تأكيد خليجي على تماسك مجلس التعاون والوحدة في مواجهة إيران

العاهل السعودي يؤكد في افتتاح القمة الخليجية السنوية حرص الجميع على المحافظة على مجلس التعاون الخليجي وتعزيز دوره، مجددا في القوت ذاته دعمه لحل سياسي للأزمة اليمنية وداعيا إلى حل سياسي يخرج سوريا من أزمتها ويضمن وحدتها.

قطر حرقت جميع سفن العودة إلى مجلس التعاون الخليجي
أمير الكويت يدعو إلى وقف حملات إعلامية زرعت بذور الفتنة
العاهل السعودي يتهم إيران والحوثيين بانتهاج سياسة عدائية
غياب أمير قطر يسلط الضوء على عناد ومكابرة تعمق جراح الدوحة

الرياض - أكد قادة دول الخليج في ختام القمة الخليجية السنوية اليوم الأحد على وحدة الصف والحفاظ على تماسك مجلس التعاون.

وقال بيان حمل تسمية "إعلان الرياض" صدر في ختام الدورة الـ39 لقمة دول مجلس التعاون الخليجي الست "يؤكّد أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس حرصهم على الحفاظ على قوة وتماسك ومنعة مجلس التعاون ووحدة الصف بين أعضائه".

ودعا قادة دول الخليج اليوم الأحد في افتتاح قمتهم السنوية في الرياض الأحد إلى الحفاظ على وحدة مجلس التعاون الخليجي فيما تعقد هذه القمة على وقع خلافات مع قطر التي لم يحضر أميرها الشيخ تميم بن حمد أشغال القمة.

وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ39 للقمة الخليجية "قام مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والنماء والازدهار والرفاه لمواطني دول المجلس"، مضيفا "واثق أننا جميعا حريصون على المحافظة على هذا الكيان وتعزيز دوره في المستقبل".

وقال أيضا إيران لا تزال تمارس تدخلات في شؤون الدول المجاورة، مضيفا "لا يزال النظام الإيراني يواصل سياساته العدائية في رعاية تلك القوى والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى".

وأوضح أن ما يحدث من إيران "يتطلب منا جميعا الحفاظ على مكتسبات دولنا والعمل مع شركائنا لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم والإصرار على ضرورة تحقيق الضمانات الكاملة والكافية تجاه برنامج إيران النووي وبرنامجها لتطوير الصواريخ الباليستية".

وقال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح "ندعو إلى وقف الحملات الإعلامية التي زرعت بذور الفتنة والشقاق في صفوف أبنائنا ليكون ذلك مقدمة لتهيئة الأجواء لحل الخلاف بيننا".

وكان الشيخ صباح الأحمد يشير إلى الحملة الإعلامية القطرية التي استهدفت التشويش على أعمال القمة وانتقدتها بشدّة في خطوة تفاقم التوتر القائم بين دول الخليج والدوحة التي تواجه عزلة متنامية بسبب تمسكها بسياسة دعم وتمويل الإرهاب والتآمر على أمن المنطقة.

كما طالب فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عمان بأن تتحوّل الدعوات لحماية المجلس "إلى واقع"، مضيفا "ندعو أن يحمي ربنا هذا المجلس وأن يوفّقه بكل خير".

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر في الخامس من يونيو/حزيران 2017، بعد أن ثبت لديها بالدليل والبرهان استمرار الدوحة في دعم وتمويل الإرهاب.

كما تمسكت القيادة القطرية بالعناد في هذه الأزمة وبحثت عن حلول خارجية مسقطة قافزة على الوساطة الكويتية التي قبلت بها جميع الأطراف.

ولا يشارك أمير قطر في قمة الدول الست الأعضاء في المجلس التي لا يتوقع أن تصدر عنها قرارات حاسمة، بالرغم من تلقيه دعوة من العاهل السعودي.

ويترأس وفد قطر إلى القمة وزير الدولة للشؤون الخارجية سلطان المريخي. وكان أمير قطر حضر القمة السابقة التي عقدت العام الماضي في الكويت.

واستقبل العاهل السعودي رؤساء الوفود الذين وصلوا إلى الرياض وهم نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عمان والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأمير الكويت.

أما الوزير القطري فكان في استقباله وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية نزار مدني، بحسب السلطات القطرية. وبثت القنوات السعودية مشاهد وصول الوفود الخليجية بشكل مباشر على الهواء باستثناء الوفد القطري.

ويبدو الانقسام جليا في المجلس بين الدول التي تتّبع سياسة متشددة ضد طهران كالرياض وأبوظبي والمنامة وتلك التي تقيم علاقات مع طهران مثل مسقط والكويت.

وتسعى الدوحة أيضا إلى تعزيز علاقاتها بشكل أكبر مع طهران في ظل استمرار خلافها مع جاراتها والإجراءات العقابية التي اتّخذتها الدول الأربع بحقها والمتمثلة خصوصا في مقاطعتها اقتصاديا ودبلوماسيا.

وأعلنت قطر الأسبوع الماضي انسحابها من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) اعتبارا من يناير/كانون الثاني 2019 وهي خطوة تعكس حجم المأزق الذي تتخبط فيه الدوحة.

وقال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة إن "قطر حرقت جميع سفن العودة ولم يعد لديها أي سفينة من جهتها يمكن أن تعيدها إلى المجلس".

وإلى جانب قطر والإمارات والسعودية والبحرين، يضم مجلس التعاون الخليجي الكويت وسلطنة عمان اللتين لا تزالان تقيمان علاقات مع الدوحة.

وتأتي القمة الخليجية بينما يواصل وفدا الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، محادثاتهم التي بدأت الخميس في ريمبو في السويد برعاية الأمم المتحدة، في محاولة لإيجاد حل لنزاع أوقع أكثر من عشرة آلاف قتيل ودفع 14 مليون شخص إلى حافة المجاعة.

وقال الملك سلمان إن السعودية تدعم "جهود الوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية".

وتقود السعودية بمشاركة الإمارات تحالفا عسكريا في البلاد دعما لحكومة الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي في مواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. وكانت قطر عضوا في التحالف قبل أن تنسحب منه.

وأوقع النزاع في اليمن منذ مارس/آذار 2015 أكثر من عشرة آلاف قتيل وتسبّب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

وقد تشكلّ محادثات السلام الجارية أفضل فرصة حتى الآن لإنهاء الحرب المتواصلة منذ 2014، بحسب خبراء مع تزايد الضغوط على الدول الكبرى للتدخّل لمنع حدوث مجاعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وفي الشأن السوري، دعا الملك سلمان إلى "حل سياسي يخرج سوريا من أزمتها ويسهم في قيام حكومة انتقالية تضمن وحدة سوريا وخروج القوات الأجنبية والتنظيمات الإرهابية منها".

وكرر اتهام إيران التي تدعم النظام السوري برئاسة بشار الأسد وكذلك المتمردين في اليمن، بإتباع "سياسة عدائية"، معتبرا أن هذا الأمر "يتطلب منا جميعنا الحفاظ على مكتسبات دولنا والعمل مع شركائنا لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".

وتأتي القمة بينما تتعرض السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان لحملة قطرية تركية بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصليتها في اسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتستمر أعمال القمة في الرياض ليوم واحد فقط. وعشية افتتاح الاجتماع، وضعت أعلام الدول الست بينها علم قطر في شوارع العاصمة السعودية إلى جانب لافتات ترحيبية بدول مجلس التعاون الذي يرى خبراء أن الأزمة مع الدوحة أضعفته بشكل كبير. وكتب على إحدى اللافتات "خليجنا واحد وهدفنا واحد".