بريطانيا تشكو مطاردة ايران لناقلة النفط في المياه العُمانية

ظريف يدافع عن احتجاز ستينا امبيرو ويعتبر قضية غريس1 في جبل طارق قرصنة بريطانية.
سلطنة عمان تدعو ايران الى الإفراج عن الناقلة البريطانية
ديلي تيلغراف: بريطانيا تدرس فرض عقوبات على ايران

نيويورك - قالت بريطانيا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة السبت إن ناقلة ترفع العلم البريطاني احتجزتها إيران اقتربت منها قوات إيرانية عندما كانت في المياه العُمانية وإن هذا العمل "يمثل تدخلا غير قانوني".
وتجاهلت طهران حتى الساعة الدعوات التي وجّهها السبت الأوروبيون لمطالبتها بالإفراج عن ناقلة النفط ستينا امبيرو في مضيق هرمز، في خطوة وصفتها بريطانيا بأنها "خطيرة" واستدعت على خلفيتها القائم بالأعمال الإيراني ونصحت على أثرها سُفنها بتجنب المضيق.
وكتبت بعثة بريطانيا في الأمم المتحدة في رسالة لمجلس الأمن الدولي "كانت السفينة تمارس حق العبور القانوني في مضيق دولي بما يكفله القانون الدولي. يشترط القانون الدولي عدم عرقلة حق المرور، وبالتالي فإن الإجراء الإيراني يمثل تدخلا غير قانوني".
وبٌعثت الرسالة أيضا إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وحثت سلطنة عمان إيران الأحد على السماح بمغادرة ستينا إمبيرو. وأفاد تلفزيون عمان بأن السلطنة دعت أيضا جميع الأطراف إلى ضبط النفس وحل الخلافات بالطرق الدبلوماسية.
وقال تلفزيون عمان على تويتر "السلطنة تدعو إلى عدم تعريض هذه المنطقة إلى مخاطر تؤثر على حرية الملاحة".
وينظر الغرب إلى الحادث الذي وقع يوم الجمعة في أهم ممر مائي لتجارة النفط العالمية على أنه تصعيد كبير بعد ثلاثة أشهر من المواجهة التي دفعت إيران والولايات المتحدة بالفعل إلى شفا الحرب.
ويأتي ذلك بعد تهديدات من طهران بالرد على احتجاز بريطانيا للناقلة الإيرانية غريس1 في الرابع من يوليو/تموز بتهمة انتهاك العقوبات المفروضة على سوريا.
ورفض وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أي مقارنة بين وضع الناقلة ستينا امبيرو المحتجزة منذ الجمعة في مضيق هرمز وما جرى للناقلة الايرانية غريس1 التي احتجزت قبالة جبل طارق في الرابع من تموز/يوليو.
وقال هانت للصحافيين في لندن بعد اجتماع ازمة حكومي ان غريس1 احتجزت "قانونيا في مياه جبل طارق لانها كانت تنقل النفط نحو سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الاوروبي"، في حين أن ستينا إمبيرو "احتجزت في مياه عمان في انتهاك صارخ للقانون الدولي، ثم اجبرت على التوجه الى ايران".

تهديد الملاحة أثناء العمل القانوني في ممرات النقل المعترف بها دوليا غير مقبول ويمثل تصعيدا كبيرا

وقالت بريطانيا في الرسالة الموجهة الى مجلس الأمن "التوترات الحالية مثيرة للقلق للغاية وأولويتنا تنصب على التهدئة ولا نسعى للمواجهة مع إيران. لكن تهديد الملاحة أثناء العمل القانوني في ممرات النقل المعترف بها دوليا غير مقبول ويمثل تصعيدا كبيرا".
ودعت بريطانيا إيران إلى الإفراج عن الناقلة ستينا إمبيرو وأبلغت مجلس الأمن أنها تعمل على حل القضية بالسبل الدبلوماسية.
الى ذلك، ذكرت صحيفة ديلي تليغراف أن وزراء بريطانيين يضعون خططا تهدف إلى فرض عقوبات على إيران.
وقالت الصحيفة أن من المتوقع أن يعلن وزير الخارجية البريطاني إجراءات دبلوماسية واقتصادية الأحد بما في ذلك احتمال تجميد أصول ردا على الواقعة.
وقالت الصحيفة إن بريطانيا قد تدعو الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضا إلى إعادة فرض عقوبات على إيران بعد رفعها في 2016 عقب إبرام اتفاق بشأن برنامج إيران النووي.
واحتجزت إيران الناقلة قبالة مرفأ بندر عباس في خطوة بررتها السلطات الإيرانية بالقول إنّ السفينة لم تستجب لنداءات استغاثة وأطفأت أجهزة إرسالها بعد اصطدامها بسفينة صيد.
وجاءت هذه الحادثة بعد ساعات من إعلان محكمة في جبل طارق تمديد احتجاز ناقلة نفط إيرانية لثلاثين يوماً بعد أسبوعين من ضبطها في عملية شاركت بها البحرية الملكية البريطانية، للاشتباه بأنّها كانت متوجّهة إلى سوريا لتسليم حمولة من النفط في انتهاك لعقوبات أميركية وأوروبية.
وعلى تويتر دافع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن احتجاز طهران للسفينة التي ترفع العلم البريطاني معتبرا ان "على العكس من القرصنة في مضيق جبل طارق، ما قمنا به في الخليج هو فرض احترام القانون البحري".
ودعت فرنسا وألمانيا السبت السلطات الإيرانية إلى الإفراج بلا تأخير عن الناقلة، فيما رأت برلين أن احتجازها يشكل "تصعيداً إضافياً لوضع متوتر أصلاً"، وذلك بعدما نددت واشنطن بما اعتبرته "تصعيدا للعنف" من جانب طهران.
وأعربت وزارة خارجية الاتحاد الأوروبي عن قلقها البالغ إزاء احتجاز طهران لناقلة النفط، محذّرةً من أن "هذا التطوّر يُفاقم مخاطر حصول تصعيد جديد في ظل التوتر الشديد القائم".
وقال حلف شمال الأطلسي بدوره، إنّه "يدعم جميع الجهود الدبلوماسية من أجل ايجاد حل لهذا الوضع".
وازداد التوتر في منطقة الخليج منذ أيار/مايو، ولا سيما مع سلسلة هجمات على ناقلات نفط في المنطقة اتهمت واشنطن إيران بالوقوف خلفها. وفي حزيران/يونيو، ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضربات جوية ضد إيران في اللحظة الأخيرة، بعدما أسقطت الجمهورية الإسلامية طائرة مسيرة أميركية.