بهجلي يستعجل المحادثات مع حزب العمال الكردستاني

زعيم حزب الحركة القومية اليميني المتشدد يدعو إلى لقاء ومحادثات مباشرة ودون تأخير مع زعيم المتمردين الأكراد عبدالله أوجلان.

أنقرة – دعا رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي حليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اجتماع حزبي إلى التعجيل بالمحادثات مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان المسجون منذ العام 1999، وفق المبادرة التي طرحها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي والتي تدعو أوجلان للحضور للبرلمان وإعلان الحزب المتمرد إلقاء السلاح والانخراط في مصالحة وطنية وانهاء التمرد المسلح.

وقال بهجلي "نحن نتمسك بما قلناه في 22 أكتوبر (تشرين الأول)... الوضع حرج وعلى تركيا أن تكون مستعدة... إن المحادثات بين أوجلان وحزب الحركة الديمقراطية يجب أن تعقد دون تأخير".

وشدد على ضرورة التعجيل بلقاء مباشرة مع أوجلان المسجون في سجن بجزيرة إمرالي وأنه لا يجب الانتظار أكثر، مضيفا "يجب علينا أن نتخلى عن آرائنا السابقة، في إشارة إلى الموقف العدائي من حزب العمال الكردستاني.

وتحدث زعيم حزب الحركة القومية الذي بدأ المناقشات حول عملية الحل الجديدة في خطابه الجماعي في 22 أكتوبر/تشرين الأول، عن وضع عالمي قاتم في ظل التوترات المتنامية في المحيط والجوار التركي وأن هذا الوضع يستدعي التعجيل بالتسوية مع العمال الكردستاني وفق المبادرة التي طرحها سابقا وأيدها الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم.

وقال بهجلي "الحرب النووية هي إنذار لانهيار النظام. الوضع خطير وحرج. الظلام الذي يتم فيه إطلاق الصواريخ وتجميد الصواريخ ذات الرؤوس النووية قد حجب رؤيتنا. لقد رفع النظام الدولي العلم لقد وصلت الزيادة في الضغط العسكري إلى مستوى متفجر ويجب أن تكون تركيا جاهزة."

وأضاف "الحرب الأوكرانية الروسية وأجواء التوتر التي تزداد سوءا يوما بعد يوم وموافقة الغرب على الهجوم على روسيا ورد موسكو (بتهديد مماثل)، كل ذلك أدى إلى تفعيل سيناريوهات كارثية. ومن الواضح أن الرئيس الأميركي جو بايدن وافق على العقيدة النووية التي وقع عليها نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد الإذن الممنوح لأوكرانيا. لقد سلط خطاب بوتين الضوء على إمكانية نشوب حرب عالمية ثالثة".

وتابع "القرارات التي اتخذها بايدن معيبة. لا بد من رحيل بايدن الذي يتحين الفرصة لإلقاء الإنسانية في النار، دون انتظار مراسم التسليم الرئاسي، سيُسجل في التاريخ كخدمة جليلة للسلام العالمي".

وتأتي تصريحات زعيم الحركة القومية المتطرف، بينما تتوجس أنقرة من تصاعد التوترات في المنطقة والمخاطر المحدقة بها وتريد على ما يبدو احتواء المتمردين الأكراد على الجبهتين السورية والعراقية وهو ما يفسر إلى حد كبير المبادرة التي أطلقها بهجلي قبل أيام من هجوم أنقرة الذي تبناه حزب العمال الكردستاني وأكد انه مخطط له منذ فترة طويلة وأنه منفصل عن الهجوم الأخير الذي استهدف مقر الشركة التركية لصناعات الفضاء قرب أنقرة وأسفر عن سقوط خمسة قتلى و22 جريحا، لكنه حرص في بادرة غير مسبوقة على فصله عن العملية التي باشرتها السلطة.