بوريطة في الرياض تمهيدا لزيارة العاهل المغربي للسعودية

زيارة الملك محمد السادس المرتقبة للسعودية تشكل فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية وبحث سبل تطويرها ولمزيد تعزيز التشاور والتنسيق بين البلدين في ما يتعلق بالقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
مباحثات سعودية مغربية لتعزيز العلاقات الثنائية
التدخلات التركية على جدول زيارة الملك محمد السادس للرياض
موقف سعودي ثابت وداعم لوحدة وسيادة المملكة المغربية على كل أراضيها
الجزائر وبريتوريا تضغطان لمشاركة البوليساريو في القمة العربية الإفريقية

الرباط - يصل وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الثلاثاء إلى السعودية في زيارة تأتي تمهيدا لزيارة من المقرر أن يقوم بها العاهل المغربي الملك محمد السادس للمملكة في مارس/اذار القادم.

وتأتي زيارة الوزير المغربي للرياض أيضا بعد يوم من لقائه رئيس مجلس الشورى السعودي الشيخ عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ في الرباط أكدّا خلاله على متانة العلاقات بين البلدين.

وبحسب وسائل إعلام مغربية من المقرر أن يجتمع بوريطة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتسليمه رسالة من الملك محمد السادس إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وذكر موقع 'هسبريس' الالكتروني المحلي نقلا عن مصادر لم يسمها أن زيارة العاهل المغربي للسعودية تشكل فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية وبحث سبل تطويرها ولمزيد تعزيز التشاور والتنسيق بين البلدين في ما يتعلق بالقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وترتبط الرياض والرباط بعلاقات تاريخية وثيقة تعززت في عهدي الملك محمد السادس والملك سلمان.

وبحسب المصادر ذاتها فإن الزيارة المرتقبة ستضع حدا لما راج من إشاعات مغرضة تحدثت عن "توتر صامت" بين المغرب والسعودية وأخرى تم تضخيمها لتحقيق "مآرب وغايات سياسية لا تخفى على العارفين بحساسية بعض الملفات الإقليمية والدولية".

وضمن أجندة لقاء بوريطة بالمسؤولين السعوديين مناقشة عدة قضايا وملفات دولية وإقليمية من ضمنها القمة العربية الإفريقية الخامسة التي كان من المقرر عقدها في الرياض في 16 مارس/اذار قبل تأجيلها إلى موعد لاحق.

وتتصدر مباحثات الوزير المغربي في الرياض موقف المغرب من مشاركة جبهة البوليساريو الانفصالية في القمة بعد أن ضغطت كل من الجزائر وجنوب إفريقيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي، لحضور الكيان غير الشرعي في القمة.

ناصر بوريطة وآل الشيخ يؤكدان على متانة العلاقات بين الرباط والرياض
ناصر بوريطة وآل الشيخ يؤكدان على متانة العلاقات بين الرباط والرياض

وتسعى الجزائر وبريتوريا لتوفير دعم سياسي لجبهة البوليساريو خاصة بعد أن تفككت الأحزمة الدبلوماسية التي كانت تسندها في العقود الماضية ومكنتها من الحصول على اعتراف بعض الدول الإفريقية ودول في أميركا اللاتينية، وهي اعترافات محدودة تآكلت على وقع دبلوماسية مغربية هادئة أسس لها الملك محمد السادس منذ جلوسه على العرش في 1999 خلفا لوالده الراحل الملك الحسن الثاني.

وموقف المملكة العربية السعودية من قضية الصحراء المغربية والطروحات الانفصالية للبوليساريو ثابت وواضح، حيث تدعم الرياض الوحدة الترابية للملكة المغربية وسيادتها على كل أراضيها.

وترفض السعودية بشدة "المساس بالمصالح العليا للمغرب أو التعدي على سيادته ووحدته الترابية". كما سبق أن رحبت بمبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية تحت سيادة المغرب والتي اقترحتها الرباط لتسوية سلمية وسياسية للنزاع في الصحراء المغربية.

ومن المتوقع أيضا أن يكون الملف الليبي حاضرا بقوة على أجندة الزيارة المرتقبة التي يقوم بها الملك محمد السادس للسعودية وذلك على وقع التدخل التركي في ليبيا دعما لحكومة الوفاق في طرابلس.

وترفض الرباط والرياض التدخل العسكري التركي في الأزمة الليبية بوصفه انتهاكا للقانون الدولي ونظرا لما يمثله من خطر على الأمن القومي العربي عموما والمغربي خصوصا.

وبحسب المصادر ذاتها سيكون الملفين اليمني والسوري حاضرين في اللقاءات التي سيجريها العاهل المغربي مع القيادة السعودية.

واتخذ المغرب مواقف واضحة من القضايا والأزمات في المنطقة، مؤكدا على ضرورة الحوار لتسوية الخلافات العربية، ملتزما الحياد والنأي بالنفس عن الاصطفافات.

ونقل موقع 'هسبريس' عن إدريس لكريني أستاذ القانون والعلاقات الدولية مدير مختبر الدراسات الدولية بكلية الحقوق بمراكش قوله إن العلاقات المغربية السعودية هي علاقات متينة وتاريخية، مشيرا إلى موقف الرباط البناء تجاه الأزمة الخليجية و"هو الموقف الذي أكد من خلاله أن الخلافات يجب أن تحل بين الأشقاء الخليجيين، ما يعني محافظة الرباط على متانة علاقاتها مع دول الخليج".

وتابع أن من شأن زيارة بوريطة للرياض ولاحقا الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الملك محمد السادس للمملكة العربية السعودية خطوة تأتي في وقتها وتؤكد بأسلوب عملي من خلال قنوات رسمية على متانة العلاقات بين البلدين.

وكان وزير الخارجية المغربي قد اجتمع الاثنين مع رئيس مجلس الشورى السعودي الشيخ عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ في الرباط في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها المسؤول السعودي للمغرب.

وبحسب بيان وزارة الخارجية المغربية ووكالة الأنباء السعودية أكد آل الشيخ على "أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والعمل على توطيدها في جميع المجالات تحقيقا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وجلالة الملك محمد السادس"، مشيرا إلى موقف الرياض الداعم لسيادة المملكة المغربية ووحدتها الترابية.

وأكد الوزير المغربي من جهته على أن العلاقات السعودية المغربية قوية ومتينة وهي علاقة إستراتيجية وتمتد لعقود، معبرا عن تقديره لدور المملكة في وقًوفها مع المغرب في مختلف قضاياه.