بوتين يستبق لقاء مع أردوغان بقصف مكثف على إدلب

تركيا ترسل تعزيزات إلى آخر جيب يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في شمال غرب سوريا في الوقت الذي كثفت فيه روسيا ضرباتها الجوية قبل ثلاثة أيام من محادثات بين الرئيسين الروسي والتركي في مدينة سوتشي.
مقاتلات روسية تقصف قرى حول مدينة عفرين
تصعيد روسيا لعملياتها العسكرية في شمال سوريا رسالة لتركيا
موسكو غير مستعدة للتخلي عن دعمها للنظام السوري خدمة لأردوغان

عمان - استبقت موسكو لقاء مرتقبا بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والذي يفترض أن يركز على الوضع في إدلب، بحملة قصف مكثف لآخر معاقل الفصائل السورية المدعومة من تركيا.

ويأتي التصعيد الروسي بعد أيام من تصريحات أدلى بها أردوغان وعبر فيها عن أمله في أن تغير موسكو نهجها حيال دمشق معتبرا أن الحكومة السورية باتت تشكل خطرا على أمن تركيا.

وجاءت تصريحاته بعد أن توصلت روسيا لاتفاق أفضى لسيطرة الجيش السوري على درعا وخروج طوعي لمقاتلي المعارضة المسلحة إلى مناطق خاضعة لسيطرة الميليشيات سورية موالية لتركيا في شمال سوريا.  

وقالت عدة مصادر إن تركيا أرسلت تعزيزات إلى آخر جيب يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في شمال غرب سوريا في الوقت الذي كثفت فيه روسيا ضرباتها الجوية هناك اليوم الأحد، وذلك قبل ثلاثة أيام من محادثات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان.

وقال سكان ومصادر من المعارضة ومصادر عسكرية إن طائرات روسية قصفت قرى حول مدينة عفرين الأحد، مكثفة من الضربات الجوية على البلدات والقرى التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المدعومين من تركيا والتي تصاعدت الأسبوع الماضي.

وذكرت مصادر من المعارضة أن خمسة مقاتلين على الأقل من فصيل مدعوم من تركيا قتلوا، كما أصيب ما لا يقل عن 12 مدنيا، عندما أسقطت طائرات روسية ذخائر من ارتفاعات كبيرة، وفقا لشبكة من مراقبي الطائرات الذين وثقوا مشاهدة مقاتلات نفاثة.

وامتدت حملة القصف الروسية من منطقة جبل الزاوية بمحافظة إدلب على مسافة أبعد نحو الشمال الغربي إلى منطقة عفرين قرب الحدود التركية. ونُفذت الحملة من مواقع للجيش السوري بمساندة من فصائل تدعمها إيران.

وقال الرائد يوسف حمود المتحدث باسم الجيش الوطني، وهو القوة المعارضة الرئيسية المدعومة من تركيا "التصعيد الروسي اشتد... الآن صار له أسبوع، وانطلق التصعيد من إدلب إلى مناطق في ريف حلب الشمالي".

ويأتي هذا التصعيد قبل لقاء بين أردوغان وبوتين في مدينة سوتشي الروسية يوم الأربعاء المقبل لبحث اتفاق تم التوصل إليه العام الماضي وأنهى هجوما للجيش السوري قادته روسيا وأدى إلى نزوح قرابة مليون شخص في إدلب، في أكبر نزوح في سوريا خلال الصراع الممتد منذ عشر سنوات.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في نيويورك أمس السبت إن التقدم المحرز في تنفيذ هذا الاتفاق بطيء. وقالت وكالة تاس الروسية للأنباء إن القمة ستناقش أيضا التزام أنقرة بإنهاء وجود المتشددين الذين تحملهم موسكو مسؤولية العنف.

وعزز وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه موسكو وأنقرة مكاسب كبيرة حققها الجيش السوري والفصائل المدعومة من إيران، لكن الانتشار الكبير للقوات التركية داخل محافظة إدلب أوقف إحراز المزيد من التقدم في الهجوم الذي تقوده روسيا.

ويعيش أكثر من أربعة ملايين شخص في المنطقة المكتظة بالسكان التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب البلاد. ومن بين هؤلاء يقيم نصف مليون في خيام مؤقتة على امتداد الحدود التركية بعد حملات متتالية بقيادة روسية لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها المعارضة.

وفي إشارة إلى تصميم تركيا على ردع أي هجوم جديد لاستعادة المعقل، قال قادة عسكريون ينسقون مع الجيش التركي إن أنقرة عززت في الأسبوعين الماضيين وجودها في عشرات القواعد التي يتمركز فيها حاليا آلاف الجنود.

وأضاف حمود "الانتشار التركي الموجود في إدلب انتشار قتالي. القواعد العسكرية كلها معززة ودخلت أرتال في الفترة الأخيرة سواء عربات أو مقاتلون أو عتاد".

وقالت مصادر عسكرية إن رتلا عسكريا تركيا ضخما، يحمل راجمات صواريخ ودبابات، عبَر الحدود إلى سوريا ليلا وشوهد في اتجاه جبل الزاوية حيث تنتشر القواعد التركية.

ونفذ الجيش التركي عدة عمليات منذ عام 2016 غيرت مسار الصراع السوري في الشمال. ولم تعط أنقرة رقما لعدد قواتها المنتشرة في سوريا، لكنه أكبر عدد ينتشر خارج الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي وبفارق كبير عنه في أي دولة أخرى.