تبون ضمن رهانات الأحزاب الإسلامية في الانتخابات الرئاسية

حركة مجتمع السلم تسعى الى استغلال غياب مرشح ينافس تبون على القاعدة الانتخابية المؤيدة للتيار الإسلامي.

الجزائر - تدخل الأحزاب الإسلامية الانتخابات الرئاسية في الجزائر المقررة في السابع من سبتمبر/أيلول المقبل برهانات متباينة وبدافعية تعزيز حضورها في الساحة السياسية وتوسيع قاعدتها الانتخابية تحسبا للاستحقاقات المقبلة، إذ من المرجح أن تكون نتيجة السباق الرئاسي محسومة على خلفية مساندة مطلقة لأحزاب الموالاة للرئيس الحالي عبدالمجيد تبون وضعف المنافسة من المعارضة الجزائرية.

وتخوض حركة مجتمع السلم المعروفة اختصارا باسم 'حمس' لثاني مرة منذ تأسيسها في بداية تسعينات القرن الماضي السباق الرئاسي بالمرشح عبدالعالي حساني شريف الذي يعوّل على برنامج انتخابي مغري واستقطاب أصوات المناطق الداخلية وخصوصا في منطقة الهضاب العليا، إضافة الى أنه سيحاول استغلال غياب مرشح إسلامي ينافسه على القاعدة الانتخابية المؤيدة للتيار الإسلامي.

كما يحظى حساني شريف بدعم علني من حركة النهضة، ويؤمن أنصاره بأنه ورقة رابحة بعد أن نأى بنفسه عن الآلاعيب السياسية والانخراط في ما يعرف بحقبة العشرية السوداء في التسعينات والتي قتل فيها نحو 200 ألف جزائري في مواجهة دموية. ويترقب أن يحصل على دعم أنصار جبهة العدالة والتنمية وربما قسم من القاعدة الانتخابية لحركة البناء الوطني الغاضبة من خيارات القيادة الحالية.

ووفق موقع الخبر الجزائري فإن مشاركة الإسلاميين من شأنها أن تغير الصورة النمطية لها بكونها مجرد عملية استفتاء على حصيلة مرشح أحزاب السلطة تبون لولاية ثانية، إضافة الى إضفاء الشرعية على الرئاسيات القادمة.

وتختلف الظروف السياسية والأمنية كليا عن انتخابات 16 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1995حين حقق مؤسس ومرشح الحزب الراحل محفوظ نحناح ما يقارب 3 ملايين (2.971.974) صوت مقابل 7 ملايين صوت للمرشح الفائز الرئيس الأسبق اليمين زروال. فيما يبدو إعادة تحقيق هذا الرقم أمرا مستبعدا فإنه يتحتم على المرشح الإسلامي تجاوز ما حققه القيادي المنشق عن الحركة عبد القادر بن قرينة في الاستحقاق الانتخابي لعام 2019 وصل إلى مليون ونصف مليون صوت.

وفي الوقت الذي تحاول فيه حركة 'حمس' تعزيز موقعها كقوة معارضة رئيسية تتصدر التيار الإسلامي في الساحة وقد سبق لها أن حاولت تشكيل جبهة إسلامية موحدة في عهد الرئيس الأسبق الراحل عبدالعزيز بوتفليقة قبل أن تنضم لأحزاب الموالاة وسط خلافات مع شركائها من الأحزاب الإسلامية الأخرى، فإن رهانات حركة البناء الوطني، التي تتحرج من وسم نفسها بصفة حزب إسلامي، ترتكز على نجاح وفوز تبون بأغلبية صريحة تعزز قاعدته الانتخابية وشرعيته ومشروعيته السياسية، مما قد يمكنه من تنفيذ برنامجه والتحرر أكثر في تنفيذ ما تبقى من التزاماته.

وكانت الحركة قد انضمت الى الائتلاف المشترك الذي أعلنت عنه أحزاب الموالاة في خطوة لمنح شرعية لإعادة انتخاب الرئيس الجزائري والإيحاء بوجود تفاهم سياسي حوله.

وأكد رئيس حركة البناء الوطني عبدالقادر بن قرينة السبت في كلمة ألقاها خلال إشرافه على افتتاح يوم دراسي نظمته تشكيلته الحزبية، أن خطاب حزبه خلال الحملة الانتخابية سيسلط الضوء على البرنامج المستقبلي للجزائر الجديدة بقيادة تبون، مؤكدا أنه رجل المرحلة، وفق ما نقلته وسائل اعلام محلية.

وليست هذه المرة الأولى التي يدخل فيها الإسلاميون الانتخابات الرئاسية بصفوف منقسمة، حيث فشلت تجارب التحالف في الانتخابات التشريعية والمحلية في عام 2012 و2017.

وبدأ المرشحون للانتخابات الرئاسية إيداع ملفات ترشحهم منذ الخميس لدى السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات. وكان حساني أول المترشحين الذي أودع ملف ترشحه من بين 34 مترشحا قالت لجنة الانتخابات إنهم يعتزمون الترشح، وهو اعتبره البعض أنه لا يتجاوز كونه مجرد ذر للرماد في العيون، خاصة وأن الحركة لم تغادر مربع الدوران في فلك السلطة.

وقال تبون في تصريح صحافي عقب تقديم ملفه "كما ينص عليه القانون جئت لإيداع ملف الترشح رسميا"، مضيفا "أتمنى أن تقبل السلطة المستقلة الملف الذي طُرح أمامها".

وتواجه الطبقة السياسية عدد من التحديات أبرزها رفع نسب مشاركة الناخبين في الرئاسيات من أجل ضمان الشرعية الشعبية وتحقيق نتائج إيجابية خاصة أن نسبة المشاركة مرتبطة أكثر بمدى قوة البرامج المقدمة ونوعية الخطاب السياسي المنتهج من قبل الأحزاب.