بريطانيا ترفض المقارنة بين الناقلتين في هرمز وجبل طارق

هانت: غريس1 احتجزت قانونيا بسبب انتهاك العقوبات الاوروبية لكن ستينا إمبيرو احتجزت في مياه عمان ثم اجبرت على التوجه الى ايران.
فرنسا وألمانيا تدينان احتجاز الناقلة البريطانية
طهران: سفينة حربية بريطانية حاولت منع احتجاز الناقلة

لندن - رفض وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أي مقارنة بين وضع الناقلة البريطانية المحتجزة منذ الجمعة في مضيق هرمز وما جرى للناقلة الايرانية التي احتجزت قبالة جبل طارق في الرابع من تموز/يوليو.
ويرى الغرب احتجاز الحرس الثوري الإيراني للناقلة في أهم ممر ملاحي في العالم لتجارة النفط على أنه تصعيد عسكري بعد ثلاثة أشهر من المواجهات التي دفعت بالفعل الولايات المتحدة وإيران إلى شفا الحرب.
وجاء ذلك بعد أن هددت طهران بالرد على احتجاز ناقلتها غريس1 المتهمة بانتهاك عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا.
وأعلن هانت السبت أن لندن ترغب في "خفض" التوتر مع ايران، إثر اجتماع أزمة حكومي خصص لبحث احتجاز طهران ناقلة النفط البريطانية ستينا إمبيرو في مضيق هرمز.
لكنه لفت الى ان غريس1 احتجزت "قانونيا في مياه جبل طارق لانها كانت تنقل النفط نحو سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الاوروبي"، في حين أن ستينا إمبيرو  "احتجزت في مياه عمان في انتهاك صارخ للقانون الدولي، ثم اجبرت على التوجه الى ايران".

هانت بعد اجتماع أزمة حكومي: لندن ترغب بخفض التوتر مع ايران
هانت بعد اجتماع أزمة حكومي: لندن ترغب بخفض التوتر مع ايران

وصرح للصحافيين "إنه أمر مرفوض تماما. هذا يثير تساؤلات جدية حول أمن السفن البريطانية والنقل الدولي في مضيق هرمز".
وكتب هانت على تويتر أن "ستينا إمبيرو" تم احتجازها "في انتهاك واضح للقانون الدولي".
واوضح هانت أن الحكومة ستبلغ النواب البريطانيين الاثنين بـ"اجراءات اضافية" تعتزم بريطانيا اتخاذها.
وفي وقت سابق السبت قال إن "اولويتنا تبقى ايجاد سبيل لاحتواء الوضع. لهذا السبب، اتصلت بوزير الخارجية الايراني" محمد جواد ظريف.
وشدد على "أننا نحتاج (في موازاة ذلك) الى رؤية آلية" تهدئة من الجانب الايراني، "نحتاج الى الافراج عن هذه السفينة وسنظل قلقين جدا على أمن افراد الطاقم الـ23".
وبث الحرس الثوري الإيراني شريطا مصورا على الإنترنت يظهر زوارق سريعة وهي تتوقف بجوار الناقلة ستينا إمبيرو وكان اسمها ظاهرا بوضوح في الشريط المصور.
كما أظهرت اللقطات أفرادا ملثمين من الحرس الثوري يحملون مدافع رشاشة وهم ينزلون على سطحها من طائرة هليكوبتر وهو ذات الأسلوب الذي استخدمه مشاة البحرية الملكية البريطانية أثناء احتجاز ناقلة إيرانية قبالة ساحل جبل طارق قبل أسبوعين.
ونقلت وكالة فارس للأنباء عن البريغادير جنرال رمضان شريف المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني قوله السبت إن سفينة حربية كانت ترافق الناقلة ستينا إمبيرو التي ترفع علم بريطانيا وحاولت منع إيران من احتجازها. وأضاف أن الحرس الثوري تمكن من اصطحاب الناقلة للساحل على الرغم من "مقاومة وتدخل" السفينة الحربية البريطانية. ولم يتسن رؤية أي سفينة حربية بريطانية في الفيديو الذي نشره الحرس الثوري.

ايران تستخدم نفس أسلوب مشاة البحرية البريطانية مع الناقلة غريس1
ايران تستخدم نفس أسلوب مشاة البحرية البريطانية مع الناقلة غريس1

وذكرت وكالة أنباء فارس أن الحرس الثوري سيطر على الناقلة ستينا إمبيرو في مضيق هرمز الجمعة بعد تصادمها بقارب صيد إيراني وتجاهلها لنداء الاستغاثة الذي أطلقه.
ونقلت الوكالة عن الله مراد عفيفي بور المدير العام للموانئ والملاحة البحرية بإقليم هرمزكان في جنوب إيران قوله إن الناقلة، التي لا تحمل شحنة على متنها، ستبقى مع طاقمها، المؤلف من 23 فردا من بينهم 18 هنديا، في ميناء بندر عباس لحين الانتهاء من التحقيق في الحادث.
ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن ظريف قوله لنظيره البريطاني هنت هاتفيا أن قضية احتجاز الناقلة ستينا إمبيرو التي ترفع علم بريطانيا يجب أن تمر عبر عملية قانونية لأنها خالفت قواعد الملاحة البحرية.
ومضيق هرمز هو الممر الوحيد لأغلب صادرات النفط من الشرق الأوسط وتسبب احتجاز الناقلة في ارتفاع حاد في أسعار النفط. وحذرت الولايات المتحدة، التي شددت العقوبات المفروضة على إيران في مايو/أيار بهدف وقف صادراتها النفطية بالكامل، من التهديد الإيراني للملاحة عبر المضيق لأشهر.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية السبت عن بيان نشرته شركة سوناطراك النفطية أن الناقلة مصدر، التي تمتلكها الشركة وشهدت أيضا صعود جنود إيرانيين على متنها الجمعة، أجبرت على تحويل مسارها صوب إيران لكن سمح لها بعد ذلك باستئناف رحلتها عبر المضيق.
وانضمت فرنسا وألمانيا إلى بريطانيا في إدانة احتجاز الناقلة.
والدول الثلاث من الموقعين على الاتفاق النووي المبرم مع إيران في عام 2015 والذي قوضته واشنطن بانسحابها منه العام الماضي مما دفع العلاقات الهشة أصلا بين إيران والغرب لمزيد من التراجع.
وبموجب الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن في 2018، وافقت إيران على تقييد أنشطتها النووية، التي اعتبرها الغرب لوقت طويل غطاء لتطوير قنابل نووية، مقابل رفع العقوبات. لكن الولايات المتحدة أعادت فرض العقوبات مما أضر بشدة بالاقتصاد الإيراني.
وقال هانت في وقت سابق إن رد لندن على احتجاز الناقلة سيكون "مدروسا لكن قويا"، وإن بريطانيا ستضمن سلامة نقلها البحري.
وكان هنت قد ذكر الجمعة أن التوصل إلى حل سيكون بالطرق الدبلوماسية وأن لندن "لا تبحث خيارات عسكرية". وقالت حكومة بريطانيا إنها نصحت بابتعاد عمليات النقل البحري البريطانية عن منطقة مضيق هرمز لفترة مؤقتة.
وشهدت الشهور الثلاثة الماضية تصعيدا دفع بالولايات المتحدة وإيران أقرب من أي وقت مضى من المواجهة العسكرية المباشرة. وفي يونيو/حزيران أسقطت ايران طائرة مسيرة أميركية وأمر ترامب بشن هجمات جوية ردا على ذلك ثم ألغاها قبل دقائق فقط من شنها.
ووجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى إيران في سلسلة هجمات على الشحن حول مضيق هرمز منذ منتصف مايو/أيار. 
وأعلنت واشنطن الجمعة ارسال قوات وموارد عسكرية إلى السعودية للمرة الأولى منذ الغزو الأميركي للعراق في 2003.