تجدد الصدامات بين الشرطة والمتظاهرين في بغداد

مئات المحتجين حاولوا عبور جسر الجمهورية المؤدي لساحة التحرير بالمنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة والبرلمان والسفارة الأميركية.
الشارع العراقي يحيي الحراك مطالبا بالحد من نفوذ إيران
العراقيون يجددون مطالب إصلاح الأوضاع المزرية وإجراء انتخابات عاجلة
إصابة 240 شخصا أغلبهم من عناصر الأمن بعد تجدد الاجتجاجات العراقية
اعتقال 141 متظاهرا خلال إحياء الذكرى الأولى لثورة أكتوبر بالعراق

بغداد - وقعت صدامات جديدة الاثنين بين عشرات المتظاهرين وقوات الأمن في ساحة التحرير، غداة تظاهرات شهدتها بغداد إحياء للذكرى السنوية الأولى لـ"ثورة أكتوبر"، فيما شهدت مدينة كربلاء ليلاً أيضاً مناوشات.

وحاول عشرات الشبان عبور جسر الجمهورية الذي يصل ساحة التحرير بالمنطقة الخضراء شديدة التحصين، حيث مقر الحكومة والبرلمان والسفارة الأميركية.

وقام متظاهرون برمي الحجارة وحاولوا تخطي حواجز وضعتها الشرطة التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية، وفق شهود عيان ومصادر إعلامية.

وفي مدينة كربلاء (جنوب) التي كانت خلال العام الماضي مسرحاً لتظاهرات ليلية، قام متظاهرون شباب حتى ساعات الصباح الباكر برمي الحجارة على عناصر شرطة يحتمون خلف دروع حديدية ويحملون هراوات، كانوا يقومون بدورهم برميها على المتظاهرين من جديد.

كما أطلقت قوات الأمن النار في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين تراجعوا إلى الخلف.

وفي الناصرية (جنوب)المعقل التاريخي للتظاهرات في العراق، لزم مئات المتظاهرين حتى وقت متأخر خلال الليل ساحة الحبوبي، وسط المدينة، مرددين النشيد الوطني وشعارات داعية للحفاظ على طابع سلمي للحراك.

وشهدت مدينة الديوانية (جنوب)، تظاهرات مماثلة، حرق خلالها متظاهرون إطارات لبعض الوقت في عدد من الشوارع وسط المدينة، فيما شهدت مدينة الحلة (جنوب) صدامات مماثلة.

أحيا الشارع العراقي الأحد الذكرى الأولى من انتفاضة أكتوبر/تشرين الأول الماضي، متمسكين بمطالب إصلاحات البلاد ومحاسبة الطبقة السياسية الفاسدة ومحاكمة قتلة المتظاهرين وإجراء انتخابات عاجلة.

وأعلنت السلطات العراقية الإثنين إصابة 240 شخصا، بينهم 200 عنصر أمن، واعتقال 141 متظاهرا خلال احتجاجات الذكرى الأولى للحراك الشعبي.

وكان الآلاف قد تظاهروا في مناطق متفرقة من البلاد، في الذكرى الأولى للاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة ضد السلطات التي يعتبرها المحتجون عاجزة عن إصلاح الأوضاع ومعالجة البطالة ومحاربة الفساد وتحسين الخدمات الأساسية والحد من تزايد نفوذ الفصائل المسلحة الموالية لإيران.

وانتشرت قوات مكافحة الشغب والجيش بكثافة في محيط ساحة التحرير وأغلقت الطرق والجسور المؤدية إلى المنطقة الخضراء، شديدة التحصين وسط بغداد، والتي تضم مقرات الحكومة والبرلمان والبعثات الدبلوماسية الأجنبية.

ورغم ذلك اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الأمنية العراقية ومتظاهرين في ساحة العلاوي بجانب بغداد /الكرخ، وفق ما ذكره شهود عيان، بعد أن حاولت قوات الأمن تفريق المحتجين المجتمعين بالقرب من مبنى المجلس الوطني السابق في حقبة الرئيس الراحل صدام حسين.

وتأتي الاحتجاجات للضغط على حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للإيفاء بتعهداتها الخاصة بمحاكمة قتلة المتظاهرين وإجراء الإصلاحات في البلاد ومحاكمة المتورطين بالفساد وتهيئة الأجواء لإجراء انتخابات مبكرة نزيهة العام المقبل.

وقتل نحو 600 متظاهر وأصيب 30 ألفاً فضلاً عن اعتقال المئات خلال احتجاجات العام الماضي.

ويعد يوم إحياء ذكرى الاحتجاجات بمثابة اختبار لحكومة الكاظمي الذي وصل لمنصبه على أمل إنقاذ البلد من التدهور. وكان قد أكد بأنه أمر قوات الأمن بعدم استخدام السلاح ضد المتظاهرين.