تأسيس شركة وطنية للغاز الطبيعي في الأردن على طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي
عمان - وقعت وزارة الطاقة والثروة المعدنية بالأردن اتفاقية استراتيجية لتأسيس "الشركة الوطنية المُتطورة للغاز الطبيعي - وطني" بالشراكة بين شركة تسويق المنتجات البترولية الأردنية (جوبترول) وشركة غاز الأردن المسال.
وقال وزير الطاقة الأردني صالح الخرابشة، إن تأسيس "وطني" ينسجم مع التوجهات الاستراتيجية للدولة الأردنية في تحقيق أمن التزود بالطاقة وتعزيز الاستقلالية من خلال تطوير واستغلال الموارد الوطنية، مشيراً إلى أن هذا المشروع يُعد ركيزة محورية ضمن الاستراتيجية الوطنية للطاقة. بحسب وكالة الأنباء الأردنية "بترا".
ويأمل الأردنيون بتحقيق انفراج اقتصادي بعد الإعلان رسمياً في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن وجود كميات تجارية في حقل الغاز الوحيد تقريباً في البلاد. وبالنظر إلى استيراد الأردن ما يصل إلى 90 في 100 من احتياجه للطاقة من الخارج والاعتماد على الغاز المستورد من الجانب الإسرائيلي فإن هذا الإعلان يعتبر نقطة تحول في البلاد اقتصادياً وسياسياً.
ويعد الغاز الطبيعي المحلي المستخرج من حقل الريشة من أبرز موارد الطاقة الوطنية، وشدد الوزير على أهمية تحويل التحديات إلى فرص والعمل على رفع الإنتاج إلى 418 مليون قدم مكعب بحلول 2030 بما يفوق احتياجات المملكة من الغاز لتوليد الكهرباء.
وأشار إلى وجود العديد من المشاريع التي تنفذها الوزارة لإيصال الغاز الطبيعي إلى المدن الصناعية بهدف تخفيض كُلف الطاقة على القطاع الصناعي بما يتماشى مع رؤية التحديث الاقتصادي.
وتعمل الوزارة على إيصال الغاز الطبيعي إلى القطاع المنزلي وستبدأ المرحلة الأولى من المشروع في مدينتي عمان والزرقاء انسجاماً مع استراتيجية الوزارة التي تركز على تنويع مصادر الطاقة وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المحلية بهدف تخفيض فاتورة الطاقة على جميع القطاعات إلى أدنى المستويات.
من جهته، أكد المدير العام لشركة جوبترول المهندس خالد الزعبي، أن تأسيس شركة "وطني" يُمثل خطوة استراتيجية نحو بناء مستقبل طاقة أكثر كفاءة واستدامة في الأردن وأن هذه المبادرة تعكس التزام الشركة بتوفير حلول متكاملة تدعم الاقتصاد الوطني وتعزز الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة.
بدوره، اعتبر المدير العام لشركة غاز الأردن المسال صلاح الخزاعلة، أن المشروع ثمرة سنوات من العمل الجاد لتحقيق رؤية الشركة بالتوجه نحو الطاقة المستدامة واستغلال الموارد الوطنية لخدمة الاقتصاد الأردني.
وبين أن انطلاق المشروع يشكل دعامة أساسية للأمن الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في المملكة ويتماشى مع رؤية التحديث الاقتصادي وخطط قطاع الطاقة الرامية إلى تنويع مصادر التزود وتنمية الاستثمار المحلي.
وفي نوفمبر الماضي، قال وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني، صالح الخرابشة، إن كميات الغاز الموجودة في حقل الريشة تدعو للتفاؤل لكنها تُقرأ مع الجدوى الاقتصادية لها لتقييم حجم الإضافة المتوقعة للاقتصاد الوطني.
وقال الوزير في مؤتمر صحفي، على هامش منتدى التواصل الحكومي لإعلان "نتائج دراسة تقديرات احتياطيات الغاز الطبيعي في حقل الريشة"، إن حجم الاحتياطي من الغاز الطبيعي داخل جوف الأرض وقبل البدء بعمليات الحفر والتأهيل في المتوسط يقدر بـ 11.990 ترليون قدم مكعب، بمعامل استخراج نسبته 39 بالمئة وبالتالي تبلغ الكميات المتوقعة مبدئيا والقابلة للاستخراج منه 4.675 ترليون قدم مكعب.
وأشار إلى أن أقل تقدير لحجم الاحتياطي من الغاز الطبيعي في الحقل يبلغ 9.39 ترليون قدم مكعب، بمعامل استخراج يبلغ 30 بالمئة إذ تبلغ الكميات المتوقعة القابلة للاستخراج من الحقل 2.835 ترليون قدم مكعب.
في حين يبلغ أعلى تقدير لاحتياطي الغاز في الحقل 14.600 ترليون قدم مكعب، بمعامل استخراج نسبته 43 بالمئة وتبلغ كميات الغاز القابلة للاستخراج 6.350 ترليون قدم مكعب.
وأضاف الخرابشة أنه لاستغلال الغاز الطبيعي المتوفر في حقل الريشة، تقوم شركة البترول الوطنية بتعديل خطتها الاستراتيجية للمواءمة مع مخرجات هذه الدراسة من حيث بناء المنشآت الإنتاجية وخطوط نقل الغاز وتسريع وتكثيف عمليات حفر الآبار، مما يحتاج وقتا يقدر بالسنوات قد تصل لعشر سنوات لاستكمال العمل على تطوير الحقل، وحجم استثمارات يفوق 2 مليار دينار (2.8 مليار دولار).
وعملت الوزارة عام 2022 على إعادة إطلاق البرنامج الوطني للتنقيب عن النفط والغاز في المملكة، وبدأت شركة البترول الوطنية بإعداد الدراسات على حقل الريشة الغازي بهدف تقدير الاحتياطي من الغاز الطبيعي في الحقل وعلى عدة مراحل.
وشملت المرحلة الأولى إعادة معالجة المعلومات الجيوفيزيائية، وفي المرحلة الثانية تم إعداد الموديل جيولوجي من تنفيذ شركة البترول الوطنية.
وأوضح وزير الطاقة أن شركة البترول الوطنية بصدد تنفيذ مشروع إنشاء خط الغاز من حقل الريشة إلى منطقة الخناصري بطول 320 كم، حيث تبلغ السعة الأولية للخط 150 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم كمرحلة أولى، قابلة للزيادة لتصبح السعة 500 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم في مرحلته الثانية، وهذا ايضا يتطلب سنوات من العمل وانفاق رأسمالي.
كما وقعت الشركة عدة اتفاقيات لايصال الغاز مع عدد من الشركات، ووقعت مذكرات تفاهم مع مستثمرين مهتمين بالاستثمار بالغاز لاستخدامه في الصناعات التحويلية والبتروكيماوية والبازلت في حقل الريشة الغازي.
وتتبع شركة البترول الوطنية خطة واضحة لتطوير حقل الريشة بهدف زيادة قدراته الإنتاجية التي وصلت إلى 45 مليون قدم مكعب يومياً يتم استغلال قسم منها بمحطة الريشة للطاقة الكهربائية، علما بأن احتياجات الأردن من الغاز يوميا تبلغ حوالي 340 مليون قدم مكعب يوميا.