بايدن يهدد بعزل روسيا عن النظام المالي الغربي
واشنطن - أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء "دفعة أولى" من العقوبات من شأنها أن تعزل روسيا عن المنظومة المالية الغربية وتستهدف "النخب الروسية" وكذلك مؤسسات مالية.
وفرضت دول غربية واليابان عقوبات جديدة على روسيا بعدما أمرت بنشر قواتها في منطقتين انفصاليتين بشرق أوكرانيا، وهددت الدول بفرض مزيد من العقوبات إذا حدث غزو روسي شامل.
وقال بايدن "سنفرض عقوبات واسعة النطاق على الديون السيادية الروسية. وهذا يعني أنّنا نقطع الحكومة الروسية عن التمويل الغربي".
وأعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأستراليا واليابان خططا لمعاقبة بنوك وأفراد من النخبة الروسية، بينما علقت ألمانيا مشروع خط أنابيب غاز كبير من روسيا، التي يتهمها الغرب بحشد أكثر من 150 ألف جندي قرب حدود أوكرانيا. وتنفي روسيا أي نية لغزو أوكرانيا.
وحذّر مسؤول أميركي كبير الثلاثاء من أنّ العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على مصرفين روسيين سيتّسع نطاقها لتشمل القطاع المصرفي الروسي بأكمله إذا مضت موسكو أكثر في غزوها لأوكرانيا.
وبعيد إعلان واشنطن فرض عقوبات على مصرفي "في اي بي" و"بي اي بي" الروسيين قال المسؤول للصحافيين طالباً عدم نشر اسمه "ما من مؤسسة مالية روسية بمأمن إذا تواصل هذا الغزو".
وأضاف أنّه إذا شنّت موسكو هجوماً عسكرياً أوسع على أوكرانيا فإنّ الولايات المتّحدة ستفرض عقوبات على المصرفيين الحكوميين الروسيين الضخمين "سبيربنك و"في تي بي".
وفيما بدا أنه أحد أسوأ الأزمات الأمنية في أوروبا منذ عقود، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإرسال قوات "لحفظ السلام" إلى منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين الأوكرانيتين بعد الاعتراف باستقلالهما. ورفضت واشنطن ذلك ووصفته بأنه "هراء".
وذكرت شركة ماكسار الأميركية أن صورا للأقمار الصناعية على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية تظهر انتشار المزيد من القوات والعتاد في غرب روسيا، وأكثر من 100 عربة في قاعدة جوية صغيرة بجنوب روسيا البيضاء، المتاخمة لأوكرانيا.
ولم تسفر جهود دبلوماسية مكثفة على مدى أسابيع عن أي نتائج حتى الآن. وألغى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الفرنسي جان إيف لو دريان اجتماعين منفصلين مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وقالت واشنطن إنها قيدت التعاملات في السوق الثانوية على السندات السيادية الروسية التي تصدر بعد الأول من مارس/آذار.
وأعلنت كندا أيضا خطوات مماثلة وسوف تفرض عقوبات على أعضاء البرلمان الروسي الذين صوتوا لصالح قرار الاعتراف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين.
واستهدف الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بشكل أساسي بنوكا روسية وقدرتها على العمل دوليا، حيث من المرجح أن يكون تأثير ذلك ضئيلا.
ورفض لافروف في وقت سابق التهديد بفرض عقوبات.وقال "زملاؤنا الأوروبيون والأميركيون والبريطانيون لن يتوقفوا ولن يهدأوا حتى يستنفدوا كل احتمالات ما يسمى بمعاقبة روسيا".
وأثار احتمال تعطل إمدادات الطاقة والمخاوف من الحرب قلق الأسواق، ودفع أسعار النفط إلى أعلى مستوى منذ عام 2014.
وفيما قد تكون أهم الإجراءات التي أعلنت يوم الثلاثاء، علقت ألمانيا مشروع خط أنابيب الغاز (نورد ستريم2) الذي بلغت تكلفته 11 مليار دولار والمملوك لشركة غازبروم الحكومية الروسية، في خطوة يمكن أن ترفع أسعار الغاز في أوروبا.
وحذر وزير الاقتصاد الألماني من أن أسعار الغاز في أوروبا سترتفع على الأرجح في المدى القصير.
وفرضت بريطانيا عقوبات على بنوك روسية وثلاثة مليارديرات على صلة وثيقة بالرئيس الروسي.
وانتقدت وزارة الخارجية الروسية الإجراءات الجديدة ووصفتها بأنها "غير شرعية".