بايرن ميونيخ في دائرة الانتقادات بسبب الراعي القطري

السياسيون والناشطون لا يستحسنون ترويج العملاق البافاري للإمارة الخليجية المنتقدة من منظمات حقوق الإنسان.

ميونخ (ألمانيا) - ما هو القاسم المشترك بين النماذج الاقتصادية، ولو كانت مختلفة، في باريس سان جرمان وبايرن ميونيخ، طرفي نهائي دوري أبطال اوروبا لكرة القدم الاحد؟ الجواب هو قطر، النادي الباريسي عبر مالكه القطري برئاسة ناصر الخليفي وبطل المانيا عبر الخطوط الجوية القطرية أحد رعاته.

اما بالنسبة للامور الاخرى، فالمقارنة صعبة. إذ تعمل شركة قطر للاستثمارات الرياضية المالكة للنادي الفرنسي على ضخ تمويل سخي في اروقة النادي الباريسي منذ 2011. فيما لا يزال بايرن ميونيخ يعتمد على النموذج التقليدي القديم، حيث يرتكز نموه على نقاط قوته: حقوق البث التلفزيوني، المبيعات التجارية، وبالطبع الرعاة الاوفياء.

ساهم النجم الدولي السابق أولي هونيس في بناء هذه مؤسسة كبيرة في بايرن ميونيخ بعد أن طبّق على كرة القدم المبادئ الأساسية المقدسة للشركات الألمانية الصغيرة والمتوسطة بعد الحرب: لا تنفق أكثر مما تكسب، أبقي جزءا من كنزك وثروتك في المصرف (كان ذلك جوهريا لبايرن أثناء أزمة فيروس كورونا المستجد).

بيعُ نادي كرة قدم إلى مستثمر روسي أو صيني أو عربي ليست فكرة مرحب بها في المانيا، ولطالما انتقد هونيس اعتماد العديد من الاندية الاوروبية هذا النموذج من أجل تطورها.

جملتان شهيرتان لخصّتا استراتيجيته: "عندما يذهب الآخرون إلى المصرف، يفعلون ذلك للاقتراض. اما نحن، نذهب إلى مكتب الإيداع" و"ليس لدينا رعاة، بل شركاء فقط".

ويظهر على الموقع الالكتروني الخاص بالعملاق البافاري "الشركاء" الذين ينقسمون وفق اربع فئات: الرئيسية (تملك اسهما في النادي)، البلاتينية، الذهبية والرسمية.

تنضوي شركة الخطوط الجوية القطرية تحت فئة البلاتينية. ونظرا لمساهمتها المقدرة بعشرة ملايين يورو سنويا وفق الصحافة الألمانية، يحق لها ان تضع شعارها على أكمام اللاعبين.

في عام 2018، حلت مكان شركة لوفتانزا الوطنية التي كانت عاجزة على منافسة المبلغ الذي طرحته منافستها في الخليج.

وتسود علاقات جيدة بين باين ميونيخ وقطر، إذ منذ العام 2011 يقيم الفريق معسكرا تدريبيا في الدولة الخليجية الصغيرة خلال فترة الاستراحة الشتوية للبوندسليغا في شهر كانون الثاني/يناير.

وتلاحق قطر شبهات فساد بسبب استضافتها لمونديال كرة القدم 2022، سبق وأن تعرضت لرفض وتوجس مماثل في السنوات الأخيرة من قبل جمهور نادي باريس سان جيرمان الفرنسي الذي اشتراه جهاز قطر للاستثمار في 2011.

وكانت الخسائر المتتالية والنتائج السيئة التي حققها الفريق الباريسي العام الماضي على وشك دفع المؤسسة القطرية إلى التخلي عنه بعد احتجاجات الجمهور المتكررة على الرغم من ملايين الدولارات التي تم ضخها لانجاح المشروع ما أثر سلبا على سمعة دولة قطر وجذب الانتقادات لها.

وفشلت قطر قبل سنوات في شراء نادي مانشستر يونايتد بعد رفض مالكيه. كما تمر الخطوط الجوية القطرية بفترة هي الأصعب في تاريخ الناقل الوطني للإمارة الخليجية الغنية بالغاز، حيث قررت مؤخرا خفض رواتب بعض طيّاريها والاستغناء عن موظّفين في ظل تراجع العائدات بسبب جائحة فيروس كورونا.

وتضاعفت خسائر الناقلة الجوية القطرية بنحو ثماني مرات خلال العام المالي المنتهي في 31 مارس/آذار الماضي، لتبلغ 640 مليون دولار ارتفاعا من خسائر بلغت في 2019 حوالي 69.55 مليون دولار، وفق مجلة 'فوربس' ووفق حسابات معلنة في منتصف يناير/كانون الثاني من العام الحالي.

https://www.instagram.com/p/CD_LnuaiFJ6/

ركائز المانية

هذا "التقليد" لم يلق استحسان الجميع في المانيا، إذ ينتقد السياسيون والناشطون بايرن ميونيخ بانتظام للترويج لبلد تنتقده منظمات حقوق الإنسان.

ولكن حتى الآن، قطر ليست سوى شريك متواضع، إذ إن "الشركاء" الحقيقيين جميعهم من شركات المانية تربطها علاقة بالنادي منذ فترة طويلة.

إذ تساهم شركة "تيليكوم" للاتصالات الالمانية بين 20 و30 مليون يورو ويتواجد شعارها على قميص النادي منذ العام 2002. لكن ركائز النظام هي ثلاثة، شركة "أودي" المصنعة للسيارات، "أديداس" للمعدات والملابس الرياضية، و"أليانز" شركة التأمين، حيث تساهم كل منها بنسبة 8,33% في شركة "بايرن ميونيخ اي جي" التي تدير وتشرف على الفريق.

أما الـ 75 في المئة المتبقية فتملكها الشركة الأم، الشركة المؤسسة لبايرن ميونيخ (أف سي بايرن ميونيخ اي.في) التي تضم 293 ألف عضوا، يساهمون جميعا في النادي.

وفق الصحافة المحلية، تساهم أديداس وأدوي بمبلغ يصل إلى 60 مليون يورو سنويا. من جانبها، دفعت أليانز 110 ملايين يورو في عام 2014 لتصبح شريكا في النادي، وتساهم الآن سنويا للحصول على الحق في إعطاء اسمها لملعب ميونيخ، أليانز أرينا.

قال كارل-هاينتس رومينيغه الرئيس التنفيذي للنادي عام 2017 عن استثمارات قطر في باريس سان جرمان "المال لا يسجل الأهداف".

الا ان المباراة النهائية في دوري ابطال اوروبا التي ستجمع الاحد اثنين من أغنى أندية العالم لا تؤكد حقيقة وجهة نظره ربما.