بايدن يؤكد في أول اتصال بالملك سلمان دعمه لأمن السعودية

الرئيس الأميركي جدد التأكيد على 'الشراكة المستدامة' و'التاريخية' بين البلدين الحليفين في خضم جدل حول تقرير للاستخبارات الأميركية يتناول ملف مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
واشنطن ترحب بالخطوات السعودية في مجال حقوق الانسان
اثارة ملف مقتل خاشقجي لا يصب في مصلحة العلاقات الإستراتيجية بين الرياض وواشنطن

الرياض - أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس أول محادثات له مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ توليه سدة الرئاسة الأميركية، وذلك في اتّصال هاتفي ياتي تزامنا مع جدل حول تقرير للاستخبارات الأميركية يتناول ملف مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول.
وتطرّق الرئيس الأميركي إلى "التزام الولايات المتحدة دعم السعودية في الدفاع عن أراضيها في مواجهة هجمات تشنها مجموعات متحالفة مع إيران" في اشارة الى الحوثيين في اليمن الذين صعدوا هجماتهم مؤخرا.
وجدد بايدن التأكيد على "الشراكة المستدامة" و"التاريخية" بين البلدين الحليفين، كما شدد على "الأهمية التي توليها الولايات المتحدة على صعيد حقوق الإنسان ودولة القانون"، وفق بيان للبيت الأبيض.
وفي هذا الإطار أشار بيان الرئاسة الأميركية إلى أن بايدن "رحّب بالإفراج مؤخرا عن عدد من النشطاء الأميركيين-السعوديين وعن الناشطة لجين الهذلول". 
من جهتها، أوردت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن العاهل السعودي "شكر" الرئيس الأميركي على "التزام الولايات المتحدة الأميركية الدفاع عن المملكة تجاه مثل هذه التهديدات" وتأكيده بأنه "لن يسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي".
وبحث بايدن والملك سلمان الجهود الأميركية المبذولة لوضع حد للحرب في اليمن، حيث أوقف الرئيس الأميركي دعم واشنطن للتحالف العسكري الذي تقوده الرياض.
وجاء في بيان البيت الأبيض أن "الرئيس أبلغ الملك سلمان أنه سيعمل على تعزيز العلاقات الثنائية وجعلها على أكبر قدر ممكن من المتانة والشفافية".
لكن البيان لم يتطرّق إلى النشر المرتقب لتقرير استخباري أميركي حول جريمة قتل خاشقجي رغم ان القضاء السعودي اصدر أحكاما باتة في القضية وأغلق الملف لينهي محاولات بعض الدول الاقليمية على غرار تركيا استغلاله في اطار صراعات سياسية.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي قد أعلنت أن بايدن يعتزم إجراء اتصال هاتفي بالعاهل السعودي قبيل نشر التقرير.
"إعادة ضبط" العلاقات

رغم ان القضاء السعودية اصدر احكاما باتة في ملف مقتل خاشقجي لكن يبدو ان دولا تريد استغلاله سياسيا
رغم ان القضاء السعودية اصدر احكاما باتة في ملف مقتل خاشقجي لكن يبدو ان دولا تريد استغلاله سياسيا

ويرى مراقبون ان اثارة ملف مقتل خاشقجي لا يصب في مصلحة العلاقات الإستراتيجية بين الرياض وواشنطن مع تصاعد الخطر الإيراني في المنطقة ورفضها الجنوح الى الحلول السلمية.
ورغم تأويلات بعض الجهات الإعلامية حول نتائج التقرير ومحاولات الربط بين عملية قتل خاشقجي وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان لكن ذلك يظل محاولة بعض الجهات المناوئة للسعودية للصيد في المياه العكرة ومحاولة استغلال بعض التباينات بين واشنطن والرياض سياسيا لان التقرير لم يخرج للعلن بعد رغم ان جهات تحدثت بانه سيكون منشورا الخميس.
وكانت إدارة و بايدن كشفت الشهر الحالي عن سياستها الخارجية تجاه السعودية بحصر التحدث مع العاهل السعودي واستثناء ولي العهد من المحادثات بين واشنطن والرياض في خطوة أميركية من شانها ان تثير المزيد من التوتر مع المملكة وبالتزامن مع تصاعد التحديات الإقليمية.
وتعيد مثل هذه الخطوات الأذهان حلقات الفتور في العلاقات الذي طبع مرحلة مفصلية خلال ادارة الرئيس الأسبق باراك اوباما وكان بايدن حينها نائبا للرئيس.
واتخذت الإدارة الأميركية الجديدة خطوات تعتبرها الجهات السعودية بانها لا تصب في مصلحة الاستقرار في المنطقة على غرار اعتماد سياسة تخفيف الضغوط على إيران وهي سياسة لا تزال تثبت فشلها الى اليوم مع إصرار الحكومة الإيرانية على التصعيد عبر انتهاك مزيد من البنود في الاتفاق النووي لسنة 2015.
وترفض واشنطن الاستماع الى المواقف السعودية بان ايران لا تريد الاستقرار وانه لا يمكن مواجهة خطرها ونفوذها الا عبر تصعيد الضغوط عليها وعلى ميليشياتها في المنطقة.