بومبيو يهاجم أذرع إيران 'الإرهابية' في المنطقة

وزير الخارجية الأميركي يعبّر عن أسفه لتساهل الإدارات الأميركية السابقة في 'كبح جماح حزب الله'، متهما الحوثيين في اليمن بتعطيل الحل السياسي، واعدا في الوقت ذاته بالكشف قريبا عن خطة السلام الأميركية.  

بومبيو ينتقد حزب الله من بيروت
بومبيو يستبعد نجاح الحكومة اللبنانية بوجود حزب الله فيها
واشنطن تواصل الترويج لصفقة القرن بلا تقديم أي تفاصيل عنها
بومبيو: الحوثيون لا يعملون إلا بأوامر من خامنئي
الإبقاء على 400 جندي في سوريا يستهدف محاربة المتشددين

دبي - انتقد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ما وصفه بـ"تساهل" الإدارات الأميركية السابقة في كبح جماح حزب الله اللبناني.

ووصل بومبيو إلى بيروت اليوم الجمعة قادما من إسرائيل في إطار جولة شرق أوسطية بدأها الثلاثاء الماضي من الكويت وتستمر حتى السبت.

وتحدث الوزير الأميركي في مقابلة مطولة مع قناة 'العربية' عن عدّة ملفات منها نفوذ ودور حزب الله المدعوم من إيران في المنطقة وخطّة السلام الأميركية بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروفة بـ"صفقة القرن" وأيضا الوضع في كل من سوريا واليمن.

ومتطرقا إلى الوضع في لبنان التي يقوم بزيارتها حاليا ضمن جولته بالمنطقة، قال بومبيو "نأسف على تساهل إداراتنا السابقة في كبح جماح حزب الله"، مضيفا "حزب الله منظمة إرهابية ونحن بكل وضوح في إدارتنا نسمي الأشياء على حقيقتها. أنا نادم على أنه في العقد الأخير لم تفعل الإدارات الأميركية المتعاقبة ما هو كاف ولم توضح توقعاتنا في هذا الملف".

وقلّل من إمكانية نجاح الحكومة اللبنانية في ظل وجود حزب الله الذي يهيمن وحلفاءه على الائتلاف الحاكم ويتمتع بالأغلبية البرلمانية، قائلا "نريد الأفضل للشعب اللبناني ونعرف تاريخه. لبنان كان قوة اقتصادية ناجحة ويمكنه تحقيق ذلك مجددا، لكن ليس بمشاركة إرهابيين في الحكومة وليس عندما يحتل الإرهابيون مناطق لوضع الصواريخ الموجهة تجاه إسرائيل".

وأكد بومبيو أن ذلك "يشكل خطرا على لبنان واللبنانيين يعلمون ذلك. ما يحتاجون له هو الدعم الخارجي لمساعدتهم وتوضيح وجهات النظر".

ولم تعلق الحكومة اللبنانية أو حزب الله على ما ذكره بومبيو في المقابلة مع قناة العربية، غير أن نبيه برّي رئيس البرلمان اللبناني وحليف حزب الله، قال للوزير الأميركي عقب لقاء بينهما اليوم الجمعة، إنّ حزب الله هو "حزب لبنانيّ موجود في البرلمان (14 مقعدا من أصل 128) والحكومة (3 من أصل 30 وزيرا بحكومة سعد الحريري)".

وحذر بومبيو في بيروت من "الأنشطة المزعزعة للاستقرار" لحزب الله الموالي لإيران، والذي يخضع للعقوبات الأميركية، لكنه يشغل مناصب وزارية في الحكومة اللبنانية.

وتأتي جولة الوزير الأميركي في الشرق الأوسط في محاولة لحشد التأييد للموقف الأميركي ضد إيران.

كما تأتي هذه الزيارة غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن على واشنطن الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها خلال حرب 1967 وضمتها في عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت بالادينو "لقد أبرز مخاوف الولايات المتحدة بشأن أنشطة حزب الله المزعزعة للاستقرار في لبنان والمنطقة والمخاطر التي تشكلها على الأمن والاستقرار والازدهار في لبنان".

وتساند عناصر حزب الله القوات الحكومية السورية في النزاع الدائر منذ عام 2011.

وأضاف بالادينو أن بومبيو وبري ناقشا "ضرورة الحفاظ على الهدوء على امتداد الحدود بين لبنان وإسرائيل".

ولا يزال لبنان وإسرائيل عمليا في حالة حرب حتى بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب البلاد في عام 2000.

وخاضت إسرائيل وحزب الله حربا مدمرة استمرت لمدة شهر في العام 2006، وما زالت المناوشات تندلع بين حين وآخر على امتداد الخط الفاصل الذي تراقبه الأمم المتحدة.

والتقى وزير الخارجية الأميركي مع رئيس الوزراء سعد الحريري لمناقشة "آخر التطورات في لبنان والمنطقة"، بحسب مكتب رئيس الوزراء. وتوجه بعد ذلك للقاء رئيس الجمهورية ميشيل عون. كما التقى في وقت سابق لدى وصوله بأول وزيرة داخلية في البلاد.

وأضاف أن الجانبين "ناقشا التحديات الأمنية الإقليمية والداخلية التي يواجهها لبنان وكيفية المساعدة التي يمكن للولايات المتحدة تقديمها لدعم جهود وزارة الداخلية للحفاظ على الأمن والاستقرار داخل لبنان".

وتعد الحسن أول امرأة في لبنان والشرق الأوسط تتولى منصب وزير الداخلية في اللائحة الوزارية التي تم الإعلان عنها في أواخر شهر يناير/كانون الثاني بعد انتظار دام ثمانية أشهر.

وكانت الولايات المتحدة قد أدرجت حزب الله على لائحة "الإرهاب" وفرضت عليه عقوبات صارمة.

ويشغل حزب الله ثلاثة حقائب وزارية في الحكومة اللبنانية التي أعلن عن تشكيلها مؤخرا أبرزها وزارة الصحة.

ويعد الحزب الشيعي الوحيد الذي لم ينزع سلاحه بعد انتهاء الحرب الأهلية التي جرت بين عامي 1975 و1990.

وأعلن جهاز الأمن العام اللبناني الثلاثاء توقيف لبناني يحمل الجنسية الكندية يشتبه في أنه يعمل "لصالح الاستخبارات" الإسرائيلية.

وجعلت إدارة ترامب من التصدي لـ"نفوذ إيران المزعزع للاستقرار" المحور الرئيسي لسياستها في المنطقة وهي تضاعف تحركاتها لتحقيق هذا الهدف.

وفي هذا السياق، قام بومبيو برحلة إلى الشرق الأوسط في يناير/كانون الثاني دعا خلالها إلى "وحدة الصف" بمواجهة إيران، ثم نظم مؤتمرا في فبراير/شباط في بولندا سعيا لتوسيع التحالف ضد طهران، من غير أن ينجح في ذلك.

وفي الشأن اليمني، أوضح أن "الحوثيين لا يعملون إلا بإيعاز من المرشد الإيراني علي خامنئي وقائد فيلق القدس قاسم سليماني. على الحوثيين أن يعرفوا أنهم لن ينتصروا".

وأوضح الوزير الأميركي أن الضغط على إيران سيجبر الحوثيين على الالتزام باتفاق السويد، مشيرا إلى أنه "لم نفشل في تحدي نفوذ إيران في العراق وسوريا واليمن".

وتوصلت الأطراف اليمنية المتصارعة منذ أكثر من 4 سنوات إلى اتفاق الحديدة خلال مشاورات السويد في ديسمبر/كانون الأول 2018 برعاية أممية، غير أنه لم يدخل حيز التنفيذ جراء خلافات في تفسير بنوده، ومماطلة الحوثيين في تنفيذ الشق المتعلق بهم.

وحول وضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب، قال الوزير الأميركي "نعيد باستمرار النظر في قائمة المنظمات الإرهابية وكل ما نفعله هو تكتيكات لإجبار إيران على تغيير سلوكها".

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران في مايو/أيار 2018، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران بدأ تطبيقها في أغسطس/آب من العام الماضي وهدد الدول التي تتعامل معها تجاريا بالعقاب الاقتصادي أيضا.

واشنطن تراجعت عن سحب كامل لقواتها من سوريا والابقاء على 400 جندي موزعين على منطقتين
واشنطن تراجعت عن سحب كامل لقواتها من سوريا والابقاء على 400 جندي موزعين على منطقتين

وحول الوضع في سوريا، أوضح بومبيو أن الإبقاء على 400 جندي أميركي في سوريا هو لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية والتنظيمات الإرهابية الأخرى.

وكان ترامب قرر في 23 فبراير/شباط الماضي، الإبقاء على 400 جندي في سوريا، معتبرا أن ذلك لا يعني تغييرا على ما أعلنه في 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، في إشارة إلى قراره سحب قوات بلاده من سوريا بدعوى تحقيق الانتصار على تنظيم داعش، لكن دون تحديد جدول زمني.

قال وزير الخارجية الأميركي، إن بلاده ستعلن قريبا خطتها للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وعن الرؤية الأميركية للسلام في الشرق الأوسط، قال بومبيو "نريد حياة كريمة للفلسطينيين ولأبنائهم وأحفادهم، حياة خالية من العنف".

وأضاف "الصراع سيحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والولايات المتحدة ستعلن قريبا عن رؤيتها"، في إشارة إلى خطة السلام المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".

وصفقة القرن هي خطة سلام تعدها الولايات المتحدة ويتردد أنها تتضمن "إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل"، في وقت يقطع فيه الفلسطينيون اتصالاتهم مع البيت الأبيض بعد أن أعلن ترامب في 2017، اعترافه بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل.

وقال الوزير الأميركي "عندما نطرح خطتنا لحل الصراع سيرى العالم كيف نفكر"، نافيا تدخله في الانتخابات الإسرائيلية بظهوره مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزيارة القدس.

والخميس، زار بومبيو رفقة نتنياهو والسفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، حائط البراق في القدس المحتلة وتجولوا في الأنفاق التي حفرتها إسرائيل في البلدة القديمة من القدس.