بريطانيا تخفف تدابير الحجر الصحي عن بعض الوافدين

تفشي فيروس كورونا يتباطأ في معظم الدول الأوروبية، فيما تزداد وتيرته في القارة الأميركية، حيث تجاوزت الإصابات في أميركا اللاتينية تلك التي سجلتها أوروبا.
عدة دول لا تجري فحوصات كورونا إلا للحالات الأكثر خطورة
قطاع السياحة البريطاني يتنفس الصعداء مع تخفيف إجراءات العزل الصحي
في الولايات المتحدة لا يضع أشد مؤيدي ترامب الكمامات إلا نادرا

لندن - دفع تباطؤ وباء كوفيد-19 في أوروبا ببريطانيا الجمعة إلى رفع تدابير الحجر الصحي عن بعض الوافدين إليها، في وقت لا يزال هذا الاحتمال بعيدا جدا في القارة الأميركية حيث يواصل كورونا المستجدّ التفشي بشكل واسع.

وللمرة الأولى منذ ظهور الفيروس في الصين في ديسمبر/كانون الأول، تجاوزت أميركا اللاتينية الجمعة أوروبا في عدد الإصابات مع تسجيل أكثر من 2.7 مليون مصاب رغم أن أوروبا لا تزال القارة الأكثر تضررا جراء الوباء لناحية الوفيات مع قرابة مئتي ألف وفاة تليها الولايات المتحدة وكندا بـ137.421 وأميركا اللاتينية بـ121.662.

ولا تعكس هذه الأرقام إلا جزء من العدد الحقيقي للإصابات، إذ أن عدة دول لا تجري فحوصا إلاّ للحالات الأكثر خطورة، فيما تعطي دول أخرى أولوية في إجراء الفحوص لتتبّع مخالطي المصابين ويملك عدد من الدول الفقيرة إمكانات فحص محدودة.

وبريطانيا هي إحدى الدول الأكثر تضررا جراء الوباء بتسجيلها ما لا يقلّ عن 44 ألف وفاة، لكن عدد الإصابات تباطأ مؤخرا. ودفع ذلك بلندن الجمعة إلى بدء رفع القيود المفروضة خلال فترة العزل والتي استمرت ثلاثة أشهر.

ولن يُفرض حجر صحي إلزامي على المسافرين القادمين من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا اعتبارا من العاشر من يوليو/تموز.

لكن لتفادي حصول أي التباس، أوضحت الحكومة أن هذه الإعفاءات لا تعني إلا الوافدين إلى بريطانيا وسيُفرض حجر صحي إلزامي على الوافدين إلى اسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية تحت طائلة فرض غرامة مالية.

وأشادت مديرة المكتب الرسمي للسياحة في المملكة المتحدة بما اعتبرته "دفعة في الوقت المناسب لقطاع السياحة في وقت ندخل في ذروة الموسم". ورحّبت شركة ايزي جيت للطيران بالأمر معتبرةً أنها "خطوة مهمة".

دول أميركا اللاتينية تسجل ازديادا بوتيرة مقلقة لعدد الوفيات بكورونا
دول أميركا اللاتينية تسجل ازديادا بوتيرة مقلقة لعدد الوفيات بكورونا

ووفق مقتطفات من خطاب سيلقيه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الجمعة ونشرها مكتبه مسبقا، سيقول جونسون "في وقت نتجاوز هذه المرحلة المقبلة وهي الأكبر حتى اليوم في مسار استئناف النشاط، أحضّ الشعب البريطاني على القيام بذلك بكل أمان".

وفي حين يتمّ تأكيد تباطؤ الوباء في أوروبا، حيث يُسجّل تراجع في أعداد إصابات في كافة الدول الأوروبية، يبدو الوباء أكثر نشاطا من أي وقت مضى في الجهة الأخرى من الأطلسي.

وبلغت الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضررا جراء الوباء (128 677 وفاة)، مستوى قياسيا الخميس مع تسجيل 53069 إصابة في 24 ساعة ما يرفع عدد الإصابات الإجمالي إلى أكثر من 2.74 مليون، وفق جامعة جونز هوبكنز.

وحذّر كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنطوني فاوتشي من أن حصيلة الإصابات اليومية بكوفيد-19 قد ترتفع إلى مئة ألف ما لم تتّخذ تدابير جديدة لاحتواء الجائحة وأقرّ بأن المرض في البلاد خارج عن السيطرة.

في تكساس، أرغم تزايد عدد الإصابات الجديدة الحاكم الجمهوري غريغ أبوت وهو حليف الرئيس دونالد ترامب، على جعل وضع الكمامات إلزاميا في الأماكن العامة.

وقال أبوت في بيان "يمكننا إبقاء الشركات مفتوحة وتطوير اقتصادنا كي يتمكن سكان تكساس من الاستمرار في كسب عيشهم، لكن ذلك يتطلب من كل شخص بيننا أن يلعب دورا لحماية بضعنا، ما ينطوي على تغطية الوجه في الأماكن العامة".

وفرض وضع الكمامات بشكل إلزامي ليس أمرا سهلا في الولايات المتحدة إذ أن ذلك بات مؤشرا على الانتماء السياسي في هذا البلد.

ولا يضع أشد مؤيدي ترامب الكمامات إلا نادرا، فيما يتحدث آخرون عن حريتهم الشخصية. وقُتل حارس بسبب طلبه من زبون تغطية وجهه قبل الدخول إلى متجر.

وتدخل الولايات المتحدة الجمعة في عطلة نهاية أسبوع حساسة جدا إذ أن يوم السبت يُصادف يوم العيد الوطني في الرابع من يوليو/تموز الذي يتّسم تقليديا بلقاءات عائلية أو تجمعات كبيرة لحضور الألعاب النارية.

وسجّلت البرازيل من جهتها الخميس أكثر من 48 ألف إصابة جديدة و1252 وفاة إضافية، ما يرفع حصيلة الوباء في البلاد إلى 61884 وفاة وقرابة 1.5 مليون إصابة.

ورغم ذلك، أعادت مطاعم ومقاهي وحانات ريو دي جانيرو فتح أبوابها الخميس بعد ثلاثة أشهر من الإغلاق، في خطوة يعتبرها الخبراء سابقة لأوانها.

وتجاوزت البيرو الخميس عتبة العشرة آلاف وفاة بحسب وزارة الصحة، في الأسبوع الذي تبدأ فيه البلاد رفع تدابير العزل بشكل تدريجي في بعض المناطق بينها العاصمة ليما.

في الصين، أعلنت سلطات بكين التي شهدت عددا قياسيا في عدد الإصابات بكوفيد-19 في منتصف يونيو/حزيران رفع معظم القيود المفروضة على مغادرة المدينة بزعم أنها أوقفت العدوى.

وبعد شهرين دون تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا، وهي نتيجة منسوبة إلى إجراءات صحية صارمة، شهدت المدينة التي يبلغ عدد سكانها 21 مليون نسمة فجأة تضاعفا في عدد الإصابات بالوباء الشهر الماضي.

وأوضحت البلدية أن هذه القيود سترفع بدءا من منتصف ليل السبت (3:00 بعد الظهر بتوقيت غرينتش)، في حين أصبحت الحصيلة اليومية للإصابات الجديدة بكوفيد-19 في بكين منخفضة.

وأودى تفشي الوباء بحياة ما لا يقل عن 521384 شخصا في العالم، حسب مصادر رسمية حتى الجمعة.