بغداد تبحث تدابير 'صارمة' لمنع تكرار الهجمات الصاروخية

مجلس الأمن الوطني العراقي يعقد اجتماعا طارئا برئاسة رئيس الوزراء عقب هجمات صاروخية استهدفت مطار بغداد الدولي دون تسجيل خسائر تذكر.
الصدام بين الكاظمي وميليشيات إيران يبدو حتميا لكنه مؤجل إلى حين
بغداد تؤكد على ضرورة الحفاظ على الطابع السلمي للاحتجاجات

بغداد - وجه مجلس الأمن الوطني العراقي اليوم الثلاثاء على اثر جلسة طارئة عقدها برئاسة رئيس الوزراء القائد الأعلى للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، باتخاذ تدابير صارمة لمنع تكرار الهجمات الصاروخية على مطار بغداد الدولي والتي يعتقد أن ميليشيات شيعية موالية لإيران تقف وراءها.

ووجه أيضا بحماية المنطقة الخضراء التي تضم مقار حكومية وأخرى لبعثات دبلوماسية أجنبية وأيضا المناطق والمواقع التي يتواجد فيها عادة جنود أميركيون.

وكانت جلسات التفاوض بين واشنطن وبغداد ضمن الحوار الاستراتيجي الأميركي العراقي قد ناقشت قبل أيام تقليص الوجود العسكري الأجنبي في العراق وأيضا ضمان الحكومة العراقية حماية القوات والمصالح الأجنبية.

ولاتزال علاقة الكاظمي الذي تولى منصبه قبل فترة قصيرة، مع ميليشيات إيران، متوترة ومرشحة للصدام، إلا أن طهران التي بدأت تدرس تغيير إستراتيجيتها المتشددة في التعامل مع العراق إلى الدبلوماسية الهادئة والبراغماتية، نجحت حتى الآن في الحيلولة دون الصدام بين الطرفين.

وتبقي إيران على ورقة الميليشيات للضغط على الحليف العراقي وأيضا للضغط على الولايات المتحدة التي تحتفظ بوجود عسكري في العراق وفي الخليج.

وتتهم واشنطن الميليشيات العراقية الشيعية بالوقوف وراء هجمات صاروخية استهدفت جنودها في عدد من القواعد العسكرية.

وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي الثلاثاء أن الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الوطني، خُصص لمناقشة الأوضاع العامة ومستجدات الأحداث الأمنية في البلاد.

وأوضح في بيان نشر على صفحته الرسمية بفيسبوك أن الاجتماع ناقش اعتداءات إطلاق الصواريخ المتكررة على المنطقة الخضراء ومطار بغداد الدولي، معربا عن "إدانته الكاملة لتلك الهجمات التي تهدد الأمن الوطني والمصالح الوطنية للبلد وتسيء لمكانة العراق دوليا".

وبحسب المصدر ذاته وجه مجلس الأمن الوطني الأجهزة الأمنية للقيام بتكثيف الجهود الاستخباراتية و"اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة وملاحقة مرتكبي هذه الأعمال"، مؤكدا أيضا رفضه أي استهداف للمطارات والمعسكرات والمواقع الحكومية ومقار البعثات الدبلوماسية الأجنبية.

كما ناقش المجلس ضرورة التعامل بمهنية مع الاحتجاجات في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات العراقية الأخرى والحرص على حماية طابعها السلمي.

وكانت قوات الأمن العراقية قد أعلنت صباح الثلاثاء عن سقوط ثلاثة صواريخ خلال الليل قرب مطار بغداد دون التسبب بأي أضرار، في رابع هجوم من نوعه في غضون نحو أسبوع.

وتحدث بيان للجيش العراقي عن سقوط ثلاثة صواريخ من نوع كاتيوشا بعد منتصف ليلة أمس الاثنين في محيط مطار بغداد الدولي دون خسائر تذكر. وتمتلك ميليشيات عراقية موالية لإيران من بينها كتائب حزب الله العراقي، صواريخ من نوع كاتيوشا.

وأضاف أنها أطلقت من حي المكاسب (جنوب غرب بغداد) واستخدمت الجهات التي نفذت الهجوم "قواعد خشبية لإطلاق الصواريخ" عثرت قوات الأمن عليها "ووجد فيها صواريخ متبقية تم إبطالها".

ويأتي الهجوم الأخير بعد سلسلة حوادث مشابهة بما فيها هجوم صاروخي في 13 يونيو/حزيران استهدف قاعدة شمال بغداد تتمركز فيها قوات تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وفي الثامن من يونيو/حزيران، ضرب صاروخان أراضي مجمّع مطار بغداد بينما سقط صاروخ غير موجّه قرب مقر السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء.

ونادرا ما تتبنى أي جهة هذا النوع من الهجمات، لكن واشنطن تحمّل الفصائل العراقية المسلّحة الموالية لإيران مسؤوليتها.

ومنذ أواخر العام 2019، استهدف أكثر من 30 صاروخا منشآت عراقية تستضيف دبلوماسيين أو جنودا أجانب.

وبلغ التوتر ذروته في يناير/كانون الثاني عندما قتلت الولايات المتحدة قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس بغارة نفّذتها طائرة مسيّرة في بغداد.

وكردّ على تلك العملية، صوّت النواب الشيعة في البرلمان العراقي على إنهاء وجود القوات الأجنبية في البلاد بينما هددت واشنطن بفرض عقوبات مشددة على بغداد.

وفي أواخر مارس/آذار، تراجعت حدة السجال بينما تباطأت وتيرة الهجمات الصاروخية بشكل كبير، لكنها تسارعت مجددا الأسبوع الماضي وسط استعداد الولايات المتحدة والعراق لعقد محادثات ثنائية.

وتهدف المحادثات التي انطلقت في 11 يونيو/حزيران إلى وضع إطار عمل لتواجد القوات الأميركية في البلاد وتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية.

وكجزء من الحوار الاستراتيجي بين البلدين، تعهّدت واشنطن بمواصلة خفض عديد جنودها في البلاد البالغ نحو 5200 العام الماضي.

في الأثناء، تعهّد العراق بأن يحمي على أراضيه العسكريين المنضوين في التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم الدولة الإسلامية.