بايدن يحمل حماس مسؤولية عرقلة اتفاق هدنة غزة

حماس تعتبر تصريحات بايدن ادعاءات مضلّلة وضوء أخضر لإسرائيل لمواصلة الحرب.
الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثث 6 رهائن في غزة
السلطات المصرية تشدد لبلينكن على ضرورة انسحاب اسرائيل من محور فيلادلفيا
مسؤولون أميركيون كبار سيجتمعون في القاهرة نهاية الاسبوع لبحث الهدنة
السيسي يدعو إلى انهاء الحرب في غزة محذرا من تبعات توسّعها إقليميا

واشنطن - أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء أن حركة حماس "تتراجع" عن خطة الاتفاق المطروحة مع إسرائيل من أجل إحلال هدنة في قطاع غزة فيما وصف أنه اتهام مباشر وصريح للحركة برفض خطة وقف القتال فيما شددت قيادة حماس على أن واشنطن ترضح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. 
وقال بايدن ردا على أسئلة صحافيين في مطار شيكاغو بعد إلقائه كلمة خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي، إن التسوية المقترحة "ما زالت مطروحة، لكن لا يمكن التكهن بأي شيء" مضيفا "إسرائيل تقول ان بإمكانها التوصل إلى نتيجة ... حماس تتراجع الآن".

وردا على ذلك اعتبرت حماس أن تصريحات الرئيس الاميركي"ادعاءات مضلّلة" مضيفة في بيان "تابعنا ... باستغرابٍ واستهجان شديدين، التصريحات الصادرة عن بايدن ... هي ادعاءات مضلّلة (ونعدّها) ضوءا أخضرَ أميركيا متجدّدا، لحكومة المتطرفين الصهاينة، لارتكاب المزيد من الجرائم بحقّ المدنيين العزّل".

وقبل ذلك قالت الحركة الفلسطينية ان الحكومة الإسرائيلية تضع عراقيل أمام التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وتبادل رهائن ومعتقلين، بعد الجولة الأخيرة من المفاوضات في الدوحة مشددة على "أن المقترح الجديد لوقف إطلاق النار في غزة، الذي قدمته واشنطن في محادثات الدوحة، يستجيب لرفض نتنياهو لوقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الشامل من القطاع".

وجدد رئيس الوزراء الإسرائيلي تمسكه ببقاء جيشه في محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر وممر نتساريم الذي يقسم قطاع غزة إلى قسمين، رافضا الانسحاب "تحت أي ظرف".
ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن نتنياهو قوله لممثلي عائلات أسرى إسرائيليين في غزة: "إسرائيل لن تغادر تحت أي ظرف من الظروف محور فيلادلفيا وممر نتساريم رغم الضغوط الهائلة التي تتعرض لها للقيام بذلك" وأضاف نتنياهو "هذه أصول استراتيجية، عسكرية وسياسية على حد سواء".
وكان قد طالب بفرض مزيد من الضغوط الدولية على حماس من أجل القبول بوقف اطلاق النار واطلاق سراح الرهائن فورا.

ووصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الدوحة اليوم الثلاثاء في المرحلة التالية من جهوده الدبلوماسية التي تستهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، في ظل استمرار قضايا الخلاف الرئيسية بين إسرائيل وحركة حماس.

وكان بلينكن قد اجتمع في وقت سابق من اليوم في القاهرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تساعد بلاده منذ أشهر في التوسط في محادثات غزة إلى جانب الولايات المتحدة وقطر.

وبحث بلينكن في مدينة العلمين مع السيسي ووزير خارجيته سامح شكري التوصل إلى هدنة في غزة.

وأتى بلينكن إلى مصر قادما من تل أبيب في إطار جولته التاسعة في المنطقة منذ بدء الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر فيما تشدد القاهرة على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا ومعبر رفح.

ودعا الرئيس المصري إلى إنهاء الحرب محذرا من "خطورة" اتساع نطاق الصراع إقليميا.

وأفاد بيان من الرئاسة المصرية أن السيسي أكد على أن "الوقت قد حان لإنهاء الحرب الجارية، والاحتكام لصوت العقل والحكمة وإعلاء لغة السلام والدبلوماسية، مشدداً على خطورة توسع نطاق الصراع إقليمياً على نحو يصعب تصور تبعاته".

وتزامنا مع الزيارة قالت متحدثة البيت الأبيض كارين جان بيير، إن مسؤولين كبارا سيجتمعون في العاصمة المصرية القاهرة "قبل نهاية الأسبوع" بغية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

بلينكن يبحث مع السيسي خطة بايدن لوقف القتال في غزة
بلينكن يبحث مع السيسي خطة بايدن لوقف القتال في غزة

وقالت المتحدثة خلال المؤتمر الصحفي اليومي الاثنين إن "مسؤولين كبارا" سيجتمعون في القاهرة "قبل نهاية الأسبوع" بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مشيرة إلى أن الاتفاق المحتمل سيوفر إغاثة غير عادية للفلسطينيين في غزة وأن المساعدات الإنسانية ستصل إلى القطاع.
وأردفت المسؤولة بالقول "حان الوقت لإتمام هذا الاتفاق، وما هو مطروح على الطاولة الآن يهدف إلى ضمان ذلك" مشددة على أن البيت الأبيض عمل بجد للتوصل إلى هذا الاتفاق وأن الرئيس جو بايدن "منخرط" في التحدث مع القادة الإقليميين.

وميدانيا علن الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء العثور في غزة على جثث ستة رهائن خلال عملية نفذها بالاشتراك مع الاستخبارات الداخلية.
وأوضح الجيش أنها جثث خمسة رهائن سبق أن أعلن مقتلهم خلال الأشهر الماضية وهم إليكس دانسيغ وشاييم بيري وياغيف بوشتاب ويورام ميتسغر ونداف بوبلويل، إضافة إلى جثة أبراهام موندر الذي اعلن كيبوتس نير عوز الثلاثاء وفاته.
وكانت رهينة سابقة أكدت أن الرهائن الستة كانوا محتجزين معا في نفق بعدما خطفتهم حركة حماس خلال هجومها على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وبحسب الجيش، تم إبلاغ عائلات الرهائن القتلى بعد تحليل معلومات استخباراتية وتقرير الطب الشرعي من دون تقديم مزيد من التفاصيل حول العملية التي جرت في خان يونس في جنوب قطاع غزة.
وقال منتدى عائلات الرهائن والمفقودين في بيان إن استعادة الجثث "يوفر لعائلاتهم الطمأنينة اللازمة ويمنح القتلى الراحة الأبدية" داعيا الحكومة الإسرائيلية إلى ضمان إعادة الرهائن المتبقين إلى إسرائيل في صفقة تجري هذه الأيام مباحثات بشأنها.
وأضاف "يجب على الحكومة الإسرائيلية وبمساعدة الوسطاء أن تفعل كل ما في وسعها لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق المطروح حاليا على الطاولة".

يجب على الحكومة الإسرائيلية وبمساعدة الوسطاء وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق

ويحث الوسطاء المتمثلين بكل من الولايات المتحدة ومصر وقطر، كلا من إسرائيل وحركة حماس على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن يساعد في إطلاق سراح الرهائن المتبقين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وكان كيبوتس نير عوز قد أعلن في وقت سابق الثلاثاء وفاة الرهينة أبرهام موندر (79 عاما) والمحتجز في قطاع غزة.
وجاء في بيان "يعلن كيبوتس نير عوز بكثير من الحزن قَتل أبراهام موندر البالغ 79 عاما في الأسر في غزة بعد أشهر من التعذيب الجسدي والنفسي".
وكان موندر وزوجته وابنته وحفيده قد اقتيدوا رهائن إبان هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وتم إطلاق سراح الزوجة والابنة والحفيدة خلال الهدنة التي أبرمت بين الجانبين في تشرين الثاني/نوفمبر واستمرت لأسبوع.
اندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل 1199 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 105 منهم محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وأسفرت الغارات والقصف والعمليات البرية الإسرائيلية ردّا على الهجوم في قطاع غزة عن مقتل 40173 شخصا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس التي لا تفصّل عدد المقاتلين وعدد المدنيين. وتفيد مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بأن غالبية القتلى من النساء والأطفال.