنان عن طريق حزب الله وفي العراق بيد قوات الحشد الشعبي، وتوجه حاليا جل تركيزها على المنشآت النفطية السعودية بتحريك ذراعها الحوثية في اليمن لضرب إمدادات النفط العالمية في المنطقة الخليج العربي.
ودائما ما تتحدث ايران عن حوار مع دول الخليج لكنها في المقابل تقوم بانشطة تهدد امن هذه الدول.
وذكر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقال بصحيفة الرأي الكويتية الخميس أنه "إما أن تنعم دول الخليج جميعها بالأمن أو ينحرم منه الجميع".
لكن نبرة التهديد سرعان ما الحقت بها عبارات تدعو للحوار بعيدا عن التدخل الاجنبي في تناقض مستمر من القيادة الايرانية.
وقال ظريف في مقاله إنه يمكن تحقيق الأمن للخليج عبر الحوار بين دول المنطقة، ومنها السعودية، وبدون تدخل من قوى خارجية.
وليست هذه المرة الأولى التي تُسوق فيها إيران لخطاب التعاون والحوار في الوقت الذي دفعت فيه بشدة لتوتير الوضع حيث دعت ايران في اب/اغسطس الدول الخليجية للتعاون والحوار لحماية أمن المنطقة بعيدا عن أي تدخل أجنبي، في دعوة تبدو موجهة للاستهلاك الإعلامي ومحاولة للهروب إلى الأمام في مواجهة الضغوط الدولية، فيما تعكس في الوقت ذاته ضيق الخيارات أمام النظام الإيراني.
ولا تملك إيران هامشا واسعا من المناورة للخروج من مأزقها، وقد استنفدت تقريبا كل الخيارات المتاحة أمامها سواء للالتفاف على العقوبات الأميركية او فيما يتعلق بتوتر علاقاتها مع دول المنطقة.
وحاولت طهران مرارا فتح باب للحوار مع المملكة العربية السعودية وذلك لتخفيف حدة التوتر والعمل على مواجهة العقوبات الاميركية لكن المواقف السعودية دائما ما تكون صارمة في رفض اية حوار مادامت لم تستجب طهران للقرارات الدولية وتخلت عن سياساتها في تهديد المنطقة عبر استهداف ممرات النفط والمنشئات النفطية او عبر دعم المجموعات المتمردة في اليمن ولبنان وسوريا والعراق.