بيت الشعر بالقيروان يحيي ذكرى الفقيد محمد الغزي

الأمسية الأدبية تضم برنامجا متنوعا فيه الشعر والمداخلات والمعرض الوثائقي مع كتاب وشريط فيديو.

ها هي المدينة التي أحبها ليمنحها شيئا من شعره تمنحه هذا التذكر بل البوح وعلى عادتها القيروانية.. وهي القيروان حاضنة الشعر وهي فضاؤه الباذخ منذ القدم..القيروان تخاطب الشاعر الراحل محمد الغزي في كلمات عنه وعن سيرته الشعرية وعن الهيام المتبادل..

فبمناسبة أربعينية شاعر القيروان الراحل محمد الغزّي ينظّم بيت الشعر بالقيروان مساء الأحد 25 فيفري/شباط أمسية أدبية كبرى وفق برنامج ثقافي شعري متنوع منه معرض وثائقي عن الراحل وتقديم كتاب تم إعداده بالمناسبة مع  شريط فيديو وعدد من المداخلات حول تجربته الشعرية بمشاركة كل من الباحث محمد المي، والدكاترة  محمد هاشم محجوب ومنصف الوهايبي وحاتم الفطناسي الى جانب قراءات شعرية لقصائد قيلت في رثاء المرحوم وشهادات لأصدقائه وجمهور شعره.

وينتظم هذا المجلس بحضور أفراد من عائلة المرحوم.

 محمد الغزي شاعر ترك عددا من الدواوين الشعرية والدراسات الأدبية المتصلة بالشعر ونقده ونال عددا من الجوائز في تونس وخارجها وفي سياق هذا اللقاء يكون المجال شاسعا للحديث عنه ومن ذلك ما دونه الأستاذ والكاتب عبد المجيد فرحات المنشط ببيت الشعر كتعبيرة ضمن صفحته حين سرى خبر وفاة محمد الغزي "..حين بكت الشاعرة جميلة الماجري الشاعر الراحل المرحوم محمد الغزي.

على منبر بيت الشعر بالقيروان مساء السبت 26  جانفي/يناير 2024 في كلمة افتتاح الأمسية لم تتماسك الشاعرة جميلة الماجري عن البوح بعميق مشاعر الحزن لرحيل الشاعر محمد الغزي. كانت في البداية كعادتها باسمة لكن بسمتها هذه المرة لم تصدر من أعماقها. فما إن ذكرت اسم المرحوم حتى نطقت باكية فخالط الدمع الكلام وانساب تذكر الفقيد .. شبابهما وترحالهما وقصة الشعر الناشئ حين الخطى الأولى. ذكرت ما وصلهما من مودة وبعض ما تراشحا فيه في عالم الإبداع الشعريّ، وعرجت على سنوات الفقيد الأخيرة وما كانت تشعر به نحوه من قلق سليل ما كان باديا عليه من علامات تغير الحال، ونحن اهل البيت نذكر جيدا انتباهنا لذاك التبدّل.

آخر امسية قرا فيها الشاعر الراحل محمد الغزي كانت في دورة مهرجان القيروان للشعر العربي الثامنة. ..رحل الشاعر محمد الغزي واحتفظ بيت الشعر بالقيروان بوقع خطاه ونبراته وسجل حظا وفيرا من قراءاته الشعرية ومداخلاته النقدية. ونشر البيت للراحل ما جاد به ابن البيت..  وستبقى ذكرى محمد الغزي راسخة وصورته ماثله وقصائده ذائعة. رحم الله شاعر السحر والجمال !...".

و هكذا يكون استذكار بيت الشعر بالقيروان الفقيد وسيرته وآثاره الشعرية والأدبية بحضور جمع هام من القيروانيين وأهل الثقافة ورواد البيت وأحباء شعر الغزي الذي اقترنت تجربته لسنوات وفق النشاط الشعري بتجربة ونشاط الشاعر الممتاز المنصف الوهايبي حتى أن الشعراء والكتاب ولسنوات وخاصة منذ ثمانينيات القرن الماضي كانوا كثيرا ما يقرنون بين الشاعرين وكذالك الشاعرة جميلة الماجري نسبة الى الشعر القيرواني  لتكون تسمية" جماعة القيروان" دارجة بالنسبة لمنجز ونشاط الشعراء الثلاثة طبعا مع تجربة من بعدهما مثل تجربة الشاعر الراحل حسين القهواجي وقد توسع المشهد الشعري القيرواني خاصة مع نهاية الثمانينيات للقرن الماضي ليشهد بوز أسماء شعرية أخرى منها الشابة وفي الحالة الأدبية القيروانية تنوع بين الشعر والسرد والنقد لنذكر مثلا الروائي الراحل صلاح الدين بوجاه وناجي الجوادي وحكودة الشريف كريم.

لقاء لأحبة الشاعر وفق حديث عن جوانب من المسار الشعري للغزي الشاعر والانسان... نعم ها هي المدينة التي أحبها ليمنحها شيئا من شعره تمنحه هذا التذكر بل البوح وعلى عادتها القيروانية.. وهي القيروان حاضنة الشعر وهي فضاؤه الباذخ منذ القدم..القيروان تخاطب الشاعر الراحل محمد الغزي في كلمات عنه وعن سيرته الشعرية وعن الهيام المتبادل..