بعد ثلاثة أيام تتضح تفاصيل لقاء القمة بين ترامب وكيم

الرئيس الأميركي يحيط مكان اللقاء المرتقب مع زعيم كوريا الشمالية بهالة من الغموض فيما تشير كل المؤشرات على أنه سيعقد قريبا لكن ليس في المنطقة منزوعة السلاح على الحدود بين الكوريتين.

بيونغيانغ تفرج عن ثلاثة أميركيين في بادرة حسن نية
الرئيس الأميركي يريد اظهار اهتمامه بملف كوريا الشمالية النووي
واشنطن لن تتفاوض على سحب قواتها من شبه الجزيرة الكورية

واشنطن - أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء أن تفاصيل القمة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ستعلن خلال ثلاثة أيام، ونفى التوصل إلى اتفاق على عقدها في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين.

وقال ترامب، الذي كان قد أشار في السابق إلى المنطقة منزوعة السلاح وسنغافورة كمكانين محتملين للقمة التاريخية، إن المكان والزمان سيعلنان "خلال ثلاثة أيام".

وجاءت تصريحات ترامب عقب افراج كوريا الشمالية عن ثلاثة أميركيين كانوا معتقلين في كوريا الشمالية، وهو هي الخطوة التي رحب بها ترامب ووصفها بأنها "بادرة حسن نية".

وغداة قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران الذي كان وقعه سلفه باراك أوباما، أراد الرئيس الأميركي أن يظهر أنه مهتم أيضا بملف آخر كبير مرتبط بالتهديد النووي.

وكتب في تغريدة "يسعدني ابلاغكم أن وزير الخارجية مايك بومبيو يحلق حاليا عائدا من كوريا الشمالية مع ثلاثة أميركيين رائعين يتحرق الجميع للقائهم".

وأضاف "يبدو أنهم بصحة جيدة" ولم يخف تلهفه لاستقبالهم شخصيا عند وصولهم إلى قاعدة اندروز العسكرية قرب واشنطن الساعة الثانية من صباح الخميس (06:00 ت غ).

وكانت كوريا الشمالية اوقفت في الماضي أميركيين أفرجت عن معظمهم اثر تدخلات. وزار الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون في 2009 بيونغ يانغ ساعيا للإفراج عن صحافيين حكم عليهما بالسجن 12 عاما لاجتيازهما حدود كوريا الشمالية بشكل غير شرعي.

وأوضح ترامب أن بومبيو الذي التقى الرئيس الكوري الشمالي لمدة 90 دقيقة اجرى "لقاء جيدا" مع كيم يونغ اون.

وأكد مجددا أن موعد اجتماعه بالرئيس الكوري الشمالي ومكانه تم تحديدهما.

وكان الرئيس الأميركي تحدث في الأسابيع الأخيرة عن مكانين محتملين لهما رمزية هما المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل الكوريتين والتي شهدت نهاية ابريل/نيسان لقاء رئيسي الكوريتين، أو سنغافورة.

وخلال قمة رئيسي كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية أكد القائدان التزامهما بـ"هدف مشترك" يتمثل في "نزع كامل للسلاح النووي" في شبه الجزيرة الكورية، لكن بصرف النظر عن هذا الاعلان غير الواضح لا تزال هناك الكثير من الاسئلة المعلقة.

والتقى الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ اون الثلاثاء نظيره الصيني شي جيبينغ للمرة الثانية في ستة أسابيع في تجسيد لجهود الحليفين لدفع العلاقات بينهما.

وبحسب وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية فإن الرئيس الكوري الشمالي قال للرئيس الصيني إن بلاده لا تحتاج أن تكون دولة نووية "اذا تخلت الأطراف المعنية عن سياساتها المعادية وتهديدها لأمن" بيونغيانغ.

كما عبر كيم عن الرغبة في أن تعتمد بيونغيانغ وواشنطن "اجراءات بمراحل منسقة" ملمحا إلى أن كوريا الشمالية تريد اتفاق معاملة بالمثل.

وجاء الانفراج الخاطف لمناسبة الالعاب الاولمبية الشتوية في كوريا الجنوبية بعد فترة توتر شديد في شبه الجزيرة الكورية، وبعد أن تبادل كيم وترامب شتائم شخصية وتهديدات مروعة.

واشاد العديد من النواب الأميركيين بالإفراج عن الأميركيين.

وكيم دونغ-شول هو رجل أعمال وقس أميركي مولود في كوريا الجنوبية اعتقل في الشطر الشمالي منذ العام 2015 بعدما ذكرت تقارير أنه حصل على شريحة الكترونية لحفظ البيانات تتضمن معلومات متعلقة بملف بيونغيانغ النووي وغيرها من المعلومات العسكرية من جندي كوري شمالي سابق. وحكم عليه بالسجن عشر سنوات مع الأشغال الشاقة في 2016.

أما كيم هاك-سونغ وكيم سانغ-دوك (المعروف باسم توني كيم)، فكانا يعملان في جامعة بيونغيانغ للعلوم والتكنولوجيا التي أسسها مسيحيون انجيليون أجانب واعتقلا في 2017 للاشتباه بقيامهما بـ"أعمال عدائية".

وفي تطور آخر، قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الأربعاء إن وجود القوات الأميركية في كوريا الجنوبية لن يكون جزء من المفاوضات المبدئية مع كوريا الشمالية.

وجاءت تصريحاته قبل محادثات متوقعة بين ترامب وكيم جونج أون.

وقال ماتيس خلال جلسة لمجلس الشيوخ "هذا الأمر غير مطروح على الطاولة خلال المفاوضات الأولية".

ووصف القوات التي يبلغ قوامها 28500 جندي أميركي في شبه الجزيرة الكورية بأنه "وجود يحقق الاستقرار".