بوتين يصل الإمارات تعزيزا لشراكة استراتيجية متنامية

الصندوق السيادي الروسي يعلن عن 10 صفقات استثمار بالإمارات بقيمة تتجاوز 1.3 مليار دولار.

أبوظبي - وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، العاصمة الإماراتية أبو ظبي، في زيارة رسمية قادمًا من الرياض.

وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام) إن "الشيخ محمد بن زايد آل نهيان استقبل اليوم (الثلاثاء) في مطار الرئاسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي وصل إلى الإمارات في زيارة دولة".

ورحب الشيخ محمد بن زايد بالرئيس الروسي على تويتر باللغة العربية والروسية والإنكليزية وكتب "أرحب بفخامة الرئيس فلاديمير بوتين ضيفا عزيزا على الإمارات وشعبها.. زيارة تاريخية تجسد قوة العلاقات الإماراتية - الروسية.. ماضون معا نحو تعزيزها على المستويات كافة لمصلحة بلدينا الصديقين".

وذكرت قناة "روسيا اليوم أنه من المرتقب أن يبحث بوتين خلال زيارته تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلًا عن أهم الملفات الإقليمية والدولية.

وتزامنا مع الزيارة، قال صندوق الاستثمار المباشر الروسي إنه سيوقع عشرة اتفاقات استثمارية تتجاوز قيمتها 1.3 مليار دولار مع شركاء من الإمارات امن بينهم شركة مبادلة للاستثمار.

وذكر صندوق الثروة السيادي الروسي في بيان أن الاتفاقات التي ستُوقع خلال زيارة بوتين ستشمل التكنولوجيا المتقدمة والرعاية الصحية واستخراج الموارد المعدنية والأنشطة اللوجيستية والإنتاج الصناعي.

ومن المنتظر أن يجتمع بوتين والشيخ محمد بن زايد لقاء مع ممثلي دوائر الأعمال في روسيا والإمارات.

وتسعى الإمارات وروسيا إلى مواصلة التعاون الثنائي في عدة مجالات لا سيما المجل الصناعي والتقني والعلمي ضمن مسار الشراكة الاستراتيجية الشاملة.

وأشاد بوتين بالعلاقات الاستراتيجية بين موسكو وأبوظبي، وخاصة في قطاعات كالسياحة، وقال إن تدفق السياح الروس على الإمارات نما العام الماضي بنسبة 23 بالمئة.

وأضاف، أن السياح الروس انفقوا في الإمارات نحو 1.3 مليار دولار وهو رقم قريب من حجم التبادل التجاري بين البلدين، والذي بلغ العام الماضي نحو 1.7 مليار دولار.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن الإمارات تعد وجهة مفضلة للسائح الروسي، لافتا إلى أن العلاقات بين روسيا والإمارات تواصل تطورها وفق اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الموقعة في 2018.

وأكد عزم بلاده على مواصلة ترسيخ وتعزيز التعاون الاستثماري والاقتصادي مع أبوظبي، ودعم الإمارات في مجال الفضاء بما فيه حقل ملاحة الأقمار الصناعية.

وتأتي زيارة الرئيس الروسي إلى الإمارات في وقت تشهد فيه المنطقة اضطرابات بسبب التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، حيث تبحث القوى الدولية الفاعلة على إيجاد حلول لها لتأمين الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط.

وأوضح يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي أن المباحثات ستتناول "سبل التسوية في سوريا وليبيا واليمن، ومكافحة الإرهاب والوضع العام في منطقة الخليج".

وزار بوتين قبل الإمارات السعودية التي وصلها الاثنين في زيارة تعد الأولى لرئيس روسي منذ 2007.

واجتمع بوتين بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان في الرياض في قمة ألقت الضوء على رغبة البلدين في تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية بما يفضي إلى تنسيق أكبر وأوسع على وقع الاضطرابات التي تشهدها المنطقة وبما يتيح تعزيز الجهود المشتركة في إرساء الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب.

ووقعت موسكو والرياض 20 اتفاقية تعاون في مختلف المجالات، على رأسها الطاقة، بحسب وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان.

وترتبط السعودية والإمارات بعلاقات وثيقة على كافة الأصعدة وتنظر لهما روسيا ككتلة واحدة بالنظر لتحالفهما المتين ولدورهما في تعزيز أمن واستقرار المنطقة ولشراكتهما في مكافحة الإرهاب وضمان التوازنات إقليميا ودوليا وعلى الصعيد الاقتصادي.

ويرى مراقبون أن بوتين يسعى من خلال جولته الخليجية إلى تمتين علاقات موسكو بالدول العربية من جهة، ويحافظ على تحالفها من جهة أخرى مع إيران، خصم السعودية في المنطقة، في محاولة "لعب دور صانع السلام" في التوتر الإيراني السعودي في الخليج.

وتفاقم الخلاف بصورة خاصة مع الهجمات التي استهدفت منشآت نفطية سعودية وناقلات نفط على قرب السواحل الإماراتية، وحملت الرياض وواشنطن وعدة دول أوروبية إيران ووكلائها بتنفيذها.

وتفادتموسكو الوقوف إلى جانب طرف ضد آخر، بل دعت إلى "عدم الخروج باستنتاجات متسرعة" عارضة على الرياض شراء منظومات روسية للدفاع الجوي بهدف حماية أراضيها.