بدء الانشقاقات بين الحوثيين مع تضييق الخناق في الحديدة

وزير الاعلام في ما تسمى حكومة الحوثيين يصل الرياض في حين تدور معارك أشبه بحرب الشوارع داخل احياء المدينة بين القوات الحكومية والمتمردين.

عدن (اليمن) - أفاد مصدر في الحكومة اليمنية الشرعية السبت أن وزيرا في ما يسمى بحكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا انشق عن الجماعة ووصل إلى العاصمة السعودية الرياض.
وخاضت القوات الموالية للحكومة اليمنية معارك عنيفة مع المتمردين الموالين لايران في الحديدة السبت غداة سيطرتها على أكبر مستشفيات المدينة التي بدأت تشهد حرب شوارع عند أطرافها الشرقية.
وقال المصدر الحكومي الذي فضل عدم ذكر اسمه إن وزير الإعلام في حكومة الحوثيين عبدالسلام جابر أعلن انشقاقه عن الجماعة ووصل الرياض.
ودعت السفارة اليمنية في الرياض وسائل الإعلام المختلفة لحضور المؤتمر الصحفي الذي سيعقده جابر في مقرها الأحد.
وقالت في الدعوة "يسر سفارة الجمهورية اليمنية بالرياض دعوتكم لحضور المؤتمر الصحفي لوزير الإعلام المنشق عن ما يسمى بالمجلس السياسي لحكومة الحوثيين الانقلابية عبدالسلام جابر  بمقر السفارة غداً الأحد".
واشتدت المعارك بالتزامن مع إعلان التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد المتمردين أنه طلب من الولايات المتحدة وقف عملياتها لتزويد طائراته بالوقود في الجو.
وقال شهود في الحديدة ان المواجهات في شرق المدينة التي تضم ميناء حيويا "عنيفة جدا"، وأن القوات الموالية للحكومة تستقدم تعزيزات الى مواقعها في هذه الجبهة.

مواجهات عنيفة جدا في شرق المدينة، والقوات الموالية للحكومة تستقدم تعزيزات

وذكرت لبنى وهي إحدى سكان المدينة مفضلة عدم الكشف عن هويتها خوفا من الملاحقة ان "أصوات مروحيات اباتشي والمدفعية وإطلاق النار لا تتوقّف".
وأضافت لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف "الحوثيون يستخدمون المدفعية عند أطراف المدينة لقصف القوات المتقدمة، وأحيانا يقومون بذلك من داخل المدينة نفسها".
ومنذ 2014، تخضع مدينة الحديدة المطلّة على البحر الاحمر لسيطرة المتمرّدين، وتحاول القوات الحكومية بدعم من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية استعادتها منذ حزيران/يونيو الماضي بهدف السيطرة خصوصاً على مينائها الاستراتيجي.
واشتدّت المواجهات في الحديدة في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، ونجحت القوات الموالية للحكومة الخميس الماضي في اختراق دفاعات المتمردين والتوغل في شرق وجنوب المدينة الساحلية التي تضم ميناء رئيسيا يعتبر شريان حياة لملايين السكان.
وقبيل منتصف ليل الجمعة السبت، سيطرت القوات الموالية على مستشفى "22 مايو" بعدما طردت المتمردين الحوثيين منه، حسبما أفاد مسؤولون في القوات الحكومية.
ومستشفى "22 مايو" الذي قال مسؤولون إنه "أكبر وأضخم" مستشفيات المحافظة التي تحمل اسم هذه المدينة الساحلية، يضم مهبط طائرات ويبعد نحو ثلاثة كيلومترات فقط عن مربع أمني يحمل اسم "سبعة يوليو" ويعد المعقل الرئيسي للمتمردين في المدينة.
وقال مسؤولون عسكريون في القوات الحكومية، إن الاشتباكات العنيفة جدا في شرق المدينة تدور عند طريق رئيسي محاذ لحي سكني يربط وسط الحديدة بالعاصمة صنعاء الخاضعة كذلك لسيطرة الحوثيين.
وأوضح أحد هؤلاء المسؤولين أن المعارك التي تشارك فيها مروحيات أباتشي تابعة للتحالف، "تتحول في هذا الموقع إلى حرب شوارع"، مشيرا الى أن المتمردين يستخدمون "القناصة بشكل كثيف وقذائف الهاون التي يطلقها المتمردون تتساقط كالمطر".
وتابع أن القوات الحكومية تواجه خلال محاولة تقدّمها "ألغاما كثيرة، وضعت في البراميل والخنادق وعلى الطرقات، يؤدي بعضها أحيانا إلى تدمير أكثر من آلية". لكنه أكد أن القوات الموالية للحكومة "تمكّنت رغم ذلك من تحقيق تقدم جديد (السبت) في الشارع الرئيسي بنحو كيلومتر".

القوات الحكومية تتقدم على ساحل الحديدة
القوات الحكومية تتقدم على ساحل الحديدة

وفي جنوب غرب المدينة، حيث تحاول القوات الحكومية التوغل شمالا على الطريق الساحلي باتجاه الميناء، تدور اشتباكات متقطعة، وفقا للمسؤولين في القوات الموالية للحكومة.
وكانت القوات الحكومية علّقت عملية استعادة الحديدة في تموز/يوليو إفساحا في المجال أمام محادثات سياسية، قبل أن تعلن في منتصف أيلول/سبتمبر استئنافها بعد فشل مساعي عقد مفاوضات في جنيف بسبب غياب المتمرّدين.
وقتل منذ اشتداد المواجهات في الحديدة في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر نحو 382 مقاتلاً غالبيتهم من المتمرّدين، حسبما أفادت مصادر طبية في محافظة الحديدة.
وتقول الامم المتحدة ان نحو 445 ألف شخص نزحوا من محافظة الحديدة منذ حزيران/يونيو، بينهم عشرات آلاف من مدينة الحديدة نفسها التي يبلغ اجمالي عدد سكانها نحو 600 ألف نسمة.
وتهدّد المعركة من أجل السيطرة على الحديدة إمدادات الغذاء لملايين السكان في حال تعطّلت الحركة في ميناء المدينة. لكنها تهدد أيضا جهود الأمم المتحدة لعقد محادثات جديدة قبل نهاية العام الجاري، بعدما كانت الولايات المتحدة دعت في نهاية تشرين الاول/اكتوبر إلى وقف لإطلاق النار وإلى مفاوضات في غضون شهر.
وتزامنت دعوة الولايات المتحدة، التي تقدّم دعما لوجستيا مهمّا للتحالف العسكري بقيادة السعودية، مع قضية تعرّض الرياض لضغوط على خلفية قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي.
لكن التحالف أعلن عبر وكالة الانباء السعودية الرسمية أنه طلب من الولايات المتحدة وقف عملياتها لتزويد طائراته بالوقود في الجو بعدما اكد أنه بات قادرا على تأمين ذلك بنفسه.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية على الفور دعمها لهذا الإعلان بينما يطالب برلمانيون أميركيون جمهوريون وديموقراطيون، بإلحاح بأن توقف الولايات المتحدة فورا عمليات تزويد طائرات التحالف بالوقود.
ونقلت قناة "العربية" السعودية عن مصادر لم تحددها أن المملكة "تمتلك 21 طائرة لغرض تزويد مقاتلاتها بالوقود جواً، كما تساهم الإمارات ب6 طائرات لتزويد مقاتلات التحالف بالوقود جواً".