برلمان أرمينيا يدرس إقالة باشينيان بعد استسلامه في قره باغ

انعقاد جلسة برلمانية استثنائية لبحث إقالة رئيس الوزراء تأتي استجابة لدعوات الأرمن بتنحي 'الخائن' من منصبه.

يريفان/باكو - أصبح مصير رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان على المحك اليوم الأربعاء بعد أن وافق البرلمان على مناقشة مطالب من متظاهرين بإقالته بسبب توقيع "اتفاقية استسلام" ضمنت لأذربيجان المكاسب الميدانية التي حققتها في إقليم ناغورني قره باغ.

وأدى الاتفاق الذي أعلن أمس الثلاثاء إلى إنهاء معارك استمرت ستة أسابيع وشكلت أسوأ تصعيد للصراع في الجيب الجبلي منذ عقود، لكن أذربيجان احتفت بالاتفاق باعتباره "تاريخيا".

وأتى إبرام هذا الاتفاق بُعيد إعلان القوات الأذربيجانية أنّها سيطرت على مدينة شوشة الاستراتيجية الواقعة على بُعد 15 كيلومتراً من عاصمة الإقليم الانفصالي ستيباناكرت، حيث مثّل سقوط هذه المدينة نقطة تحوّل في الحرب.

وتحدث الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف عن "وثيقة استسلام" أُرغمت يريفان على توقيعها بعد ستّة أسابيع من المعارك، قائلا "لقد أجبرناه (رئيس الوزراء الأرميني) على توقيع الوثيقة، إنها بالأساس وثيقة استسلام".

وأضاف علييف "لقد قلت إنّنا سنطردهم (الأرمينيين) من أراضينا طرد الكلاب، وقد فعلنا"، ناعتا رئيس الوزراء الأرميني بـ"الجبان" لأنّه لم يوقّع الاتّفاق أمام عدسات وسائل الإعلام.

وتظاهر آلاف الأرمينيين في العاصمة يريفان وهم يطالبون بتنحي باشينيان ونظم المئات مسيرة إلى البرلمان وهم يهتفون بشعارات تصفه بالخائن.

وقال باشينيان إنه لم يكن أمامه خيار سوى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار لمنع تكبد المزيد من الخسائر على الأرض.

لكن بعد أن حدد المتظاهرون مهلة تنتهي في منتصف الليل لاستقالة باشينيان، أعلن البرلمان أنه سيعقد جلسة خاصة مساء الأربعاء لمناقشة تلك المطالبات.

وقال باشينيان إنه وقع على الاتفاق تحت ضغط من جيش بلاده وقال زعيم إقليم ناغورني قره باغ إن المعارك وصلت إلى حد المخاطرة بأن أذربيجان ستسيطر على الإقليم بالكامل بعد أن استولت على ثاني كبرى المدن.

ووصف باشينيان أمس الثلاثاء ما وصل إليه الأمر بأنه "فشل ذريع وكارثة" وقال إنه يتحمل المسؤولية شخصيا عن تلك الانتكاسات، لكنه رفض المطالبات بالتنحي.

وعلى الرغم من إشادة أذربيجان بالاتفاق الذي اعتبرته نصرا، يشعر بعض مواطنيها بالإحباط من أن قوات بلادهم توقفت عن القتال قبل استعادة السيطرة على ناغورني قره باغ بالكامل، بينما أبدى آخرون قلقهم من وصول قوات لحفظ السلام من روسيا التي هيمنت على المنطقة في العهد السوفييتي.