
بريطانيا تحذر من حرب مدمرة بين طهران وواشنطن
لندن - حذرت بريطانيا الثلاثاء على وقع تفاقم التوتر بين طهران وواشنطن بعد تصفية القوات الأميركية لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، من اندلاع حرب مدمرة تلقي بظلال وخيمة على المنطقة والعالم.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن "مبعث قلقنا هو أنه لو اندلعت حرب فستكون مدمرة للغاية"، مضيفا "نتطلع لنزع فتيل التوترات مع إيران".
كما قال راب "نعمل مع شركائنا الأميركيين وشركائنا في الاتحاد الأوروبي لذلك أسافر إلى بروكسل اليوم للتأكيد على أننا نبعث رسالة واضحة تماما وثابتة مفادها الحاجة لنزع فتيل التوتر.
وتابع "نحتاج لإيجاد مسار دبلوماسي بخصوص تهديدات إيران وعدم خسارة المكاسب صعبة المنال التي حققناها في مواجهة داعش فيما يتعلق بالعراق".
ودعت المملكة المتحدة إلى التهدئة بعد مقتل سليماني في ضربة جوية أميركية قائلة إن أي حرب مع إيران ستصب في مصلحة المتشددين في أنحاء الشرق الأوسط.
والثلاثاء يعقد وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا اجتماعاً في بروكسل لبحث الملفّ الإيراني وكذلك الوضع في ليبيا، حسب ما أفادت مصادر أوروبية.
ويأتي الاجتماع على وقع التصعيد الأميركي الإيراني، فيما يخشى الأوروبيون تأزم الوضع في ليبيا بعد أيام قليلة من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إرسال قوات إلى طرابلس وسط تحذيرات دولية من أن هذا الإجراء من شأنه أن يؤجج الحرب ويقوض مساعي تحقيق الاستقرار في البلد الذي يشهد اضطرابا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.
ويثير الوزراء الأوروبيون الذين سيجتمعون في بروكسل، التوتر في ليبيا والتصعيد بين إيران وأميركا مع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي الإسباني الجنسية جوزيب بوريل.

وسيعقد وزير الخارجية البريطاني وفق ما أعلنت الوزارة، لقاءً ثنائياً مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، قبل أن ينضمّ إليهما نظيراهما الإيطالي لويجي دي مايو والألماني هايكو ماس، لبحث الأزمة في ليبيا.
وسيناقش وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا بعدها التوتر بين الولايات المتحدة وإيران عقب مقتل الجنرال الإيراني، حسب ما قال المصدر نفسه.
وهذه الدول الثلاث هي من الأطراف المشاركة في الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني المبرم عام 2015 الذي قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب منه عام 2018، ما أطلق الأزمة بين واشنطن وطهران.
وبعد مقتل سليماني أعلن بوريل باسم الاتحاد الأوروبي الدعوة الجمعة إلى اجتماع استثنائي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.
وعبّر بوريل الاثنين عن "أسفه العميق" لإعلان إيران الأخير بشأن تخلّيها عن كل القيود المتعلّقة بتخصيب اليورانيوم.
من جهته، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الاثنين إيران إلى "تجنب مزيد من العنف والاستفزازات"، بعد اجتماع استثنائي عقده الحلف على مستوى سفراء دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل.
بدوره قال متحدث باسم الاتحاد الثلاثاء إن أكبر دبلوماسي في الاتحاد سيجتمع مع وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا في بروكسل اليوم الثلاثاء لبحث الوضع في ليبيا.
وأضاف المتحدث أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا قد تناقش بشكل منفصل موقفها من الاتفاق النووي الإيراني قبل اجتماع يحضره جميع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة.
وأخذ التوتر الإيراني الأميركي منحى تصاعديا أثار قلقا دوليا من نشوب حرب مفتوحة بين الطرفين، فيما هدد ترامب الأحد بضرب عشرات المواقع الإيرانية الحساسة ردا على تهديدات أطلقتها طهران ووكلائها في المنطقة بانتقام قاس من مقتل قاد فيلق القدس بالحرس الثوري.
والسب تعرضت السفارة الأميركية في بغداد إلى قصف صاروخي في هجمات يشتبه بأن كتائب 'حزب الله ' العراقي الموالية لإيران تقف وراءها.
وفي ظل اندلاع حرب تهديدات بين واشنطن وطهران أعلنت الأخيرة الأحد تنصلها من التزاماتها حيال الاتفاق النووية، مؤكدة أنها ستخصب اليورانيوم بلا قيود وفقا لاحتياجاتها التقنية.
وأثار الانتهاك الإيراني الجديد بشأن الملف النووي قلق الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق المبرم عام 2015 والذي يلزم طهران بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3.6 بالمئة.
ورد الرئيس الأميركي على تقليص إيران لالتزاماتها النووية الاثنين قائلا " إيران لن تمتلك إطلاقا أسلحة نووية".
ويبعث تصاعد التوترات المتناثرة بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة على القلق، مثيرا مخاوف دولية من أن تدفع الحرب بين الطرفين الاقتصاد العالمي نحو التأزم.
كما يعيش الشارع العراقي منذ مقتل سلماني والقيادي في فصائل الحشد الشعبي أبو ماجد المهندس، حالة من الهلع من أن تتحول العراق إلى ساحة حرب بالوكالة.
والأحد صوت البرلمان العراقي في جلسة طارئة شهدت تخلف الكتل النيابية السنية والكردية، على قانون يطالب القوات الأميركية بالرحيل، ما دفع ترامب إلى التهديد بفرض عقوبات اقتصادية على العراق، فيما ردت كتائب حزب الله العراقي على الرئيس الأميركي باستهداف صادرات نفط الخليج المتجهة إلى أميركا إذا فُرضت العقوبات.