تأثير الفكر الإخواني يلوح من مجزرة سريلانكا

العلاقات بين يوسف القرضاوي ومؤسس جماعة التوحيد السريلانكية تؤكد على التطابق الفكري بين سائر التنظيمات الجهادية بما فيها الدولة الاسلامية.

لندن – كشفت العلاقات بين رجل الدين يوسف القرضاوي والجماعة المسؤولة عن تفجيرات سريلانكا الدامية عن التطابق الفكري بين الاخوان المسلمين والتنظيمات الجهادية التي تتبنى العنف بما فيها تنظيم الدولة الاسلامية.
وسقط في التفجيرات التي استهدفت كنائس وفنادق في العاصمة كولومبو ومدن اخرى 359 قتيلا، وأعلنت الدولة الاسلامية مسؤوليتها عنها ولم تستبعد السلطات السريلانكية ذلك لكنها اتهمت مباشرة جماعة التوحيد الوطنية غير المعروفة على نطاق واسع.
ونشر التنظيم تسجيلا مصورا في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء عبر وكالة أعماق للأنباء التابعة له، ظهر فيه ثمانية رجال منهم سبعة ملثمون وهم يقفون تحت راية التنظيم السوداء معلنين البيعة لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
والشخص الذي ظهر بوجهه في التسجيل يدعى محمد زهران وهو داعية سريلانكي معروف بآرائه المتشددة وعضو سابق في جماعة التوحيد الوطنية التي قالت الحكومة السريلانكية انها وراء الهجمات.
وأسس سلمان الندوي جماعة التوحيد ثم انشق عنها وأعلن مبايعته لتنظيم الدولة الاسلامية.
والندوي هو أحد تلاميذ القرضاوي الذي يُعتبر الزعيم الروحي لجماعة الاخوان المسلمين. وكشفت صور على مواقع التواصل عن لقاءات جمعت بين الرجلين.
ويقيم القرضاوي في قطر التي تقاطعها السعودية والامارات ومصر والبحرين منذ حوالي سنتين أزمة بسبب تورط الدوحة في تمويل جماعات ارهابية في المنطقة ودعم وايواء قيادات الاخوان.
وتأسست جماعة التوحيد في سريلانكا عام 2014 في مدينة كاتنكودي، حيث الأغلبية من المسلمين.

من الاخوان الى التوحيد الى الدولة الاسلامية
من الاخوان الى التوحيد الى الدولة الاسلامية

ويعتقد مسؤولو المخابرات ورئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ أن زهران، وهو أحد الدعاة الذين يتحدثون بلغة التاميل، ربما يكون العقل المدبر لهذه الهجمات.
وأفاد زعماء مسلمون وتقرير للمخابرات السريلانكية صدر في وقت سابق بأن زهران معروف بآرائه المتشددة ونشره لتدوينات تحث على العنف عبر فيسبوك.
وبددت التفجيرات التي وقعت في الصباح الباكر يوم الأحد الهدوء النسبي الذي شهدته سريلانكا، التي يغلب على سكانها البوذيون، منذ انتهاء حرب أهلية استهدفت الانفصاليين التاميل، وأغلبهم هندوس، قبل عشر سنوات. كما أثارت الهجمات مخاوف من عودة العنف الطائفي.
وأقرت سريلانكا بحدوث فشل مخابراتي كبير قبل الهجمات، مع تقارير عن وجود تحذيرات من الهجمات لم يتم التصرف بمقتضاها وعن خلافات في أعلى المستويات بالحكومة.
وقال وزير الدولة السريلانكي لشؤون الدفاع روان ويجيواردين في مؤتمر صحفي "إنه خطأ كبير في تبادل المعلومات المخابراتية. علينا أن نتحمل المسؤولية".
ومعظم من قتلوا وأصيبوا من مواطني سريلانكا، وقال مسؤولون إن 38 أجنبيا قتلوا أيضا. ومن بين هؤلاء بريطانيون وأميركيون وأستراليون وأتراك وهنود وصينيون ودنمركيون وهولنديون وبرتغاليون. كما قتل 45 طفلا.
وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ وفرضت حظر التجول خلال الليل. وقالت إنها حجبت أيضا مواقع وتطبيقات للتواصل عبر الإنترنت لمنع انتشار شائعات تحريضية تخشى أن تثير اشتباكات طائفية.