بغداد تعطي الضوء الأخضر للناتو لتعزيز مهمته في العراق

أعضاء الناتو يناقشون الجمعة عدد القوات التي سيتم نقلها من التحالف إلى مهمة الحلف الأطلسي وتفاصيل أنشطة التدريب، في ميونخ على هامش مؤتمر الأمن.

بروكسل - وافقت الحكومة العراقية على أن تتولى مهمة حلف شمال الأطلسي بعض أنشطة التدريب التي كان يؤمنها التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية بقيادة واشنطن.

وقال ينس ستولتنبرغ الأمين العام للناتو الخميس خلال ندوة صحافية عقب اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف إن "الحكومة العراقية أكدت لنا رغبتها في أن يواصل حلف شمال الأطلسي مهمته في تدريب وتكوين القوات العراقية".

وكانت موافقة بغداد شرطا وضعه بعض حلفاء الولايات المتحدة للموافقة على تعزيز مهمة الحلف في العراق بوحدات من التحالف الدولي مكلفة باستئناف بعض أنشطته في مستوى تقديم المشورة للقوات العراقية وتدريبها.

وتلقى ستولتنبرغ الموافقة مكتوبة خلال المساء، وفق مصادر دبلوماسية.

لكن لم يرغب الأمين العام للحلف في تقديم تفاصيل أخرى حول الموضوع خلال الندوة الصحافية، كما رفض وزير الدفاع الأميركي مارك اسبر الحديث عن الموضوع خلال مداخلته.

وصادقت دول حلف شمال الأطلسي الأربعاء على مبدأ تولي بعض أنشطة التدريب التي يؤمنها لتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال ستولتنبرغ إن "عدد القوات التي سيتم نقلها من التحالف إلى مهمة الحلف الأطلسي وتفاصيل أنشطة التدريب التي ستستأنفها المهمة، ستناقش يوم الجمعة في ميونخ من أعضاء الحلف على هامش مؤتمر الأمن".

وأكدت إسبانيا الأربعاء موافقتها على تخصيص جزء من وحداتها لبعثة الحلف التي يبلغ عدد عناصرها حاليا 500 عنصر يعملون تحت قيادة كندية. وقالت مصادر دبلوماسية إن دولا أخرى وافقت على نقل قوات.

وتعطلت الشهر الماضي أنشطة بعثة حلف شمال الأطلسي، تزامنا مع تعطل عمليات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية الذي تقوده واشنطن.

وجاء ذلك عقب قرار البرلمان العراقي مطالبة القوات الأجنبية بمغادرة البلاد احتجاجا على اغتيال قائد فيلق القدس تابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بقصف طائرة مسيرة أميركية قرب مطار بغداد في 3 كانون الثاني/يناير.

ويقوم الحلف والتحالف بمهمتين غير قتاليتين "للتدريب وتقديم الاستشارات" بهدف تطوير قوات الأمن العراقية، لكن المهمتين علقتا بسبب مخاوف تتعلق بالاستقرار الإقليمي بعد تصفية سليماني.

وبعد تلك الضربة الجوية، طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب حلف الأطلسي الذي تأسس عام 1949 باحتواء التهديد العسكري للاتحاد السوفيتي آنذاك، ببذل مزيد من الجهد في الشرق الأوسط دون أن يحدد بشكل علني ما يعنيه بذلك.

وتوقع دبلوماسيان أن يرتفع عدد مدربي الحلف في العراق إلى ألفي مدرب، لكن ذلك لن يمثل زيادة من القوات الغربية في العراق بشكل خالص لأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سيعيد تعيين مدربين.

ورمزيا فإن التحالف ضد داعش بقيادة واشنطن خارج هياكل حلف الأطلسي، لكن وضع المزيد من الأفراد تحت علم الحلف من شأنه أن يقوِي التدريب في العراق ويمكن أن يجعله على مدى أطول، كما يعزز وجود الحلف في المنطقة.