ببغاوات مهاجرة تحط الرحال في بيت أستاذة تونسية

تونس - تجتمع في بيت أستاذة تونسية أزواج نادرة من الببغاء السنغالي والغابوني (الرمادي) وثلاثة من طيور الكروان.

وخصصت جميلة الشملالي، وهي أستاذة تربية مدنية بالمعاهد الثانوية، في بيتها بحي مونفليري في تونس العاصمة، غرفة للببغاوات، بينما تعيش طيور الكروان في قاعة الاستقبال، ويختلط نغمها جميعا لتحدث بهجة.

ورغم أنها تتنقل يوميا للتدريس في مدرسة ثانوية بمدينة الفحص (نحو 60 كلم عن العاصمة)، تحرص الشملالي على العناية جيدا بطيورها النادرة.

وعن قصة غرامها بهذه الأنواع من الببغاوات النادرة في تونس، تقول جميلة "بدأت التجربة مع زوج أول (ببغاء) من النوع السنغالي 'مسعود ومسعودة' مع شخص آخر شريك في المغامرة".

وأضافت "لم أكن أحب الطيور في أقفاص. كنت دائما أريد الطير حرا، لكن هذا الطير ليس تونسيا وبطبيعته لا يمكن أن يعيش إلا في قفص، لأنه ليس في بيئته العادي، فقلت لم لا؟... وبطول المدة صارت مسألة غرام، وأصبحت هناك علاقة ودية مع هذه الطيور وتفاهم متبادل"، متابعة أن "الطير يخاف عادة، فهو ليس في إطاره الطبيعي، وأنا الوحيدة التي أدخل لغرفتها، ولا تقبل الطعام إلا مني".

وعن أنواع الببغاوات التي تربيها، قالت جميلة "التجربة كانت منذ ثلاث سنوات، والزوج الأول 'مسعود ومسعودة' والزوج الثاني 'كوكو ولايكا'"، موضحة أن الزوج الثاني من "الغابون، اسمه الرمادي الغابوني، وتأتي مع الأفارقة الذين يرغبون في الهجرة غير النظامية إلى إيطاليا انطلاقا من سواحل تونس".

وأردفت "المهاجرون الأفارقة في رحلتهم نحو تونس يأتون بأعداد كبيرة من هذه الطيور لبيعها من أجل مواجهة نفقات سفرهم".

وهذا النوع، حسب جميلة، "مطلوب في السوق، وهو من أكثر الببغاوات التي تحفظ الكلمات، وهو طير يدخل البهجة في البيت"، مضيفة "بدأت بتربية الزوج الأول، ويلزمه كثير من الهدوء والتأقلم، ليدخل في الإنتاجية (التكاثر). الزوج الأول له أكثر من 3 أعوام والثاني له عامين".

وتابعت "لي أيضا زوج 'أصيل سنغالي' يتميز بألوانه الزاهية، وبحكم الحجم هو أكثر قربا للإنسان ويتعامل معه دون خوف، عكس الغابوني الذي يمكن أن يشكل خطرا على الأطفال لكبر حجمه وحدة منقاره".

وعن كيفية إعاشة هذا الطيور، توضح جميلة أنها "تأكل أطعمة عادية، ولكن إذا كنت راغبا في الإنتاج والحصول على فراخ، فيلزمها أكل متنوع"، مضيفة "هي تحب المكسرات وتلزمها أغذية خاصة متنوعة خضر وبقول وماء، للمحافظة على البنية وتكوين البيضة، لأنها أولا ليست في بيئتها الطبيعية، خاصة أنها تخاف كثيرا، والخوف يمكن أن يؤدي بها إلى الموت"، وثانيا، "هي تتعلق بالإنسان كثيرا وتتعوّد عليه، فإذا غاب عنها كثيرا أو تغير مالكها يمكن أن تدخل في مرحلة كآبة تؤدي بها إلى الموت".

وتم إلى جانب الأقفاص الحديدية التي تؤوي الببغاوات، تثبيت صندوق خشبي من طابقين، وهي "أعشاش الطير"، وفق الشملالي، موضحة أن عشه "مقلد وفق عشه في البرية، فهذا الطير يريد أن تكون فراخه في مأمن، ويكون هو بدوره متخفيا".

وزادت أن "عشه مختلف عن العش الذي يمكن أن تراه في الطبيعة للطيور الأخرى، ويقوم بكل ما يمكن ليكون العش بعيدا عن الأعين.. والذكر هو الذي يبني العش، والأنثى تتفقده، إذا أعجبها تدخله، وإذا لم يعجبها تخرج منه، وعليه بناء عش جديد يرضيها"، مبينة أنها تأتي بالصناديق من حرفي متخصص في مدينة القيروان (نحو 150 كلم عن العاصمة).

وعن الرعاية الطبية بالببغاوت، تقول جميلة "هي طيور ليست في بيئتها الطبيعية، فعليك توفير كل ما كانت تجده في بلدانها بطريقة اصطناعية"، متابعة أنها تتردد على سوق "المنصف باي"، وهو سوق شهير في العاصمة يُباع فيه مختلف أنواع الطيور والحيوانات النادرة.

كما "تُباع فيه كل الأدوية اللازمة، ففيه أدوية للمساعدة على الإخصاب وتوفير البيض للأنثى دون أن تفقد قوتها"، وفق جميلة، مضيفة "هناك أدوية للمحافظة على الريش، لاحتمال أن يفقده كونه في غير بيئته.. وهذه الأدوية يتم خلطها في الماء أو الأكل".

ولم تكتف جميلة بتربية الببغاء السنغالي والغابوني، بل أضافت لها ثلاثة من طيور الكروان، وهي أيضا تبعث في البيت "بهجة وسرورا بأصواتها الجميلة"، وفق تعبير الشملالي، مضيفة "هي ثلاثي، وتعلمت منذ الصغر أصوات موسيقى"، متابعة أنها "مثل (الببغاء) السنغالي، تعيد الألحان، لكن لا تعيد النطق مثل الغابوني الذي يتعلم الكلمات"، مشيرة إلى أن طيور الكروان "توقظني كل صباح على أنغام النشيد الوطني التونسي".