بثينة عبدالرحيم تؤكد أن التشكيليات العربيات مكبلات

التشكيلية العراقية ترى أن الفنانة التشكيلية العربية تختلف معاناتها، عن معاناة الفنانين التشكيليين من الرجال.
الفنان التشكيلي العربي، يعاني من عدم وجود المؤسسات الحكومية، التي من المفترض أنها معنية برعاية ودعم الحركة التشكيلية العربية
المرأة هي الأكثر قدرة على التعبير عن مشاعرها في أعمالها الفنية

قالت الفنانة التشكيلية العراقية، بثينة عبدالرحيم إن التشكيليات العربيات "مكبلات" بقيود "العادات والتقاليد" وما يسود المجتمعات العربية من موروثات اجتماعية، تقف على الدوام حائلا أمام تحقيق المرأة المبدعة لأحلامها.
ورأت عبدالرحيم فى مقابلة مع "ميدل إيست أونلاين" أن الفنانة التشكيلية العربية تختلف معاناتها، عن معاناة الفنانين التشكيليين من الرجال، وذلك بحكم العادات والتقاليد، حيث تقل فرص المرأة في تطوير مهاراتها الفنية، واكتساب خبرات جديدة، عكس الرجل الذي يتمتع بحرية السفر والتنقل والمشاركة في ملتقيات ومعارض خارج الوطن وداخله، وتبدو حركة المرأة مقيدة، وحتى النساء القليلات ممن يوصفن بـ "المتحررات" من القيود المجتمعية، فمازالت الفجوة كبيرة بينهن وبين الرجل في الكثير من الأمور التي تؤثر بالسلب على تجاربهن الفنية.
وأكدت على إيمانها بأن الفن لا يعرف الجنس، لكن المرأة هي الأكثر قدرة على التعبير عن مشاعرها في أعمالها الفنية، وأن المشهد التشكيلي الحالي غنى بفنانات امتلكن أدواتهن الفنية بقوة، وامتلكن القدرة على منافسة الرجل في شتى ساحات الفنون التشكيلية.
وتشير الفنانة العراقية بثينة عبدالرحيم، إلى أن المشهد التشكيلي العربي المعاصر، في مستوى جيد، وأن المستقبل سيكون أفضل من الحاضر، بفضل جهود الكثير من الفنانين مصر، والعراق، وسوريا، والمغرب العربي، ومختلف الأقطار العربية، والذين يعملون باستمرار تنويع وتطوير تجاربهم الفنية، مع اختلاف الأساليب والمدارس والتقنيات، ومحاولاتهم الجادة في تحقيق هويتهم الفنية، بجانب الحماس لدى جيل الشباب.
وحول موضوعات أعمالها الفنية، قالت بثينة عبدالرحيم إن المرأة تأتي على رأس موضوعات ومفردات أعمالها التشكيلية، وهي تأتي مؤطرة بالتراث الشعبي. وأن المرأة تظل حاضرة بقوة في أعمالها، بجانب أنها تستمد الكثير من لوحاتها من التراث الشعبي، وأن المرأة في أعمالها، تكون امرأة حالمة، أو صاحبة مهنة، كبائعة السمك وربة البيت، وأن كل ذلك يتم تناوله بشكل تعبيري، كما أكدت على أن الرجل حاضر أيضا في لوحاتها.
وأكدت الفنانة على صعوبة أن يعيش الفنان التشكيلي العربي، من عوائد ممارسته للفن، ورأت بأن الفنان التشكيلي العربي، يعاني من عدم وجود المؤسسات الحكومية، التي من المفترض أنها معنية برعاية ودعم الحركة التشكيلية العربية.

وتابعت بأنه في الوقت الذي تجاوز فيه الفن الأوروبي والأميركي، مرحلة الحداثة ودخوله لمرحلة ما بعد الحداثة منذ ستينيات القرن العشرين، ووصل الفن في بعض البلدان الغربية، إلى مرحلة إلغاء التجنيس بين فروع الفن التشكيلي، تبقى معظم الأساليب الفنية والتقنية العربية تتمحور في مرحلة "فن الحداثة" بحسب تعبيرها. وأنه بالرغم من ذلك فإن العالم العربي لديه الكثير من الفنانين العرب، الذين كان لهم حضور عالمي، مثل جواد سليم، وفايق حسن، ومحمد غني حكمت من العراق. وجاذبية سري، ومحمود مختار، ومحمود سعيد، من مصر، وأحمد نشأت الزعبي، وأدهم إسماعيل من سوريا، وغيرهم الكثير من المبدعات والمبدعين العرب.
يذكر أن الفنانة التشكيلية العراقية بثينة عبدالرحيم، حصلت على بكالوريوس الفنون الجميلة ببغداد لعام 1992، وهي عضو نقابة الفنانين، وعضو جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، وشاركت في أكثر المعارض المقامة من قبل دائرة الفنون،  وجمعية الفنانين التشكيليين، ونقابة الفنانين، كما شاركت بمعارض لمنظمات ومؤسسات مهنية داخل البلد، بجانب منظمتين أميركيتين، وهي تشارك حاليا في الكثير من المعارض الفنية الافتراضية، وذلك بعد أن أغلقت المعارض الفنية أبوابها بسبب جائحة كورونا، وفازت بمسابقة التقويم التي نظمتها وزارة الثقافة في العام  2006.