تجربة ثورية لزراعة دماغ بشري في المختبر

باحثون أميركيون يأملون في إلقاء الضوء على بعض الأمراض العقلية من خلال إنماء مخ بشري من الخلايا الجذعية.
العضيات هي نسخ مبسطة ومصغرة لأعضاء حقيقية نمت في المختبر
عضيات الدماغ ساعدت الخبراء بالفعل في التعرف على مرض التوحد والصرع
الدماغ الاصطناعي مصنوع من خلايا جذعية لديها القدرة على تكوين أنواع مختلفة من الخلايا

واشنطن - يعمل علماء أميركيون على إنماء دماغ بشري في المختبر من الخلايا الجذعية، يمكن أن يساعد في إلقاء الضوء على حالات مثل مرض الزهايمر والفصام.
وأجرى الباحثون تحليلات جينية مكثفة لما يسمى بـ"العضيات" التي سُمح لها بالنمو في أطباق تجريبية لمدة تصل إلى 20 شهرًا، ووجدوا أن الأدمغة الاصطناعية تبدو وكأنها تنمو على مراحل وفقًا لساعة داخلية تتوافق مع تطور أدمغة الرضع الحقيقية.
وتشير النتائج إلى أن العضيات قادرة على التطور إلى ما بعد مرحلة "الجنين"، على عكس ما كان يُفترض سابقًا، وقد تكون عضيات الدماغ قادرة على النضج إلى الحد الذي يمكن للعلماء استخدامها للتحقيق في الأمراض التي تصيب البالغين مثل الخرف. 
وفي دراسة الأشعة تحت الحمراء، أنشأ الفريق عضيات الدماغ باستخدام ما يسمى بالخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات، والتي تكون قادرة على إنتاج العديد من أنواع الخلايا المختلفة، وتم اشتقاق الخلايا الجذعية من الجلد وخلايا الدم التي تمت إعادة برمجتها إلى الحالة الجنينية.

حتى الآن، لم يجر باحثون مثل هذه التجربة ولم يطوروا طريقة لنمو الدماغ البشري في بيئة معملية

وعندما تتعرض للمزج مع المواد الكيميائية تنمو الخلايا الجذعية في خلايا الدماغ وتنظم أنفسها لإنتاج هياكل ثلاثية الأبعاد تتكرر مع جوانب محددة مماثلة لتطور أدمغة الإنسان الحقيقية.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية قال مؤلف الدراسة وطبيب الأعصاب دانييل جيشويند من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس "حتى الآن، لم يجر باحثون مثل هذه التجربة، ولم يطوروا طريقة لنمو الدماغ البشري في بيئة معملية".
وأضاف أن هذه التجربة تعد دفعة مهمة في هذا المجال، حيث ظهر لنا أن هذه العضيات يمكن أن تنضج وتكرر العديد من جوانب التطور البشري الطبيعي، مما يجعلها نموذجًا جيدًا لدراسة الأمراض التي تصيب الإنسان.
ويهتم الباحثون بتنمية العضيات من الخلايا الجذعية لأن لديها القدرة على إحداث ثورة في طرق التحقيق في تطور الأعضاء المعقدة مثل الدماغ والاستجابة للأمراض.
وفي الواقع، يستخدم العلماء بالفعل عضيات نصفية في الدماغ البشري لدراسة الاضطرابات العصبية والنمائية العصبية بما في ذلك التوحد والصرع.
وتشير نتائج الدراسة الجديدة إلى أنه من الممكن بالفعل أن تنمو خلايا العضيات بحيث يمكن للباحثين أيضًا دراسة الأمراض التي تظهر خلال مرحلة البلوغ، مثل الخرف والفصام.