بريطانيا تخفف إجراءات العزل متسلحة بنظام تتبع كورونا

رئيس الوزراء البريطاني يعلن عن إجراءات لتخفيف تدابير العزل لكنه حذّر من أن أن التغييرات المعلنة  ليست إلا "خطوات تجريبية صغيرة إلى الأمام".
جونسون: سيسمح بتجمع 6 أشخاص خارج المنازل وإعادة فتح المدارس
بريطانيا ستبدأ تدريجيا في تخفيف إجراءات العزل الأسبوع المقبل
شركات التجزئة ومعارض السيارات ستتمكن من معاودة أنشطتها

لندن - أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الخميس تخفيف إجراءات العزل العام المفروضة لاحتواء فيروس كورونا اعتبارا من الأسبوع المقبل.

وقال جونسون في مؤتمر صحفي إن سلطات انكلترا ستسمح بتجمع ما يصل إلى ستة أشخاص خارج المنازل كما سيعاد فتح المدارس تدريجيا اعتبارا من الاثنين المقبل.

وأضاف أن شركات التجزئة ومعارض السيارات ستتمكن من معاودة أنشطتها اعتبارا من يوم الاثنين لكنه نبه إلى أن التغييرات "خطوات تجريبية صغيرة إلى الأمام".

وقال خبراء الصحة إن الوضع متوازن مع انخفاض أعداد الإصابات الجديدة، لكنه لا يتحسن بوتيرة سريعة.

ويواجه رئيس الوزراء انتقادات بشأن تعامله مع الوباء الذي دفع بريطانيا لتسجيل ثاني أعلى حصيلة وفيات في العالم.

وأطلقت السلطات في انكلترا الخميس نظام "اختبار وتتبع"، أحدث سلاح مستخدم في معركة للحد انتشار فيروس كورونا المستجدّ في أحدى أكثر الدول تضررا في العالم.

وقال وزير الصحة مات هانكوك إنه "من الواجب المدني" على السكان الامتثال للقواعد الجديدة التي ستسعى لتعقب الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالفيروس.

وأفاد راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أنّه "من المهم للغاية لأي شخص يعاني من أعراض أن يعزل في المنزل على الفور وأن يخضع للاختبار وألا يغادر بيته".

وبموجب النظام الجديد، سيقوم فريق مؤلف من 25 ألف متتبع مدعومين بحوالي 20 ألف مختبر وسبعة آلاف عامل في القطاع الصحي، بإرسال رسائل نصية أو بريد إلكتروني أو الاتصال هاتفيا بالأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس وسؤالهم عن الأشخاص الذين كانوا على اتصال وثيق بهم.

ويجب على أي شخص يعتقد أنه معرض لخطر الإصابة أنّ يعزل نفسه ذاتيا، حتى لو لم يكن لديه أعراض.

وبالنسبة لمن تثبت إصابته، سيسأله الطبيب فورا عن الأشخاص الذين كانوا على "اتصال وثيق" به والذين سيُطلب منهم أيضا أن يعزلوا أنفسهم ذاتيا.

وأوضح هانكوك أنّ الاتصال الوثيق في هذه الحالة يعني أن تكون على بعد مترين من شخص مصاب لمدة 15 دقيقة أو على بعد متر واحد وجها لوجه، مضيفا "من مصلحة الجميع الالتزام بـنظام الاختبار والتتبع".

وتهدف الحكومة في البداية إلى أن تكون قادرة على تتبع دوائر اتصال عشرة آلاف شخص يوميا، فيما يعتمد المشروع على امتثال الأشخاص للقواعد ولا يتضمن فرض أي غرامات على من يرفضون التعاون.

ونفى هانكوك أنّ يكون المشروع تم تقويضه بسبب تصرفات دومينيك كامينغز.

أثار المستشار الخاص لرئيس الوزراء بوريس جونسون ردة فعل غاضبة بعد سفره إلى منزل عائلته في شمال إنكلترا (على بعد 425 كيلومترا من منزله) رغم القواعد الصارمة للحكومة للحد من الوباء الذي يلحظ عدم مغادرة المنزل دون أسباب استثنائية.

وادعى كبير المساعدين الذي عانى من أعراض كوفيد-19 في ذلك الوقت أثناء إصابة زوجته بالفيروس، أنه بحاجة إلى القيام بالرحلة للتأكد من أن لديه خيارات لرعاية ابنه البالغ أربع سنوات.

وذهب بعدها في رحلة أخرى بالسيارة إلى قلعة بارنارد على بعد أربعين كيلومترا من منزل عائلته بالسيارة والتي ادعى أنها كانت لاختبار دقة بصره قبل أن يقود سيارته إلى لندن.

وتم التخطيط لهذا النظام في الأصل للعمل جنبا إلى جنب مع تطبيق تعقب الهاتف الذكي الذي طورته خدمة الصحة الوطنية، لكن لا يزال قيد الاختبار. وسجلت بريطانيا أكثر من 46 ألف حالة وفاة جراء الفيروس بحلول منتصف مايو/ايار وهو بحسب الاحصاءات الرسمية أكبر عدد من الوفيات في أوروبا.

وتواجه الحكومة التي تقول إنّ عدد الوفيات المؤكدة جراء اختبار إيجابي للفيروس يبلغ 37460 حالة وفاة، انتقادات مستمرة بشأن طريقة تعاملها مع الأزمة.

ورغم بدء العمل بالنظام في إنكلترا، إلا أن الإدارات المفوضة في اسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية تتبنى مناهجها الخاصة.