بايدن يدعو للتهدئة ويسلح اسرائيل بقنابل دقيقة

رفض واشنطن للمرة الثالثة خلال أسبوع تبني مجلس الأمن بيانا حول النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين يعطي الضوء الأخضر لاستمرار التصعيد ويقوض جهود وقف النار في غزة.
اردوغان يصف بايدن بـ'القاتل' منتقدا دعمه لإسرائيل
إدارة بايدن في وضع مرتبك أمام التصعيد في غزة

واشنطن - في الوقت الذي دعت فيه الولايات المتحدة إلى التهدئة وخفض التصعيد بين الجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية، أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الكونغرس بشأن صفقة بيع أسلحة دقيقة التصويب لإسرائيل في الخامس من مايو/أيار الجاري، بحسب ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست الاثنين، نقلا عن ثلاثة أشخاص على صلة بالصفقة، في خطوة تظهر دعما أميركيا واضحا للاعتداءات الإسرائيلية على غزة.

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن المتحدث باسم لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس أكد لصحيفة واشنطن بوست التوصل للاتفاق الذي بموجبه سوف تزود شركة بوينج إسرائيل بالأسلحة.

واعتبر مراقبون أن صفقة الأسلحة الأميركية مع إسرائيل هي بمثابة الضوء الأخضر للتصعيد وستقوض جهود وقف إطلاق النار وإنهاء الاعتداءات على غزة.

وفي سياق متصل رفضت الولايات المتحدة الاثنين، للمرة الثالثة في سبعة أيام، أن يتبنى مجلس الامن الدولي بيانا حول النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين يدعو الى "وقف أعمال العنف" و"حماية المدنيين وخصوصا الأطفال وفق ما أفاد دبلوماسيون، في خطوة تعطي الضوء الأخضر لاستمرار التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين.

ومسودة البيان التي أعدتها الصين وتونس والنرويج سُلمت مساء الاحد لأعضاء المجلس الـ15 بهدف الموافقة عليها الاثنين. لكن الولايات المتحدة قالت إنها "لا يمكن ان تدعم في الوقت الراهن موقفا يعبر عنه" مجلس الأمن وفق ما صرح دبلوماسي لفرانس برس.

وينص مشروع البيان الذي اطّلعت عليه وكالة فرانس برس على أن المجلس يراقب بـ"قلق بالغ" ويندد بـ"احتمالات طرد" عائلات فلسطينية من القدس الشرقية المحتلة، داعيا إلى تجنّب "ممارسات أحادية" تفاقم التوترات.

ويرحب القرار بالجهود الدولية لاحتواء التصعيد، من دون الإتيان على ذكر الولايات المتحدة، ويشدد على دعم مجلس الأمن لحل بالتفاوض لصالح إقامة دولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان "جنبا إلى جنب بسلام" ضمن "حدود معترف بها وآمنة".

وفي غضون سبعة أيام أجرى مجلس الأمن ثلاثة اجتماعات طارئة حول النزاع، كان آخرها الأحد من دون التوصل إلى موقف مشترك.

وكانت واشنطن التي تعد أبرز داعم لإسرائيل قد أعلنت في معرض تفسيرها منع صدور بيان عقب الاجتماعين الماضيين أن النص ستكون "نتائجه عكسية" على جهود الوساطة التي تبذلها في المنطقة.

والاثنين، خلال مؤتمر صحافي في كوبنهاغن، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة لا تقف عائقا أمام الدبلوماسية، رافضا اتّهامات الصين لبلاده في هذا الإطار، ومطالبا في الوقت نفسه طرفي النزاع بـ"حماية المدنيين" والأطفال.

وقال بلينكن "السؤال في الواقع يكمن في معرفة ما إذا سيتيح تحرك معيّن أو تصريح معيّن عمليا تحقيق تقدم على صعيد وضع حد للعنف أم لا، وهذا هو القرار الذي يتعين علينا اتّخاذه كل مرة".

ويثير رفض الولايات المتحدة إصدار مجلس الأمن موقفا موحدا استغراب شركاء واشنطن.

وصرّح سفير طلب عدم كشف هويته "نطالب الولايات المتحدة بكل بساطة بدعم صدور بيان لمجلس الأمن يتضّمن أمورا مماثلة لتلك التي تقولها واشنطن في اللقاءات الثنائية".

بايدن عالق في موقف محرج بين التدخل أو السكوت عن اعتداءات إسرائيل في غزة
بايدن عالق في موقف محرج بين التدخل أو السكوت عن اعتداءات إسرائيل في غزة

وجدت إدارة بايدن نفسها في وضع مرتبك بعد أشهر قليلة من استلامها السلطة أمام تصاعد المواجهات في غزة بين إسرائيل والفلسطينيين في حرب قد تؤثر تداعياتها على استقرار المنطقة، فيما تقف واشنطن في وضع محرج بين التدخل أو السكوت عن اعتداءات حليفتها الأولى.

وانتقد كثيرون الموقف الأميركي الذي بدى مساندا لانتهاكات إسرائيل من خلال بيعها ذخيرة من السلاح بالتزامن مع اندلاع المواجهات مع الفلسطينيين في الوقت الذي كان من الأجدر أن تحظر واشنطن والمجتمع الدولي تسليم أسلحة إلى إسرائيل المتهمة بارتكاب جرائم حرب في عزة من خلال القصف العشوائي على المنشآت المدنية.

اعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاثنين أن يدي بايدن "ملطختان بالدماء" بسبب دعمه لإسرائيل التي تواصل تصعيدها العسكري ضد قطاع غزة.

وخاطب اردوغان بايدن قائلا "تكتب التاريخ بيدين ملطختين بالدماء"، آخذا على الادارة الاميركية خصوصا أنها وافقت على بيع أسلحة اضافية للدولة العبرية "التي تشن هجمات غير متكافئة على قطاع غزة".

وتابع إردوغان "الأراضي الفلسطينية هي ضحية اضطهاد ومعاناة، وتسفك فيها الدماء على غرار ما يحصل في مناطق أخرى عدة خسرت السلام بانتهاء الإمبراطورية العثمانية. وأنتم تدعمون هذا الأمر".

كذلك وجّه اردوغان انتقادات حادة لإسرائيل قائلا "إنهم قتلة لدرجة أنهم يقتلون أطفالا بعمر خمس وست سنوات. لا يشبعهم إلا سفك الدماء".