برلماني بريطاني ينتقد بشدة تعيين كرمان مراقبة بفيسبوك

النائب إيان بيزلي يدين قرار إدارة فيسبوك تنصيب الناشطة اليمنية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين المعروفة بأجنداتها الانقسامية والعنيفة والمصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الدول الغربية.
بيزلي يدعو للتحقيق في قرار تعيين كرمان ضمن المجلس الرقابي لفيسبوك
تعيين كرمان 'الإخوانية' في مجلس رقابة فيسبوك يثير غضبا عالميا
دعوات لإقالة كرمان من المجلس الرقابي لإدارة فيسبوك

لندن - وجه عضو بالبرلمان البريطاني الأحد انتقادات لاذعة لإدارة فيسبوك على خلفية قرار تعيين الناشطة اليمنية توكل كرمان ضمن فريق مجلس الإشراف العالمي (رقابي) للنظر في المحتوى السجالي على منصاتها.

ووصف النائب إيان بيزلي في تصريحات لصحيفة 'عرب نيوز'، قرار شركة فيسبوك بتعيين كرمان إحدى تابعات جماعة الإخوان المسلمين، في مجلس إدارتها بالقرار الذي "لا يمكن تصديقه".

وبرزت كرمان في الصدارة كجزء من حزب الإصلاح، وهو حزب يمني تابع لجماعة الإخوان المسلمين معروف بأجندته الانقسامية والعنيفة.

وقد أثار تعيينها في مجلس رقابة فيسبوك وهي الهيئة المنشأة للحكم على المحتوى المسموح به على المنصة غضبًا عالميًا.

وأعرب بيزلي عن عدم تصديقه لتعيينها، قائلا "أعتقد أن هذا القرار الذي اتخذته فيسبوك غير متوقع وهو أمر لا يصدق. لدينا منظمة تم إعدادها لإجراء عملية شفافية، ثم يعينون كرمان، التي لا تعتبر بصراحة، ولا يمكن اعتبارها مناسبة للوظيفة".

أعتقد أن هذا القرار الذي اتخذته فيسبوك غير متوقع وهو أمر لا يصدق لدينا منظمة تم إعدادها لإجراء عملية شفافية ثم يعينون كرمان التي لا يمكن اعتبارها بصراحة مناسبة للوظيفة

وأعلن النائب البريطاني أنه كتب رسالة لفيسبوك يندد فيها بتعيين كرمان، ودعا وزارة الثقافة والإعلام والرياضة للتحقيق في هذا السلوك. وقال إن الإدارة وافقت من حيث المبدأ على ضرورة إجراء تحقيق، والذي من المتوقع أن يبدأ في يوليو القادم.

كما دعا بيزلي عملاق وسائل التواصل الاجتماعي لإخراج كرمان من المجلس بقوله "إنهم لا يحتاجون إلى انتظار التحقيق. تحتاج فيسبوك إلى اتخاذ إجراءات فورية. عليهم أن يفعلوا الشيء الصحيح. سواء كنا من خلفيات مسيحية أو مسلمة أو يهودية، فنحن بحاجة إلى التحدث بصوت واحد ونقول إننا نقف مع حرية التعبير، ولكن ليس مع إساءة استخدام حرية التعبير".

وكانت شركة فيسبوك قد صرحت أنها أنشأت مجلس الرقابة "لممارسة حكم مستقل على بعض قرارات المحتوى الأكثر صعوبة والأكثر أهمية".

لكن قرار تعيين كرمان أثار جدلا واسعا حول المقاييس التي اعتمدتها الشركة في هذا الاختيار في الوقت الذي تعرف فيه الناشطة اليمنية بأنها صوت الدعاية للإخوان ولخطابات الكراهية والتطرف.

بدوره أعرب بول تويد وهو محامي إعلامي دولي، عن قلقه من عملية تعيين الشركة لأعضاء مجلس الإدارة، غذ يقول "تعيّن فيسبوك هيئة محلفين خاصة بها الآن. وهذا يعادل أن يكون المدعى عليه في قضية جنائية قادراً على اختيار المحكمة والقاضي وهيئة المحلفين".

وقد ندد تويد الطريقة التي تم بها اختيار كرمان وأعضاء آخرين لمجلس رقابة فيسبوك.

وأضاف "من اختارهم؟ من وضع هؤلاء الأشخاص العشرين في هذه المناصب؟ إنها فيسبوك. وهذا ليس عدلاً".

ومن الأسئلة الملحة في خضم الجدل القائم،؛ كيف لشركة فيسبوك أن تكافح المحتوى الذي يتضمن دعاية للتطرف وبثا لخطابات الكراهية، فيما تختار شخصية تعتبر بكل المقاييس بوقا للتطرف والدعاية لجماعة تتبنى أصلا خطاب الكراهية منهجا وتناوئ مبدأ الحرية والتعددية والديمقراطية، ضمن لجنة الحكماء أو ما يمكن وصفه بـ"محكمة عليا" لمراقبة المحتوى على منصاتها.

ومواقف كرمان المقيمة في تركيا منذ سنوات تتناغم في مضامينها دعاية وتسويقا مع الحاضنة الإخوانية مسارا ومنهجا ضمن أجندة التمكين، وهو ما يفسر حالة الجدل القائم حول تعيينها ضمن فريق مراقبة المحتوى العالمي لمنصات فيسبوك.

وكانت تركيا قد وظفت توكل كرمان في حملته ضد السعودية لتدويل قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018 والتشكيك في الإجراءات القانونية والقضائية التي اتخذتها المملكة لمحاسبة المتورطين في الجريمة.

وكان لافتا الحضور الإعلامي القوي لتوكل كرمان في الحملة الموجهة لتشويه سمعة المملكة والإساءة للقيادة السعودية ولدورها الإقليمي في مكافحة التطرف والإرهاب.