بنين تقصي المغرب من كأس أمم إفريقيا بركلات الترجيح

منتخب بنين الذي أحدث المفاجأة في كأس أمم إفريقيا يلتقي في الدور ربع النهائي الأربعاء المقبل مع الفائز من المباراة الثانية التي تقام على ستاد القاهرة بين أوغندا والسنغال.

المنتخب المغربي أهدر فرص ترشحه
المنتخب المغربي لم يستثمر النقص العددي في صفوف بنين
الاستحواذ للمغرب والتكتيك بينيني
منتخب بنين يحدث المفاجأة في كأس الأمم الافريقية

القاهرة - حقق منتخب بنين مفاجأة كبرى في بطولة كأس الأمم الإفريقية في كرة القدم اليوم الجمعة بإقصائه المغرب من الدور ثمن النهائي، بفوزه بركلات الترجيح 4-1 بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي 1-1.

وشهدت مباراة ستاد السلام في القاهرة تقلبات دراماتيكية بدأت بتقدم مفاجئ لبنين عبر مويس ولفريد أديليهو في الدقيقة 53، قبل أن يُعدل يوسف النصيري في الدقيقة 76 النتيجة ويضيع زميله حكيم زياش فرصة الحسم بركلة جزاء.

وفشل المنتخب المغربي الذي كان من أبرز المرشحين لإحراز لقبه الثاني بعد 1976، في استغلال النقص العددي لبنين بطرد عبدو أدينون في الوقت الإضافي قبل أن تذهب المباراة إلى ركلات ترجيح أهدر فيها المغرب اثنتين عبر سفيان بوفال ويوسف النصيري، فاتحا الطريق لبنين ببلوغ ربع النهائي ومواصلة مغامرتها التي بدأت بتخطيها دور المجموعات للمرة الأولى في مشاركتها القارية الرابعة.

وفرض منتخب بنين المتواضع (88 عالميا في تصنيف الاتحاد الدولي فيفا) بإشراف المدرب الفرنسي ميشال دوسوييه، طوقا دفاعيا صارما على لاعبي المنتخب المغربي (47) الذي يشرف عليه الفرنسي هيرفيه رونار.

ولم ينجح المنتخب المغربي في تكرار الفوز الذي حققه على بنين في لقائهما الوحيد سابقا في البطولة وذلك برباعية نظيفة في نسخة تونس 2004، حين تمكن أسود الأطلس من بلوغ النهائي قبل الخسارة أمام أصحاب الأرض.

كما لم يتمكن أسود الأطلس من بلوغ المرحلة ذاتها على الأقل من نسخة الغابون 2017، حين خسروا أمام مصر في ربع النهائي بهدف نظيف.

وكان المنتخب المغربي قد أتم الدور الأول في 2019 متصدرا المجموعة الرابعة بالعلامة الكاملة والشباك النظيفة في المباريات الثلاث التي فاز فيها بالنتيجة ذاتها (1- صفر) على ناميبيا وساحل العاج وجنوب إفريقيا تواليا.

وفي المقابل تأهلت بنين إلى ثمن النهائي كأحد أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث، وذلك عن المجموعة السادسة.

وتلاقي بنين في الدور ربع النهائي الأربعاء المقبل الفائز من المباراة الثانية التي تقام الجمعة على ستاد القاهرة بين أوغندا والسنغال.

وخاض المنتخب المغربي الشوط الأول بأفضلية استحواذ وصلت نسبته إلى 58 بالمئة، وأربع محاولات بين الخشبات مقابل واحدة يتيمة لبنين.

وعلى رغم الاستحواذ الكبير لأسود الأطلس، إلا أنهم لم يتمكنوا من كسر التكتل الدفاعي لمنافس دافع في بعض الأحيان عبر ستة لاعبين أبقوا المنافذ مغلقة.

ولجأ المغاربة إلى المحاولات البعيدة التي كانت السمة الطاغية في الشوط الأول. وباستثناء تسديدة للنصيري من على حافة المنطقة، كانت المحاولات المغربية بعيدة المدى حكرا على زياش.

وسدد لاعب أجاكس أمستردام الهولندي ثلاث مرات في اتجاه المرمى الأولى من خارج المنطقة غير بعيدة من القائم الأيسر (د 10)، تلتها صاروخية من الزاوية اليسرى للمنطقة أبعدها الحارس أوولابي فرانك ألاغبي (د 28) وثالثة من ركلة حرة مباشرة قريبة من القائم الأيسر في الدقيقة 35.

وقبل نهاية الشوط بخمس دقائق، أوقف الحكم الأنغولي هلدير دي كارفاليو هجمة مغربية انتهت بهدف لحكيمي، بذريعة تسلل النصيري.

وبدأ المغرب الشوط الثاني بإيقاع ضاغط، فأصاب نبيل درار الشباك الخارجية (47)، قبل أن يهدر يونس بلهندة فرصة بعد تمريرة أشرف حكيمي، لكنه سددها طائشة.

وكانت هذه المحاولة الأخيرة قبل المفاجأة الأولى التي تمثلت بكسر بنين التعادل السلبي على عكس مجرى اللقاء، بالقدم اليمنى لمويس ولفريد أديليهو بعد ركلة ركنية لمنتخب بلاده في الدقيقة 53.

وتأثر المغرب سلبا بالهدف، فساد الضياع في صفوفه، ما دفع رونار للتدخل وإجراء تغييرات تكتيكية، فدفع بداية بسفيان بوفال بدلا من بلهندة وبعد نحو ربع ساعة بنصير مرزاوي بدلا من درار.

وكما فعل لدى دخوله بديلا في الجولة الأولى ضد ناميبيا، حرك بوفال الهجوم وسنحت له فرصة من أول لمسة عندما ارتمى نحو عرضية لنورالدين أمرابط وحولها رأسية ارتدت من الأرض وعلت العارضة في الدقيقة 60، أتبعها بركلة حرة أصابت حائط الصد.

وبعد ثلاث دقائق، أتى الفرج اثر خطأ دفاعي قاتل من جوردان أديوتي الذي حاول مراوغة بوصوفة على مشارف المنطقة، لكن اللاعب المحنك للشباب السعودي استخلص الكرة ومررها للنصيري الذي سدد في الشباك.

وضغط المغرب في الدقائق الأخيرة وانتزع بوفال ركلة حرة نفذها زياش قوية أبعدها حارس بنين بقبضتيه في الدقيقة 80 قبل أن يجري رونار تبديله الثالث بإخراج أمرابط لصالح أسامة إدريسي في الدقيقة 88 من عمر المقابلة.

وأتيحت للمغرب فرصتان متأخرتان لتفادي الشوطين الإضافيين، الأولى بركلة حرة لبوصوفة في الدقيقة 89 سددها قوية متقنة نحو الزاوية اليسرى لمرمى بنين، تمكن حارس المرمى من إبعادها إلى ركنية.

أما الفرصة الذهبية فكانت ركلة جزاء انتزعها أشرف حكيمي في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، نفذها زياش قوية ارتدت من القائم الأيسر وسط صدمة اللاعب وزملائه.

وبدأ الشوط الإضافي الأول بدخول منتخب بنين في شباك النقص العددي، إذ طرد الحكم لاعبه أدينون بالبطاقة الصفراء الثانية والتي منحه إياها سبب ردة فعل سيئة بحقه خلال معالجة شد عضلي لأحد زملائه بينما كان المسعفون ينتظرون لإخراجه من الملعب.

واحتج أدينون بشكل كبير على قرار طرده، كما أثار إشكالا مع دكة بدلاء المغرب ومدربه رونار قبل الخروج من أرض الملعب.

ولم يستغل المغرب الأفضلية العددية وندرت فرصه في الشوط الإضافي الأول. ودفع رونار مطلع الشوط الثاني بفيصل فجر بدلا من كريم الأحمدي.

ومنح بوصوفة زياش فرصة لتعويض ركلته بتمريرة خالصة سددها لاعب أياكس عالية (117)، لتذهب المباراة إلى ركلات الترجيح حيث نجح لاعبو بنين في هز شباك ياسين بونو في محاولاتهم الأربع، بينما اكتفى المغرب بركلة إدريسي، في حين سدد بوفال عالية عن المرمى ولمس حارس بنين تسديدة النصيري بيده قبل أن تتكفل العارضة بإبعادها.