بومبيو يكثف جولاته بالشرق الأوسط خدمة لمستقبله السياسي

أول زيارة لوزير خارجية أميركي في مستوطنة بالضفة الغربية قبل التوجه لهضبة الجولان وسط اتهامات فلسطينية بمساعدته إسرائيل على تعزيز نفوذها بالأراضي المحتلة.
الرئاسة الفلسطينية تدين بشدة زيارة بومبيو لمستوطنة إسرائيلية
بومبيو يكثف تحركاته لتعزيز علاقاته الدولية قبل مغادرة البيت الأبيض
دمشق تعتبر زيارة بومبيو 'الاستفزازية' للجولان المحتل 'انتهاك سافر لسيادتها

شاعر بنيامين (الضفة الغربية) - كثف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مؤخرا جولاته في منطقة الشرق الأوسط، في زيارات دبلوماسية خدمة لمستقبله السياسي قبل شهرين من ترك منصبه بعد خسارة الرئيس دونالد ترامب الانتخابات أمام منافسه جو بايدن الذي يستمر هذه الأيام في تشكيل إدارة الأبيض الجديد.

وقام مايك بومبيو الخميس بعد جولة في تركيا الثلاثاء، بأول زيارة لوزير خارجية أميركي لمستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة قبل مروره إلى هضبة الجولان غرب سوريا.

واتهم الفلسطينيون بومبيو الذي يعتزم بعد زيارة مستوطنة بساغوت بالقرب من القدس أن يتوجه إلى هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل في وقت لاحق اليوم، بمساعدة إسرائيل على تعزيز سيطرتها على أراض في الضفة الغربية يريدون إقامة دولتهم عليها.

واتهمت المفاوضة الفلسطينية المخضرمة حنان عشراوي بومبيو باستخدام الأسابيع الأخيرة لترامب في منصبه "لوضع سابقة غير قانونية أخرى وانتهاك القانون الدولي وربما لتعزيز طموحاته السياسية المستقبلية".

وقالت عشراوي "بومبيو ثمل بنبيذ الفصل العنصري المسروق من الأراضي الفلسطينية. إنه انتهازي ويخدم مصالحه ويضر بفرص السلام".

ودانت الرئاسة الفلسطينية الخميس "بشدة" زيارة بومبيو إلى مستوطنة بساغوت المقامة على أراضي مدينة البيرة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، والقرار الأميركي باعتبار صادرات مستوطنات الضفة الغربية على أنها "صناعة إسرائيلية",

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان "إن هذا القرار هو تحد سافر لكافة قرارات الشرعية الدولية.. هذه الخطوة الأميركية لن تضفي الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية التي ستزول عاجلا أم آجلا".

وطالب أبو ردينة "المجتمع الدولي وتحديدا مجلس الأمن، تحمل مسؤولياته وتنفيذ قرارته وخصوصا القرار الأخير 2334 الذي جاء بموافقة الإدارة الأميركية السابقة".

بدورها نددت وزارة الخارجية السورية بزيارة وزير الخارجية الأميركي إلى مرتفعات الجولان المحتل من قبل اسرائيل، واصفة إياها بالـ"استفزازية وانتهاك سافر لسيادة سوريا".

ويرى محللون أن زيارة بومبيو إلى إسرائيل علامة على تضامن إدارة الرئيس دونالد ترامب المنتهية ولايته مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وفي تحرك أثار سرور إسرائيل واستياء الفلسطينيين، أعلن بومبيو قبل عام أن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 "تتعارض مع القانون الدولي".

وفي الضفة الغربية قام بومبيو بجولة في مصنع نبيذ بمستوطنة بساغوت، أطلق إسم الوزير على أحد منتجاته. وتمثل الزيارة خروجا حادا عن السياسة الأميركية السابقة التي أبعدت كبار مسؤولي إدارة البيت الأبيض عن المستوطنات، التي يعتبرها الفلسطينيون عقبات أمام قيام دولة تتوافر لها مقومات البقاء في المستقبل.

بومبيو يعزز تضامنه مع سياسة نتنياهو في الشرق الأوسط
بومبيو يعزز تضامنه مع سياسة نتنياهو في الشرق الأوسط

قبل توجهه إلى الضفة الغربية، التقى بومبيو بنتنياهو الذي أشاد بترامب لاعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وبالسيادة الإسرائيلية على الجولان، التي ضمتها إسرائيل عام 1981 في خطوة لم تقبلها سوى دول قليلة.

وقال بومبيو "الاعتراف البسيط بهذه (الجولان) كجزء من إسرائيل، كان قرارا مهما وتاريخيا من الرئيس ترامب وببساطة هو اعتراف بالواقع".

وفي وقت لاحق قال بومبيو في بيان إن الولايات المتحدة ستطالب بوضع علامة على الواردات من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة تشير إلى أنها "صُنعت في إسرائيل" أو "منتج إسرائيلي ".

وبحسب بيان صدر في 16 نوفمبر/تشرين الثاني عن أربعة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ، فإن المبادئ التوجيهية للإدارة الديمقراطية السابقة كانت تنص على تسمية منتجات المستوطنات بأنها "صنع في الضفة الغربية". وشعر العديد من الإسرائيليين بالجزع بعد هزيمة ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وانتظر نتنياهو 10 أيام بعد إعلان جو بايدن فوزه للتحدث مع المرشح الديمقراطي والإشارة إليه كرئيس منتخب.

وقطعت القيادة الفلسطينية العلاقات مع البيت الأبيض قبل ثلاث سنوات، متهمة إياها بالتحيز لإسرائيل.

وليس من الواضح ما إذا كان قرار ترامب بشأن المستوطنات ستلغيه إدارة بايدن المستقبلية، وسط مخاوف إسرائيلية من أنه سيتخذ موقفًا أكثر صرامة بشأن هذه القضية بشكل عام.

وقال بومبيو الذي أعلن فرض عقوبات جديدة على إيران أثناء زيارته إسرائيل، إن واشنطن ستكثف أنشطتها ضد الجهود الرامية لعزل إسرائيل اقتصاديا ودبلوماسيا.

وقال خلال اجتماعهما في القدس "سنتخذ خطوات على الفور لتحديد المنظمات التي تنخرط في السلوك المقيت لحركة بي.دي.إس (حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها) وسنرفع دعم الحكومة الأميركية عنها".

وأضاف "سنعتبر حملة بي.دي.إس المناهضة لإسرائيل مناهضة للسامية". ويرفض أنصار الحملة هذا التوصيف ويقولون إنهم يعارضون كل أشكال العنصرية.

ونددت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية بإعلان بومبيو نيته زيارة الجولان وقالت إنه ساوى دون وجه حق بين الدعم السلمي لمقاطعة إسرائيل ومعاداة السامية.

وقال إيريك جولدستين القائم بأعمال مدير المنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "بدلا من مكافحة العنصرية الممنهجة والتطرف اليميني في الولايات المتحدة، تقوض إدارة ترامب الكفاح المشترك في مواجهة بلاء معاداة السامية وذلك بمساواته بالدعوة السلمية للمقاطعة".