بلجيكا تقبل عن مضض استعادة أطفال وزوجات جهاديين

قرار بروكسل استعادة 10 أطفال ولدوا في سوريا لمقاتلين بلجيكيين في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية يأتي تنفيذا لأمر قضائي وليس رغبة في استعادتهم.  
تحذيرات من جيل من المتشددين الأجانب إذا تركوا في سوريا
فرنسيتان في مخيم للاجئين في حالة صحية حرجة
الحكومات الأوروبية تتردد في استعادة أبنائها من الجهاديين الأجانب
وضع صحي كارثي في مخيم الهول أكبر مخيمات اللجوء في سوريا

بروكسل - قال رئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دي كرو اليوم الخميس إن بلاده سوف تستعيد أطفالا محتجزين في مخيم للاجئين في سوريا تنفيذا لحكم محكمة صدر عام 2019 إلى جانب بعض الأمهات على أساس كل حالة على حدة.

وكانت أوروبا قد أعلنت مثل الولايات المتحدة، استعدادها لتسلم ورعاية بعض القاصرين الذين توجهت عائلاتهم إلى سوريا للمشاركة في القتال إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية خشية أن يؤدي تركهم في المخيمات إلى خلق جيل جديد من المتشددين.

لكن الحكومات لا تزال مترددة في ذلك في ظل عدم وجود تعاطف مع عائلات المتشددين في أوروبا بعد الصدمة التي خلفتها هجمات المتطرفين في القارة على مدى العقد الماضي.

وكانت محكمة في بروكسل قد أمرت الحكومة البلجيكية في ديسمبر/كانون الأول 2019 بالمساعدة في استعادة عشرة أطفال ولدوا في سوريا لمقاتلين بلجيكيين في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، لكن بلجيكا لم تعدهم حتى الآن.

ويعيش الأطفال في مخيم الهول للاجئين في شمال شرق سوريا الخاضع لسيطرة الأكراد.

وقال دي كرو للبرلمان البلجيكي اليوم الخميس "الحقيقة أن الوضع في المخيم يتدهور بشكل خطير".

ويوجد نحو 20 قاصرا بلجيكيا و11 امرأة أخرى في مخيم روج الأصغر حجما قرب الحدود مع العراق. وشدد دي كرو على ضرورة بذل كل جهد ممكن لإخراج الأطفال من المخيمات، مشيرا إلى خطورة تحول هؤلاء الأطفال إلى متشددين.

وتعاني فرنسيتان من أفراد عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من حالة صحية حرجة، إحداهما جراء إصابتها بسرطان القولون، في مخيم روج في شمال شرق سوريا، وفق مسؤولة في الهلال الأحمر الكردي.

وبعد إعلان القضاء على التنظيم المتطرف قبل عامين، نقل المقاتلون الأكراد أفراد عائلات الجهاديين إلى مخيمات يسيطرون عليها في محافظة الحسكة، أبرزها مخيمي الهول وروج حيث يقبع آلاف النساء والأطفال من عشرات الجنسيات المختلفة.

وتحذر منظمات عدة بينها الأمم المتحدة، من نقص الخدمات وسوء الوضع الصحي في المخيمين وخصوصا الهول، كونه يؤوي العدد الأكبر من النازحين وعائلات الجهاديين، فيما يؤوي مخيم روج بضعة آلاف فقط.

وقالت بروين ابراهيم مسؤولة فريق الهلال الأحمر الكردي في مخيم روج إن فرنسية في الثانية والثلاثين من العمر، والدة لأربعة أطفال تعاني من "وضع صحي حرج نتيجة إصابتها بسرطان القولون".

وأشارت إلى أن الشابة رفضت إجراء عملية جراحية ضرورية "خشية من أن تموت من دون أن تؤمن وضع أطفالها"، فضلا عن أنها "تريد العودة إلى وطنها وإجراء العملية هناك وضمان وضع أطفالها".

وكانت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة دعت في يناير/كانون الثاني فرنسا إلى "اتخاذ التدابير اللازمة للتحقق" من حصول المريضة على العناية الطبية، بعد رسالة تلقتها من أسرتها ومحامي الدفاع طالبوا فيها بضرورة إعادتها إلى بلادها لدواع صحية.

وتطالب والدتها باسكال ديكان منذ فترة بالسماح لابنتها العودة إلى فرنسا.

وأشارت المسؤولة في الهلال الأحمر الكردي إلى فرنسية ثانية في الثالثة والثلاثين من العمر، والدة لطفلة واحدة "تعاني من مرض السكري وتعيش على الانسولين"، موضحة أنها "تجري غسيل للكلى مرتين أسبوعيا"، مضيفة "وضعها الصحي خطر أيضا".

وتعيش 80 امرأة و200 طفل فرنسي في المخيمات التي تديرها الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا. ويدعو أقارب هؤلاء من خلال منظمات غير حكومية وهيئات دولية كمجلس أوروبا، فرنسا إلى إعادتهم إلى البلاد.

ومنذ إعلان القضاء على "خلافة" التنظيم المتطرف في مارس/اذار 2019، تطالب الإدارة الذاتية الكردية الدول المعنية باستعادة مواطنيها المحتجزين في سجون ومخيمات أو إنشاء محكمة دولية لمحاكمة الجهاديين.

إلا أن غالبية الدول وخصوصا الأوروبية، تصر على عدم استعادة مواطنيها، كما لم تستجب لدعوة إنشاء محكمة.

واكتفت دول أوروبية عدة بينها فرنسا، باستعادة عدد محدود من الأطفال اليتامى من أبناء الجهاديين.

ومنذ مارس/اذار 2019 أعادت باريس التي تقول إنها تدرس "كل حالة على حدة"، 35 طفلا من اليتامى أو الذين قبلت أمهاتهم التخلي عنهم.