تحرك أممي لتسريع استئناف المفاوضات حول الصحراء المغربية

الأمم المتحدة تدعو المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا إلى إجراء محادثات في جنيف وفي ديسمبر وأمهلتها حتى 20 أكتوبر لتحديد موقف صريح من استئناف المباحثات لحل النزاع حول الصحراء المغربية فيما عرقلت الجزائر مرارا تسوية سلمية للنزاع وعملت على تأجيجه وفق حسابات ضيّقة.

مشاركة الجزائر أو غيابها سيحدد دورها السلبي في تسوية النزاع سلميا
المغرب مستعد لتسوية النزاع ضمن واقعية سياسية وضمن أطر الشرعية الدولية
سلطة قرار البوليساريو الفاقدة للشرعية بيد الجزائر

جنيف - دعت الأمم المتحدة الاثنين كلا من المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو الانفصالية إلى إجراء محادثات في جنيف في ديسمبر/كانون الأول وحددت العشرين من أكتوبر/تشرين الأول مهلة للدول المعنية لتحديد موقفها من استئناف المفاوضات حول ملف الصحراء المغربية التي تطالب الجبهة الانفصالية بدعم جزائري بالاستقلال عن سيادة المغرب وتتمسك الرباط بسيادة المملكة كاملة على كل أراضيها واقترحت حكما ذاتيا للصحراء تحت سيادتها.

وكان المغرب قد شدد على ضرورة مشاركة الجزائر في المفاوضات كونها طرفا معطلا لحل الأزمة وكونها عنصرا مؤججا للنزاع.

وأخفقت جهود الأمم المتحدة مرارا في التوسط للتوصل إلى تسوية في المنطقة التي تتنازع عليها المغرب والجبهة الانفصالية التي تدعمها الجزائر منذ انسحاب الاستعمار الإسباني من الصحراء المغربية عام 1974.

وقالت المتحدثة إن هورست كولر مبعوث الأمم المتحدة الخاص للصحراء المغربية وجه الدعوة لوزراء خارجية المغرب والجزائر وموريتانيا بالإضافة إلى الأمين العام لجبهة البوليساريو لعقد اجتماع في جنيف.

ويصر المغرب على ضرورة جلوس الجزائر إلى طاولة المفاوضات متهما إياها بدعم البوليساريو عسكريا وماليا. وتنفي الجزائر هذه الاتهامات في الوقت الذي تعرقل فيه كل جهود التسوية وتوفر الغطاء المالي والسياسي للكيان الانفصالي غير الشرعي.

وقالت المتحدثة "غرض الاجتماع هو تقييم التطورات منذ آخر جولة من المفاوضات وبحث القضايا الإقليمية ومناقشة الخطوات التالية في العملية السياسية الخاصة بالصحراء المغربية".

المغرب يرى أن طريقة التفاوض التقليدية غير فعالة، معتبرا أن استئناف المباحثات المباشرة وإنجاحها يبقى رهين الإدراج الفعلي للأطراف المعنية بالصراع وتحديدا تلك التي لها دور مباشر في النزاع وغياب تلك الأطراف يعني حتما فشل كل جهود كولر

وتأتي هذه المحادثات بعد ثاني زيارة لكولر إلى المنطقة في يونيو/حزيران وعقب لقائه بمجلس الأمن الدولي في الثامن من أغسطس/آب والذي أعلن خلاله اعتزامه عقد اجتماع قبل نهاية العام.

وتوسطت الأمم المتحدة في وقف لإطلاق النار بين المغرب والبوليساريو في 1991 ودعمت إجراء استفتاء بشأن مستقبل المنطقة بما في ذلك احتمال استقلالها. ولم يجر هذا الاستفتاء مطلقا.

وعرض المغرب منح حكم ذاتي للصحراء المغربية التي تملك مياها غنية بالأسماك واحتياطيات من الفوسفات.

وترفض البوليساريو وحليفتها الجزائر ذلك وتقول إنهما تريدان إجراء استفتاء يكون استقلال الصحراء المغربية أحد خياراته.

ويرى المغرب أن طريقة التفاوض التقليدية غير فعالة، معتبرا أن استئناف المباحثات المباشرة وإنجاحها يبقى رهين الإدراج الفعلي للأطراف المعنية بالصراع وتحديدا تلك التي لها دور مباشر في النزاع وغياب تلك الأطراف يعني حتما فشل كل جهود كولر.

وإصرار المغرب على وجود الجزائر على طاولة المفاوضات أمر منطقي وواقعي يمس أصل العلّة في ملف تسوية النزاع لأن الجزائر هي بالفعل طرف مؤثر سلبا في جهود التسوية.

وإذا قبلت الجزائر المشاركة فستكون الرباط قد نجحت في حشرها في الزاوية لتحديد مسؤوليتها في تأجيج نزاع الصحراء وعرقلة جهود التسوية وفي حال غيابها قد تكون أثبتت على نفسها حجة التأثير السلبي في معالجة الأزمة.

وأكد المغرب مرارا استعداده لتسوية الملف ضمن واقعية سياسية وضمن أطر الشرعية الدولية بعيدا عن الاملاءات والتدخلات السلبية من بعض أطراف الصراع مثل الجزائر.