بوادر أزمة في العلاقات الأميركية الفرنسية بسبب الهجوم التركي

لودريان يؤكد ان القرار الاميركي بالانسحاب من شمال شرقي سوريا يستوجب إعادة النظر في التحالف مع واشنطن.

أنقرة - يبدو ان الغزو التركي للشمال السوري تسبب في تازيم العلاقات الأوروبية الأميركية وذلك وفق تصريح المسؤولين الفرنسيين المنتقدة للسياسات الأميركية في المنطقة.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أن قرار الولايات المتحدة الانسحاب من شمال شرقي سوريا، يستوجب "إعادة النظر" في التحالف مع واشنطن.
وقال لودريان، في مقابلة تلفزيونية الأربعاء، مع شبكة "بي إف إم" الفرنسية (خاصة)، إن "الانسحاب الأميركي من شمال شرقي سوريا يجبر القادة الأوروبيين على إعادة النظر في تحالفهم مع الولايات المتحدة في المنطقة".
وأضاف أنّ باريس باتت "تتطلع إلى روسيا لتحقيق مصالحهما المشتركة في هزيمة تنظيم داعش بسوريا".

باريس باتت تتطلع إلى روسيا لتحقيق مصالحهما المشتركة في هزيمة تنظيم داعش بسوريا

وأشار لودريان إلى "توتر العلاقات" بين باريس وواشنطن على خلفية قرار سحب القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا، حسب المصدر ذاته.
وتابع: "الرئيس الأميركي دونالد ترامب لديه وجهات نظر متناقضة في بعض الأحيان، يرسل قوات إلى السعودية، وفي الوقت ذاته يرسل نائبه (مايك) بنس، لعقد مباحثات مع السلطات التركية التي يفرض ضدها عقوبات".
وكان رئيس الحكومة الفرنسية ادوار فيليب اكد الثلاثاء، أن تركيا والولايات المتحدة تتحملان مسؤولية كبيرة جدا إزاء ما آل إليه الوضع في شمال شرق سوريا وفي المنطقة بشكل عام، محذرا من عودة وشيكة لتنظم داعش.
واعتبر ادوار فيليب أن هذه القرارات تعيد النظر في خمس سنوات من جهود قوات التحالف الدولي والتي كان الأميركيون الشريك الأساسي فيها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
ويبدو ان الأوروبيين وخاصة باريس ذاقت ذرعا بسياسات ترامب غير الواضحة في المنطقة خاصة ترك المجال لتركيا للقيام بهجومها في سوريا ثم التهديد بعقوبات.
ويرى مراقبون ان النظرة الفرنسية الاميركية للمنطقة لم تعد متطابقة حيث بدات الخلافات تطفو على السطح حيث مثل تصريح وزير الخارجية الفرنسي اضافة الى تصريح رئيس الحكومة راس الجليد الذي يخفي توترا من الممكن ان يتصاعد في الفترة المقبلة.
وشهدت العلاقات الفرنسية والأميركية توترا شديدا في عد لحظات تاريخية فارقة في تاريخ المنطقة وابرز مراحل ذلك التوترات رفض الرئيس الفرنسي جاك شيراك الحرب التي شنتها الولايات المتحدة لاسقاط حكم الرئيس الاسبق العراقي صدام حسين.
ويصل في وقت لاحق الأربعاء، نائب الرئيس الأميركي، ووزير الخارجية مايك بومبيو إلى تركيا، ضمن وفد لمناقشة وقف إطلاق النار الفوري في سوريا.

الانسحاب الاميركي من شمال سوريا
الانسحاب الاميركي من الشمال السوري وترك المجال لتركيا اثار حفيظة الفرنسيين

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد قال لقناة "سكاي نيوز" إن بنس ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو سيقابلان نظيريهما التركيين فقط، لكن مدير الاتصالات في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون عاد وأكد عبر تويتر أن الرئيس التركي يخطط للقاء الوفد الأميركي الذي يقوده نائب الرئيس بنس. 
وأعلن إردوغان لقناة سكاي نيوز أنه لن يلتقي إلا بالرئيس الأميركي دونالد ترامب إذا قام بزيارة أنقرة. 
ونشر ألتون على تويتر مقطع فيديو قصيراً يؤكد فيه إردوغان لوسائل إعلام تركية أنه سيلتقي بنس ووزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو المتوجهين إلى أنقرة. 
والهدف من إيفاد ترامب لهذه البعثة هو محاولة إقناع أنقرة بإعلان وقف لإطلاق النار شمال سوريا. 
وباشرت تركيا مدعومة من فصائل سورية موالية لها في 9 تشرين الأول/أكتوبر عملية "نبع السلام" ضد وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الغرب سابقا لدورها الأساسي في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. 
واستبعد إردوغان أي محادثات مع القوات الكردية السورية وحضها على إلقاء السلاح والانسحاب من مواقعها على الحدود التركية.